المواطن الاكثر وفاءا للوطن

 

علمتني الحياة

أن أحبّ ذلك المواطنَ البسيطَ في الأحياء الشعبيّة ، وأن أجد فيه ملامحَ المواطن الوفيّ لأرضه ، والصادقِ في حبّه لوطنه ، والمستعدّ دائماً للتضحية في سبيل مجتمعه ، وهذا المواطن قد يكون أميّاً أو قريباً من الأميّة ويغلب عليه الجهل في كلّ قضايا الفكر والثقافة ، وقد يكون إدراكه محدوداً إلا أنّه صادقٌ في إخلاصه ، راضٍ بما هو فيه من بساطة العيش ، وقد يتحمل آلامه بصبرٍ وصمتٍ ، ويسعده القليلُ مما يخفّف من معاناته ، وفي الوقت نفسه يشارك بفعاليةٍ ونشاطٍ في كلّ المواقف الوطنية ، ويقف إلى جانب جيرانه في الأزمات ، ويتحملّ بصعوبة ما يلاقيه من صعوباتٍ في عمله وقد يجد نفسه عاطلاً عن العمل باحثاً عنه في كلّ مكان ، ويرضى بالأجر القليل الذي يمكّنه من تسديد بعض التزاماته ، وتلاحقه الدّيون المتراكمة ، لتلبية حاجات أسرته وأطفاله في التعليم والعلاج والمطالب الضرورية ، وبالرغم من كلّ هذا فإنّ هذا المواطن غيورٌ على بلده ي ، وأحياء هذه الطبقة الفقيرة هي الأحياء التي تنجب المقاومين والمجاهدين والشهداء ، ولو أتيح لهذه الأحياء المنسيّة أن يُعتنَى بها من النّاحية التعليميّة والصحيّة فإنّ من المؤكد أنّ أبنائها هم أكثر نجاحاً فى دراستهم وأكثر عطاءاً في إنتاجهم ، وربّما يكونون أكثر استقامةً في سلوكهم وأخلاقهم ، وكنتُ أزورُ هذه الأحياء وأُعجَبُ بما أراه في ملامح أبنائها من إرادةٍ وعزمٍ ووطنيةٍ ، وهم جديرون بالعناية والاهتمام ..

( الزيارات : 729 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *