المال والعلم فى خدمة الحياة..

كلمات مضيئة ..المال والعلم فى خدمة الحياة .

العلم كالمال يمر بمراحل مختلفة , فى المرحلة الاولى يتعلم الانسان ما ينفعه منه , وعليه ان يختار العلم النافع الذى ينهض به , ثم تكون المرحلة الثانية وهي مرحلة ادخار ماتعلمه , فالعلم لا يطلب لذاته والمال كذلك , فمن تعلمه وادخره ولم ينتفع به فلا قيمة لذلك العلم , وهناك مرحلتان اخريان ولا بد منهما فى المال والعلم معا , الاولى هي مرحلة الاستفادة مما تعلمته والمال كذلك فلا بد من الاستفادة منهما  عن طريق انفاقه لكي يظهر اثر المال  على صاحبه مظهرا ومسكنا وغذاءا ولباسا يليق بما كان قد اقتناه من قبل , اما فى العلم فيظهر اثره على صاحبه ادبا وخلقا وفهما ورقيا , فمن لم يظهر اثر العلم عليه فلا فائدة مما تعلمه , وهو كمن اقتنى المال وجمعه ولم يستفد به , وظلت معالم الفقر بادية عليه وشحوب البخل متمكنة منه , وما اسوأ حال هؤلاء وقد تمكنوا من المال وظل حبيس اقبية مظلمة من الجهل والتخلف , وهناك حالة رابعة وهي الاكثر تعبيرا عن الغنى والرقي وحسن الفهم , وهذه المرحلة هي الاسمى مكانة والاعلى درجة وهي حالة البذل والعطاء فى المال  ان يسهم فى تخفيف معاناة المستضعفين فى  مجتمعه وحالة البذل والعطاء فى العلم ان تعلم من احتاج الى علمك وان تسهم فى نشر المعرفة والوعي فى مجتمعهك , قد تصيب وقد تخطئ فيما تجتهد فيه  وتختاره , ولكنها محاولة للبحث عن الكمال , والتطلع الى الكمال هو شعور فطرى قد نجده لدى الصغار والكبار فى بحثهم عن الكمال , وكلما ارتقى علمك ايها الانسان  ارتقى فهمك للحياة ولكرامة الانسان وكنت حليفا للمستضعفين وناصرا للمظلومين ورافعا شعار الكرامة لكل انسان والعدالة فى الحقوق والرحمة التى تجعل الانسان اكثر انسانية فى مشاعره يحب الخير ويسعى اليه ..

ما احوجنا الى فهم لرسالة العلم فى مجتمعه , العلم ليس مهنة , فاذا اصبح مهنة ارتزاق وكسب فقد قيميه فى نظر مجتمعه , العلم منه ماهو وليد تعليم واكتساب ومنه ما هو عطاء الهي يكرم الله به من شاء من عباده لكي يكونوا مشاعل نور فى مجتمعهم , كلمة العلم واسعة المعانى وهي  اعم من دلالتها الاصطلاحية , العلم هو معرفة الشيء على ما هو عليه وهو نقيض الجهل , هناك من اكرمهم الله بحسن الفهم فكانوا منارات هداية , العقول اداة تمييز ولكنها قد لا تدرك الحقيقة , والعقل اذا كبر في بيئة ملوثة منحرفة كان اداة ذلك الانحراف وقاد صاحبه الى التيه والضلال , وما اكثر الذين احرفوا عن الحق من اصحاب العقول , اذا انحرفت العقول كانت اكثر قسوة وظلما وطغيانا , الانسان مؤتمن على ما كلفه الله به من حماية الحياة وتوفير اسبابها , وكل شيء مسخر فى الحياة لاجل الانسان والانسان مسخر لكي يكون اداة لكمال الحياة ..

( الزيارات : 641 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *