القراءة لكي نفهم..

ذاكرة الايام..القراءة لكي نفهم اكثر..
منذ طفولتى احببت القراءة وتعلقت بالكتاب , وانصح الجميع ان يحتفظ بمكتبة ولو كانت صغيرة فى منزله, ومن الطبيعيى ان يهتم الاطفال بكتب الطفولة وهذ هي البداية لكي يعتاد الطفل على القراءة , وفى طفولتى قرأت القصص البوليسية ثم انتقلت الى الكتب الادبية واللغوية واقصص وكنت اختار لمن اقرأ له من الكتاب , كان الكتاب هو الصديق الوفي الذى كان يلازمنى فى الليالى وكنت قليل النوم وقلما انام قبل الفجر , واعترف ان السهر عادة سيئة واثارها مزعجة , قد تتمكن من القراءة والتامل ولكنها تزعجك عندما تستدعي النون فلا يأتيك , كنت اقرأ ما يعجبنى ويثير اهتمامى , ولا اجبر نفسي على قراءة مالا احب , كنت اطوف على الكتب واقتنى ما احبه وما يثير اهتمامى , وكنت صديق المكتبات وصديق المهتمين بالقراءة والتأمل , كنت اهتم بالفكرة التى تعجبنى واعيد قراءتها ومالا يعجبنى امر به سريعا او اتجاوزه , هناك كتب قراتها كلها ثم اعدت قراءتها ثانية , وهناك كتب كنت اكتفى بقراءة عنوانها وفهرستها , وقد اقرا فقرات او اكتفى بالمقدمة , كانت تعجبنى منهجية الكتاب العلمي , الكتب العلمية قليلة والكتب المفيدة قليلة ايضا , ليس كل كتاب يستحق القراءة , هناك كتاب ومؤلفون اقرأ لهم وهناك اخرون اكتفى بقراءة العنوان ولا اتجاوز وهذا كثير , كنت اقرأ ما يهمنى ومااجد نفسي بحاجة اليه , وليس من عادتى ان اتوقف طويلا عند كل كلمة الا اذا رأيت فكرة مهمة تستحق التأمل والفهم , هناك كتب تستحق التقديروالاعجاب لانها اضافت الجديد المفيد وهذه هي الكتب التى تستحق الاهتمام , وهناك صنف أخر من الكتب تستحق القرأءة لا لانها اضافت شيئا ولكنها اسهمت فى بيان الفكرة واكدت عليها وساعدت على اغناء المادة العلمية , وهناك صنف ثالث من الكتب لا تتضمن اي جديد ولا تجد فيها ما يدفعك لقراءتها , وهناك كتاب لا اقرأ لهم ابدا لاننى اعرف مسبقا مدى ما يمكنهم ان يكتبوه , الكتب المهمة قليلة , وكنت اقول لنفسي مالا يضيف الى معرفتى معرفة جديدة فلا احتاج اليه , وكنت اقول عن كتب التراث ان هناك كتبا مهمة وغنية ويجب ان يتجه الاهتمام اليها تحقيقا واحياءا , واحياء التراث ليس ان تعيد طباعته وانما ان تضيف اليه شيئا جديدا من الدراسة حول ذلك المخطوط , وكنت اشجع طلابى الباحثين على اختيار المخطوط المهم والذ يتضمن علما وفهما وهذا هو الذى نحتاج اليه , كنت اشجع تحقيق الكتب التراثية ذات القيمة العلمية وعدم الاكتفاء باعادة طباعته وانما الاهتمام بما اضافه مع بيان اثر محيطه السياسي والاقتصادى , وهناك امر مهم فى الكتابات الفقهية وهو شخصية الفقيه واثر شخصيته فى ارائه واجتهاجاته وهذا امر مهم , فالفكر هو وليد رؤية صاحبه , وهناك مؤثرات تسهم فى صياغة الشخصية , واشار ابن خلدون الى امر هام وهو اثر الجغرافيا فى تكوين خصائص الانسان , فمن عاش فى مدينة منفتحة ليس كمن عاس فى بيئة صحراوية مؤثرة فى طبيعته , وقد كنت نشرت بحثا علميا بعنوان اثر شخصية المجتهد فى ارائه الاجتهادية , ولعل علماء النوازل الفقهية اهتموا بالبيئات المختلفة , ولهذا تعددت النوازل الفقهية باحتلاف المدن , والمناطق ولكل مكان نوازله ووقائعه وقضاياه , هذه الاختلافات اثارت انتباهي وانا اقرأ فى الكتب واتعلم منها خصوصيات كل مؤلف وعالم , ولا خيار لنا الا ان نحترم خصوصيات كل مجتمع بما يراه الاصلح له والاقرب لما يحقق له العدالة ويحترم خصوصيات كل مجتمع بما يلائمه , القراءة هي البداية لكي نفهم اكثر

 

( الزيارات : 1٬017 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *