الفرق بين علوم الدنيا وعلوم الاخرة

كلمات مضيئة..علوم الدنيا وعلوم الاخرة

العلم هو معرفة الشيء على ماهو عليه , ومهمة العلم ان ينقل صورة الشيء المعلوم الى العقل او القلب , وافضل ان نقول العلم هو الذى ينقل صورة الشيء المعلوم كما تصورها الانسان بعقله او قلبه , ولم استطع ان اميز بدقة بين العقل والقلب , ويمكننا ان نقول ان النفس الانسانية بكل ماتملكه من قدرات على الفهم هي المعنية  , ويمكننا ان نجعل الامور التى تتعلق بشؤون الدنيا من العلوم والنظم وكل قضايا التدبير كشؤون الحكم والمعاش من اختصاص العقل , وتلك امور متغيرة ومتجددة وتعبر عن زمانها ومكانها , وهذه متروكة للانسان يختار ما يصلح له , ولكل عصر قضاياه , والدين يضع اسس تلك الاخلاقية ويجب على الانسان ان يحترمها بقدر طاقته مراعيا فى ذلك المصالح الجماعية المشروعة , ويدخل ضمن هذا المعاملات بين الناس التى تحترم فيها الحقوق الانسانية , والعقول مخاطبة ومؤتمنة على ان تحترم ثوابت الحقوق  وان تكون عادلة , والظلم محرم بجميع اشكاله ماكان وما يمكنه ان يكون , العقل هو عطاء من الله ويجب الثقة بالعقول فيما ترجحت لها المصلحة فيه , وطريق العقل ان يجتهد فيما رآه من امر الانسان , ويعتمد العقل على الحواس الظاهرة التى بها يدرك الاشياء وفق القوانين الفطرية التى تعتمد على التجربة والتكرار واحيانا تعتمد على ادراك القواعد العقلية البديهية المتمثلة فى استحالة المستحيلات , وهذه قضايا بديهية وفطرية , والعقل فى ادراكه للاشياء المعقولة يستعين بما هو موجود فى الذاكرة من  الذكريات بكل ما فيها , وفى المخيلة تتجمع كل المؤثرات التكوينية والتربوية وفى ما هو اللا وعي من العواطف والمشاعر , وافكارنا هي مجموع مافى داخلنا , تتسع وتضيق وتعبر عما فى داخل ذلك الانسان , ليس لدينا معيار دقيق نحتكم اليه فيما يصدر عنا من مواقف وافكار , كل مانراه ونسمعه ونقراه من تجارب الاخرين ومن افكارهم نتاثر به ثم نخرجه فى صيغة جديدة تحمل ملامحنا , الكل يبحث عن كماله كما يتصوره , ما نعيشه لا ينفصل عنا , عندما نتألم او نشعر بظلم تظهر صورة ذلك فى افكارنا او مشاعرنا

وهناك علم الاخرة وهو كل ما يتعلق بالايمان والوحي والنبوة والقران , وهذا العلم لا يمكن للعقل ان يدركه لانه خارج الادراك الحسي , والعلم هو ما يدرك بذاته , اما المعرفة فتدرك باثارها , ولهذا فان المعرفة تحتاج الى تدبر وتامل فى الاثار لكي تصل الى المعرفة , العقل وحده لا يكفى للوصول الى المعرفة المرتبطة بشؤون الاخرة,  وهذه قد اختص الله بها ويكرم بها من شاء من عباده , وعلوم الاخرة مستمدة من الدليل وهو النص , والنص خطاب والمخاطب به هو الانسان بكل ما يملك من قدرات , وهناك معايير تركز على الضوابط العقلية لان كمال العقل هو مظنة فهم الخطاب , كل ما ارتبط بالنص فطريقه التأكد اولا من صحة النص وثانيا البحث عن د لالات النص اللغوية والتفسيرية,  وهذه مهمة اهل الاختصاص , واول شروط الثقة بهؤلاء ان يكونوا من اهل الايمان بقدسية ذلك النص , وكل هذه العلوم هي علوم استدلالية , واداتها سلامة العقول وقدرتها على الفهم العلمي من غير شطط فى الفهم او توهم اليقين من غير يقين , المعرفة الاستدلالية احتمالية لانها تعتمد المنهج الاجتهادى , ولا بد فى الاجتهاد من الالتزام بضوابط الاجتهاد , المعرفة الالهامية هي حسن الفهم ودقته وهي نوع من المعرفة الاستدلالية , وتعتمد على نفس الضوابط والمعايير , فان تجردت من تلك الضوابط كانت عرضة للانزلاق وتحكم الاهواء وتكبر فيها الاوهام , ولا يوثق بها الا اذا اخضعت لمعايير نقدية من اهل الاختصاص , ولاثقة بما يدعيه الجهلة من المعرفة الالهامية , المعرفة الاستدلالية مرتبطة بالنص ولاتتجاوزه , فما هو متروك للعقل فالعقل هو المكلف به , ذلك التداخل بين المعرفة الاستدلالية والمعرفة العقلية ادى الى كثير من التداخل وتحميل النص مالا يحتمله من المعانى المتروكة للعقول التى تدرك مصالحها المتجددة , لا يضاف الى الدين ماليس منه من الاحكام , ماليس من امور الاخرة فهو من اختصاص العقول المؤتمنة على ادراك المصالح المتجددة , الانسان المكلف مؤتمن على اختيار انظمته المرتبطة بحياته الاجتماعية , وهو الذى يختارها ويضعها بارادته ويحترم فيها اصول الدين ..

( الزيارات : 1٬211 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *