حسن الفهم ..وسداد القرار

حسن الفهم وحسن القرار

يتميز الإنسان عن الآخر بأمرين :
حسن الفهم وحسن القرار ..
بعض الناس يحسن الفهم ولا يحسن القرار , أما من لا يحسن الفهم فلا يمكنه أن يحسن القرار أبداً لأن القرار الصحيح يبنى على الفهم الصحيح, إذ لا يمكن لقاض أن يحكم في قضية إلا إذا فهمها بطريقة جيدة ودقيقة..

الفهم الصحيح يتطلب قدرة مميزة على الإستماع أولاً والتأمل ثانياً فيما سمعت فليس كل ما سمعته صحيحاً , ويجب عليك هنا أن تستنتج مما سمعت الحقيقة التي قد تخفى على الآخرين ..ليس كل ما سمعته صحيحاً , ويمكنك اكتشاف ذلك من خلال فهمك لطبائع النفوس في المواقف , فكل سلوك هو ثمرة لواقع سابق له يؤدي إليه , إذا عرفت ما قبل السلوك يمكنك فهم لماذا كان ذلك السلوك ..
إذا لم تعرف البداية فلن تفهم أسباب السلوك الذي تولد عن تلك البداية ..
هذه هي الخطوة الأولى وهي حسن الفهم لما تسمعه أو تراه .
الخطوة الثانية هي حسن القرار وهو أكثر مشقة من الخطوة الأولى, وليس كل الناس سواء في حسن القرار, وبه يكون التمايز بين الإنسان والآخر, وهذا ما نسميه بالحكمة, وهي حسن القرار في المواقف الإنسانية التي تمر بالإنسان والتي تختلف زماناً ومكاناً وخصوصية بين قضية وأخرى , ولا تستخدم القياس في أمرين مختلفين في الزمان والمكان فلا يستقيم القياس مع اختلاف الظروف المحيطة بكل من المسألتين ..
حسن القرار يقوم على ركنين أساسيين : 
الأول : الإستعداد الذاتي فليس كل الناس سواء في القدرات الذاتية التي نعبر عنها بالموهبة أحياناً ومصدرها هو العطاء الرباني الذي يؤتيه الله لمن شاء من عباده ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا .. 
الثاني :حسن التكوين والتربية والبيئة الحاضنة للإنسان حيث تنمو تلك الموهبة وتكبر بالتكوين السليم, فالشاعر الموهوب لا يكون عظيماً بمجرد الموهبة وإنما يحتاج إلى احتضانه وتكوينه لكي تبرز تلك الموهبة , وأحياناً تخبو تلك الموهبة إذا لم تجد من ينميها ويصقلها لكي لا تخرج عن مسارها السليم , فالماء الذي يتدفق من أعماق الأرض قوياً يحتاج إلى تعبيد طريقه لكيلا يغرق الحقول المخيفة ويفسد الذروع ..

افهموا جيداً في البداية لكي تحسنوا القرار في النهاية ..الأقدار مرتبطة بأسبابها, ولاشيء خارج نطاق الاسباب لكيلا يختل نظام الكون , وبالأسباب تقام الحجة على الإنسان فيما يصدر عنه من أعمال وقرارات يتحمل مسؤوليتها بمقتضى ما خلقه الله للانسان من قدرات على التمييز وحسن الفهم لما يراه وحسن القرار فيما يختاره ..

( الزيارات : 724 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *