القيم هي نتاج المجتمع

 

علمتني الحياة

أنّ القيم الاجتماعية السائدة في كل مجتمع هي إنتاج ذلك المجتمع , وكلّ مجتمع ينتج القيم التي تعبر عن اختياراته وعاداته ومصالحه , وبعض هذه القيم مصدرها الدين وبعضها مصدرها حاجة المجتمع إلى ضبط بعض أعرافه وتقاليده , وليست كلّ القيم مفيدة وصالحة وأصيلة , فبعضها يعبر عن قيم سلوكية وأخلاقية , وبعضها قيم خاطئة أنتجها واقع متخلف , والقيم ترتقي بارتقاء المجتمع , والثقافة الراقية تهذب القيم ويتخلى المجتمع عن بعض قيمه الخاطئة بتأثير تطوره الحضاري , ولا يمكن تجاهل أثر الثقافة في تكوين اختيارات الشعوب , والقيم الأخلاقية الراقية تقود المجتمع وتنهض بمستواه , مثل قيم التكافل الاجتماعي والترابط الأسري واحترام الأبوين ومساعدة المستضعفين واحترام الاستقامة والأمانة والتزام الحشمة بالنسبة للنساء والاهتمام بالنظافة واحترام الأخر في حريته وكرامته وتكريم العلماء والاهتمام بالثقافة والاعتزاز بالعمل والصدق في المعاملات واحترام القانون , والاحتكام للقضاء وإنكار العنف والعدوان والجريمة ، والصدق في المعاملات وتكافل المجتمع للدفاع عن قيم العدالة والاستقامة , والابتعاد عن النفاق الاجتماعي والتملق لرموز السلطة والقوة والابتعاد عن الولاء الكاذب المرتبط بالمصالح والتخفيف من أثر الأنانية في السلوك الاجتماعي , واحترام المرأة والنظر بقدسية إلى الحياة الزوجية , والتخفيف من ظاهرة الطلاق والتعدد , واهتمام الأسرة بتربية أولادها والاهتمام بثقافتهم وصحتهم ونشر الثقافة الصحية في المجتمع والتعايش الاجتماعي بين أفراد المجتمع ولو اختلفت الأديان والمذاهب والقوميات والابتعاد عن التعصب القومي والديني , واحترام حقوق الأقليات واحترام كرامة المواطن في الشارع والإدارة والمعاملات اليومية 00

هذه قيم حضارية ,ويجب التمسك بها والحفاظ عليها , والدعوة لها , والتخلي عن القيم التي تناقضها فالمجتمع يسمو بسمو قيمه , والقيم هي مرآة المجتمع , والمجتمع الذي لا يرتقي بمستوى قيمه وعاداته يسهم في ترسيخ قيم التخلف , ويجب تكوين رأي عام يحمي القيم الفاضلة الأصيلة فمن تحدى هذه القيم فعلى المجتمع أن ينكر عليه ولو بنظرات الازدراء والإدانة واللوم لكي يخجل الإنسان من الأفعال الخاطئة , فمن ألقى الأوساخ في الشوارع العامة فقد أساء للمجتمع ,ومن خالف قانون السير فقد عرض حياة الآخرين للخطر , ومن أكل أموال الآخرين بغش أو اغتصاب لمال الغير أو عن طريق السلطة أو الرشوة فيجب أن ينكر المجتمع عليه ذلك , ومن استعمل العنف والشتم للإساءة للآخرين فقد أساء لمجتمعه ومن اعتدى على الضعفاء من عماله وأكل حقوقهم فقد ظلمهم , وعلى المجتمع أن ينكر عليه ذلك  .

( الزيارات : 820 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *