كلمة اليوم
ما يجرى فى عالمنا العربى امر مؤسف ومؤلم , ولكنه امر حتمي لايمكن الا ان يكون , اردنا ام لم يرد , كمن أنشأ حيا من الابنية والعمارات الخاطئة فى مخططاتها وفى تصميمها وفى تنفيذها وفى هياكلها , لابد الا ان تتهاوى تلك الابنية على ساكنيها يوما ما قد يكون بعيدا وقد يكون قريبا ..لاشيء من الخطأ يمكن ان تقيم به مجتمعا مستقرا راضيا ومُرضيا ..لا تلوموا الابنية اذا تساقطت بعد هزة ارضية صغيرة , فما بُني على الخطأ لا يصمد ولا يدوم و لا يمكن لاحد اليوم ان يتحكم فى المياه المتدفقة من السدود التى انهارت واغرقت كل ما صادفها من بيوت واشجار وزروع , التغيير حتمي فى المجتمعات العربية وما زلنا فى المربع الاول والطريق طويل وطويل ..
المهم اليوم ان ان ننتقل من الخطأ الى الصواب ومن الظلام الى النور ومن الظلم الى العدل فى الواقع الاجتماعي كله , فى التوزيع العادل للثروات والامتيازات للقضاء على الفقر وفى مقاومة الانحراف فى العادات والقيم السائدة للقضاء على الجهل , وفى احترام ارادة المواطن المستذل والمهمش والمنسى للقضاء على الاستبداد والطغيان فى السلطة والادارة وكل العلاقات الاجتماعية ..
الطوفان قادم لا محالة ..وما زلنا فى البداية..
امسكوا مقود التغيير لكي يكون التغيير الى الافضل وليس للاسوأ , وتعلموا من التاريح دروس السابقين فمن لم يتعلم فسوف يكرر اخطاءه , وانهضوا مجتمعكم بقيم الاسلام الراقية المتسامحة البعيدة عن التعصب والعنف والانتقام والكراهية , واحتكموا الى الاسلام ولا تتحكموا فيه ,ولا تحرفوا فيه بظلم وعدوان لتبرير واقع خاطئ , فمن جعل دين الله مطية له فى ظلمه اذلّه الله ولو بعد حين..