القياس.. وحسن الفهم

الشيخ محمد النبهان

القياس ..وحسن الفهم …..
تميز السيد النبهان طيب الله ثراه بقدرات مميزة فى الفهم العميق لكثير من المظاهر الاجتماعية والسلوكية وكان يستخدم الرمزية للتعبير عن الافكار العميقة التى قد لا يستوعبها كثير من الناس , ويروى قصة بسيطة لكي يصل بها الى اعتماد قاعدة عظيمة الاثر من الناحية العلمية , وايصال تلك القاعدة الى عقول السامعين المخاطبين , البعض لا يفهم اهداف الرواية او القصة ويبحث عن تفاصيلها, والبعض يفهم الرمزية المرادة منها , ولا يعنيه امر الرواية الرمزية , وانما يعنيه العبرة المرتجاة منها , وهذا ما اشرت اليه فى كتابتى عن القصة فى القران الكريم , فالغاية من القصة القرانية هي العبرة التى جاءت القصة لكي تؤكدها وهي الصراع الخالد بين الخير والشر وبين الحق والضلال وجهاد الانسان ضد الظلم والطغيان ..
كان السيد النبهان يقول فى احداديثه :
لا تقيسوا البيض على البادنجان , وهي قصة اجير علمه معلمه عندما ارسل معه البادنجان الى احد الزبائن ان يرميه من فوق الجدار اذا لم يجد احدا فى الدار..وفى المرة الثانيه ارسل معه البيض فلم يجد احدا فى الدار فرماه من فوق الجدار فتكسر وتناثر فقال السيد : لا تقيسوا البيض على البادنجان لاختلاف طبيعة كل منهما ..
بعض الناس لا يحسن القياس الذى ابدع فيه ابو حنيفة وفاق به كل فقهاء عصره كان يملك قدرات على الاقيسة الفقهية لم يتمكن احد من معاصريه ان يتفوق عليه فيه وتنسب مدرسة الراي الفقهية اليه على امتداد التاريخ وابدع فى الفهم والاجتهاد معتمد على دقة معاييره القياسية ..
كم نحتاج اليوم الى فهم معنى القياس ومتى يستخدم القياس فى المواقف بطريقة سليمة والا نقيس البيض على البادنجان لكيلا ينكسر بيضنا وتتناثر اجزاؤه ونحن نرميه من خلف الجدار متجاهلين ما تقتضيه العقول من تمييز بين المواقف والافكار ومراعاة المصالح الاجتماعية واحترام المقاصد الشرعية التى تعتبر هو المراد بالخطاب الشرعي الذي يحتاج لمن يحسن فهمه ويستوعب ما يراد به من احكام وتوجيهات وغايات..
احسنوا فهم مبدا القياس فى الاحكام الفقهية والمواقف الانسانية لكي تحققوا الغاية المرجوة من الخطاب الشرعي ولكيلا تلتبس عليكم الدروب وتضلون ولا تعرفون اين تسيرون …

 

( الزيارات : 783 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *