لاجل الحياة ..تعالوا نفكر..

 

ذاكرة الايام.. لاجل الحياة..تعالوا نفكر..

   البحث العلمى هو الطريق الوحيد للبحث عن الحقيقة , وليس كل انسان يملك القدرة على البحث عن  تلك الحقيقة , هناك طريق يقودك الى ماتريد , وهو ان تكون راغبا ومستعدا ومؤهلا لتلك المهمة , والانسان مزود بقدرات ذاتية تكبر مع الايام كما تكبر الابدان وتحتاج الى اهتمام واستعداد , وشوق الانسان الى المعرفة هو شوق غريزى , والمعرفة هي التى تميز الانسان وتجعله اكثر رقيا واقدر على اختيار افعاله بما يجعله اكثر رقيا وقدرة على التمييز والاختيار , واداة الفهم هو العقل وهو القوة التى اكرم الله بها الانسان , ومن خصائص العقل ان صاحبه اكثر استعدادا لقبول التأديب والترويض , والجاهل لا يقبل التأديب ويضيق به وقد يعتبره جهلا منه انه انتقاص من شخصيته , والتاديب يحتاج الى اقناع عقلى وليس عن طريق القهروالتخويف , والمربي الذى يعتمد اسلوب الاقناع اكثر رقيا من المربى الذى يستخدم منهج القهر والاذلال , والسلطة التى تخاطب شعبها بمنهج الاقناع العقلى تحقق ما تعجز عنه السلطة التى تستخدم اسلوب القهر , ومجتمعات القهر تشجع التطرف السلوكي والفكرى لان النفوس تعبر عن مشاعرها المكبوتة بالفكر المتطرف , والتطرف لا يقاوم الا بازالة الاسباب النفسية التى تشجعه وتنميه , والعنف هو وليد مشاعر غضب مكبوت , والعقل يحتاج الى علم ومعرفة بما يحتاج اليه , لكي تكبر به قوة التمييز والتفكير , وادراك العقول للحقيقة ليس واحدا فلكل عقل طاقته واستعداده , ولذلك لا يكلف الله نفسا الاوسعها وما توصلت به مما يعبر عنها , والمدركات العقلية نسبية ولكل انسان قدراته ومعاييره , مهمة العلم ان يكون اداة للفهم , والبحث العلمى هو بحث عن الحقيقة , والبحث العلمى يحتاج الى عناصر وهي اركان :  اولها الانسان وهو محور كل شيء , واذا لم يكن الانسان هو الاقوى والاكثر تأثيرا فلاقيمة للبحث العلمى , وكنت اؤكد على اهمية الانسان فيما يصدر عنه من افكار , والركن الثانيى الذى لا بد منه فى العلم هو مصدر المعرفة وهو الكتاب , فاذا لم يكن الكتاب اصيلا ومعتمدا وموثوقا به فلا قيمة لبحث لا يعتمد على مراجع مهمة هي الاساس لما يريد معرفته  , وهناك الركن الثالث وهو منهج البحث عن الحقيقة فاذا كانت  المسلمات خاطئة فكل النتائج ستكون خاطئة والمنهج هو الطريق الذى يقود الى ماتريد الوصول اليه , وما اكثر الذين ضلوا الطريق واختاروا طرقا خاطئة وظنوا انهم بها يصلون فضاعوا وظنوا انهم مهتدون , وما اكثر هؤلاء اليوم وفى كل عصر يشتد الجهل فيه , كنت اتأمل فى كل ذلك وانا ابحث عن الطريق , وما وجدت ظاهرة اشد ضررا بمسيرة المجتمعات من جهل العلماء برسالة العلم واهمية البحث عن الحق , عندما كنت اخاطب طلابى كنت اشجعهم على ان يتحملوا المسؤولية بانفسهم وان يعبروا عن قناعاتهم فيما يكتبون وما يختارون , كنت اريد العلم لاجل الحياة وكنت اكره التقليد والتعصب اقرارا بكرامة الانسان , وما انحدرت امة الا تحكم جهلتها بامرها وتقدم السفهاء مسيرتها , الدين يلتمس لك العذر فيما توصلت اليه بعقلك وقناعتك , وهذا حق من حقوق الانسان ولو لا ثقة الدين بالانسان لما كان التكليف والمسؤولية , وعندما تنتشر ثقافة التقليد تكون القداسة للتاريخ وهي قداسة متوهمة تكبر مع الايام الى ان تصبح حقيقة , عندما نثق بالعقل ونحتكم اليه فمن المؤكد اننا سننهض  , وتكون عقولنا هي المشاعل التى تهدينا الى ما يجب ان يكون ,  مهمة الدين ان يحرر العقل من الجهل والتقليد وان يفكر الانسان بحرية من غير قيود عليه ,  ولا عذر له عندما يعطل اداة الفهم عنده بالتقليد والتعصب وتوهم الحقيقة , عندما كنت اتأمل كنت اشعر بالاحباط وادرك  ان الطريق ليس هو الطريق الذى يوصلنا الى الافضل , عندما كنا اطفالا كنا نحلم بالافضل , واليوم لم نعد نحلم لاننا كبرنا واصبحنا اكثر فهما لما نحن فيه ..

 

( الزيارات : 1٬012 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *