الكلتاوية..تربية ومسؤولية

الكلتاوية..تربية ومسؤولية


سررت بعواطف الوفاء للأخ العالم المتمكن الشيخ محمود الزين رحمه الله الذي كان من أعمدة العلم في الكلتاوية ومن رموز العلماء العاملين الذين يجمعون بين العلم وأخلاقية العلم أدباً وخلقاً واستقامة وتربية..
هذا ما يميز علماء الكلتاوية في كل مكان في حلب والفلوجة والأنبار والكويت والإمارات والسعودية ومصر .تربية روحية مميزة واستقامة في الفكر والسلوك ..هم في تربيتهم الأولى حلفاء شعوبهم وإليهم ينتمون..ليسوا في ضفة السلطة على امتداد تاريخهم وليسوا إليها يتطلعون..يختلفون في المواقف والآراء ولا يتباعدون في العواطف التي تجمعهم والذكريات التي توحدهم .. ينتمون إلى جذر يوحدهم على الثوابت الأصيلة في الدين ..هم أوفياء لشعبهم ويقفون معه مؤيدين ومناصرين..إذا ابتعد أحدهم عن مرابعه الأولى فسرعان ما تشده ذكريات أمسه إلى أسرته الدافئة..هم رموز للدعوة والكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة ..هكذا كانوا بالأمس ويجب أن يكونوا كذلك اليوم وفي الغد..هذا هو ميثاقهم الذي تربوا عليه ..
في محنة شعبهم هم جزء من هذا الشعب ويقفون معه مؤيدين ويؤازرونه في مواقفه وتضحياته ..لا يمكن للكلتاوية أن تكون حليفا للظلم والإستبداد والطغيان أو أن تبرره أو أن تدافع عنه ..ماكان هذا في أيام سطوته ولن يكون اليوم أو غدا..
قوة الكلتاوية في وحدة كلمتها وسداد مواقفها ودفاعها عن الدين والحقوق العادلة والقيم الأصيلة..لاخلاف في الثوابت المتعلقة بحقوق الله وحقوق الإنسان.رسالة العلماء أن يكونوا رموزاً للخير ودعاة للوحدة الوطنية وحلفاء المستضعفين ..رسالتهم هي الكلمة الطيبة والدعوة للعمل الصالح وإدانة الأعمال التي يحرمها الدين… وأهمها قتل الأبرياء وهدم الأحياء واقتحام المدن بالاسلحة الثقيلة المدمرة..لاشرعية لظالم في نظر الدين ولا طاعة له..
ليس من العلماء من لم يدافع عن الحق والعدل وكرامة الانسان..الطغيان ليس من الدين وليس من علماء الدين من يبرر الطغيان أو يسكت عنه ولا شرعية لحاكم إلا بتفويض إرادي من شعبه ..والطغيان ظلم والله لايحب الظالمين..كل ما يحرمه الله من أنواع الظلم فيجب على العلماء إنكاره ..العالم الحق هو الذي يستمد مواقفه من ثوابته الايمانية والشرعية وهو الأكثر فهما لمطالب شعبه العادلة والمشروعة..
والاستئثار بالسلطة ظلم واضح وليس من حق أي حزب أوطائفة أن يستأثر بالسلطة دون الآخرين ,أو أن تنفرد وحدها بالسلطة والنفوذ متجاهلة إرادة الآخرين ..ومن حق الشعوب أن تدافع عن حقوقها المشروعة ..وأن تطالب بكل حق اغتصب منها بغير ارادتها.. وهي مؤتمنة على ما اكرمها الله به من حقوق انسانية ..

( الزيارات : 1٬458 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *