العلم ..ومستقبل الانسان..

كلمات مضيئة ..العلم ومستقبل الانسان

من طبيعة الحياة ان  الأحياء  يبحثون  عن الكمال بطريقة طبيعية  , وهم  ينتقلون من نقصان الى تمام وكمال,  وهذا هو معنى الحياة , اما الجمادات فهي متوقفة , ولاتتغير عما هي عليه  ولا تتجاوز ما هي فيه , لا شيء من الجمادات ينتقل مما هو فيه الى غيره , كل الجمادات تظل كما هي , وتخضع لقانون الطبيعة  , اما الاحياء فلهم قانون اخر وهو الانتقال من النقص الى الكمال , هناك بدايات ونهايات , كل الاحياء تولد وتموت , قوانين العلم لا يمكنها ان تفسر ظاهرة الحياة كما هي  , قد يفسرون ظاهرة الجماد بالانفجار الكونى الذى اوجد قوانين الطبيعة كما هي عليه  , اما الحياة فلا يمكن تفسيرها بذلك الابداع فى خلق الاحياء وتنوعها وخلق الاستعداد لها لكي توجد اولا  ثم تنمو نموا مناسبا لكي تؤدى ماهو مطلوب منها فى ظل اعجاز كونى بديع , وهذا هو سر الخلق الذى لا يمكن للعلم ان يدرك عظمته وتتعدد التفاسير العلمية وتظل عاجزة عن فهم الظاهرة الكونية , كل قوانين علم الفيزياء لا يمكن لها ان تصل الى يقين حول الظاهرة الكونية , كل القوانين العلمية لم تقدم تفسيرا مقنعا وممكنا للكون , وبالرغم من كل ذلك فيجب ان نحترم العلم فى محاولاته للفهم والبحث عن الحقيقة , كل ما توصل اليه العلم هو ظنيات وافتراضات قد تقترب او تبتعد عن الحقيقة , اليقين العلمى يظل قاصرا عن اليقين وهو نسبى , البحوث العلمية يجب ان تحترم مهما كانت نتائجها , ولا ينبغى ان يكون هناك تعارض بين الدين والعلم , الدين له تفسيره لقوانين الكون وهو ينطلق من منطلق ايمانى بالله وهو خالق الكون ومبدعه , وهو الاكثر قبولا وانسجاما , ومن واجب العلم ان يحترم خصوصيات الدين فيما يخص الدين , ويجب على الدين ان يحترم العلم فيما قامت حجته , قوانين العلم لايمكنها ان  تصادم فكرة الايمان بالله ولا ان تنفي ثوابت الدين  , ويجب ان يكون العلم فى خدمة الحياة لكي تكون اجمل وايسر وفى خدمة الانسان لكي يكون اسعد واكمل , البحث عن الحقيقة منهج العلماء , وعندما يكون هدف العلم هو البحث عن الحق فيجب ان تحترم جهود العلماء فيما اختصوا به , العلم كشجرة لا بد الا ان تثمر , لا قيمة لما لا يثمر , الجهد الانسانى يجب ان يكون مفيدا ومثمرا لاجل الحياة , كنت اجد فى الحياة اعجازا كونيا دالا على عظمة الخالق , وهو الله , نحن نتعلم لكي نفهم اكثر , ونرتقى بما تعلمناه وفهمناه , العلم كالمال , انت تكسبه لكي تدخره وتنفقه وتكون اكثر سعادة به , الجاهل يكسب المال ويتعب فى كسبه ثم لا ينفقه ولا ينتفع به , المال لاجل الحياة والعلم لاجل الحياة , شر الناس هم الذين يكسبون المال ويعبثون به وهذا شان السفهاء والجهلة , وشر العلماء هم الذين يتعلمون العلم ويجعلونه مطية للشر ويسخرونه لافساد الحياة وشقاء الانسان , العاقل عندما يكسب المال يحسن انفاقه والتنعم به , والعالم عندما يحسن العلم يرتقى به ويتعلم ما كان يجهل من قوانين الحياة , الانسان هو الذى اختصه الله بالعقل لكي يحسن الفهم والتمييز , وهو بهذا يتميز عن الحيوان والنبات , فالنبات يزرع وينبت ويكبر ويثمر متطلعا الى الكمال ويشتاق الى اسباب كماله,  وهو الماء , والحيوان يولد كما يولد الانسان ويتطلع الى كماله ويشتاق الى اسباب ذلك الكمال وهو الغذاء , والانسان كذلك  , لا فرق بين صغير وكبير ولا بين عاقل ومجنون فالكل يبحث عن اسباب كماله , ويتعلم من الحياة وتجارب الانسان لكي يكتشف قوانين النفس وتجارب الانسان , هذه هي مهمة التعليم , نحن نتعلم لكي نحسن الفهم والاختيار والقرار , الجاهل ليس هو الذى لا يقرأ ولا يكتب , وانما هو الذى لا يتعلم ولا يتأمل ولا يفهم ويخطئ فيما يختار ويسير فى الطرق المظلمة ولا يكتشف ظلامها , ما اقسى ما يفعله الجهل باهله , الشعوب تتفاضل بحسن ماتعلمته مما ينفعها وينير طريقها , العلم الذى لا ينهض بصاحبه لا فائدة منه , وهو كالشجرة التى تزرعها ولا تحسن زراعتها او لا تحسن رعايتها فتكبر وتمتد اغصانها ولكنها لا تثمر ما هو مرجو منها , ثقافة الشعوب ليست كلها مفيدة واحيانا تسهم فى تخلف مجتمعها , مهمة كل جيل ان يخضع ماتوارثه من جهد الاجيال السابقة لمعيار عادل يختار به ما يراه ملائما له ومفيدا , جهد الاجيال ليس واحدا فى اهميته فهناك ما يستحق ان يحتفظ به وينتفع,  وهناك مالا قيمة له او كان معبرا عن مجتمعه فى مرحلة زمانية معينة , ليست كل المقتنيات تستحق ان يحتفظ بها , فهناك مقتنيات ثمينة ومفيدة ويمكن ان ينتفع بها , وهناك مقتنيات لا قيمة لها ولا اهمية , ليس كل انسان يحسن التمييز بين ماهو نفيس منها وما هو زهيد القيمة والاهمية,  ولا ينتفع به , هذه هي مهمة كل جيل ان يحسن اختيار ما يلائمه من جهد السابقين وثقافة الاجيال , لكل جيل خصوصياته واختياراته ترتقى او تنحدر , العقل الانسانى  ليس واحدا ويختلف فهمه وادراكه بحسب قدراته الذاتية وهي متفاوتة , وحسن التكوين من العوامل المؤثرة فى تكوين العقول , مهمة الدين فى الحياة ان يعلم الانسان ما كان يجهل من حقوقه الانسانية , وان يرتقي بسلوكه الى الافضل والاكمل وان يجعله اكثر انسانية فى مشاعره واكثر اخلاقية فى سلوكه فلا يفعل مالا يليق به من انواع السلوك الذى لا يليق بالانسان ..

( الزيارات : 850 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *