علمتني الحياة

أنّ المال لا يصنع المجد للرجال الذين يملكون المال , وإنّما يصنع المجد للرجال هي الكيفية التي يتصرف فيها أصحاب الأموال في أموالهم , فلا مجد لصاحب مال ولو كان من أغنياء العالم إذا لم يوجه هذا المال لخدمة المجتمع الإنساني , فلا مجد لمن يجمع ثروته عن طريق الإضرار بالإنسان , ولا شرعية لثروة جُمِعَت عن طريق احتكار السلاح المدمر ولا خلاق لتجار السلاح , ولا شرعية لثروة جمعت عن طريق المخدرات والموادّ الضارّة بالإنسان , ولا شرعية لثروة جمعت عن طريق احتكار المواد الضرورية لحياة الإنسان كالغذاء والدواء والماء والطاقة والكهرباء والتكنولوجيا التي يحتاج إليها المجتمع الإنساني للتخلص من تخلفه , ولا شرعيّة لثروة المتحكمين في الاقتصاد العالمي من المصارف والشركات الذين جمعوا ثروتهم عن طريق الاحتكار والربا والتحكم في أسعار النقود والعملات والأسهم والسندات , ولا يلام أصاب المديونيات المتعثرة إذا توقفوا عن تسديد هذه الديون التي أغراهم أصحاب المصارف بها , وضاعفوها عليهم بالفوائد الظالمة ..

لا شرعية لمال حرام جمع عن طريق الظلم وأكل أموال الناس بالباطل , ولا مجد لثروة هؤلاء ولا حصانة للمال , فمن جمع ثروته بجهده وعمله والتزم في ذلك بالضوابط الشرعية والقانونية وأدى حقّ الفقراء فيه , وأقام مؤسساتٍ للخير والإحسان , وسعى لتشغيل العاملين ومساعدة المستضعفين , فهذا الرجل يستحق المجد والاحترام لأفعاله لا لأمواله , فما خُلِق المال إلا لكي يكون في خدمة الإنسان , والمال الذي لا شرعية له لا حصانة له ويجب على الدولة أن تمنع استغلال أصحاب المال لحاجات مجتمعهم .