الفطرة وانسانية الانسان

كلمة اليوم
ما اروع الانسان الذى تشعر بانسانيته عندما تقترب منه فى صداقة او معاملة او زوجية او قرابة او جوار , ولاحدود لانسانية الانسان , وكلما اقترب الانسان من ربه كان اكثر انسانية واكثر ادبا واكثر رحمة واكثر احتراما لحقوق الاخرين..هؤلاء هم عباد الرحمن الذين يحبهم الله ويشرح صدرهم للخير وللعمل الصالح , هؤلاء لا تصدر عنهم الا الاعمال الصالحة لان الله تعالى يشرح صدورهم لتلك الاعمال التى تقربهم الى الله , اما افعال الشر فلا يمكن ان تصدر عن هؤلاء وان غضبوا او اخطؤوا فى موقف من المواقف , وسرعان ما يعودون الى طبيعتهم الخيرة المعطاءة ..
هذا هو الانسان المسلم الذى يحبه الله , وهذا هو اسلام الفطرة والناس يتفاضلون فى العمل الصالح , والفطرة النقية تميل الى العمل الصالح وتحب اعمال الخير وتكره افعال الشر الا انها اذا غفلت عن ربها سرعان ما تنزلق فى اهوائها وسلوكياتها الى الافعال الخاطئة التى تصدر عن الانسان فى لحظة غفلته عن الله وسيطرة غرائزه عليه من غير احتكام للعقل او من غير احترام لثوابت الشرع , فالعقل هو اداة التمييز بين الحق والباطل وبين الخير والشر والنافع والضارالا ان العقول قد تضل طريقها فلا تحسن التمييز وتنزلق فى متاهات مظلمة , ولا بد لها من نور يضيء طريقها ويمكنها من التمييز , وهذه هي مهمة الدين ان يعلمك ثقافة الحقوق فلا تتجاوز فى حق من الحقوق لك او عليك , ويطهر قلبك من خواطر السوء فلا تسيطر عليك تلك الخواطر السوداء فتدفعك الى سلوكيات العدوان على الاخرين ..
اننا الان بحاجة الى احياء مفاهيم الدين الحقيقية ومعرفة مقاصده وغاياته وكل ما يناقض الفطرة فليس من الدين وكل ما يؤدى الى العدوان على كرامة الانسان فليس من الدين , فالانسان هو الغاية وهو الهدف وهو خليفة الله فى ارضه لكي يقوم بمهمة عمارة الارض باسباب الحياة فى ظل الاحتكام الى الثوابت الاسلامية فى العقيدة والشريعة والاخلاق ..

( الزيارات : 1٬385 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *