الواقعية فى الفهم والمواقف

 

علمتني الحياة

أن أكونَ واقعياً في حكمي على الأشياء التي تحيطُ بي ، وأن أحتفظ بآرائي المثالية لنفسي ، وأن أنظر إلى المجتمع نظرةً فاحصةً وناقدةً ومنصفةً ، وألا أكون متعصباً فيما أقول ، مادحاً من أحبّ وذاماً من أكره فهذا منهجٌ غير عادلٍ في الحكم على الأشياء ، ومن الأفضل أن نبحث عن الواقع كما هو ، وأن نتطلع للأفضل ، فمن عمل صالحاً فنحن معه ونقدّره ونشكره ، ومن عمل سيئاً فمن واجبنا أن ننقده وأن نقدم له النصيحة وأن نعينه على العمل الصالح .

وينبغي أن ننظر للدولة من منظارٍ وطني ٍ، ونحن مع دولتنا ولو أخطأت الطريق لأنها تمثل  كرامة الامة، ويجب أن نقدّم لها النّصيحة من منطلق الرّغبة في الإصلاح ، فإن أصابت فمن واجبنا أن نشكرها على كلّ موقفٍ حسنٍ ، وأن ننقدها في كلّ موقفٍ خاطئٍ ، وأن نلتزم بأدب النصيحة في النّقد لكي يكون نقداً بناءً مفيداً ، فالدولة مؤتمنة على الوطن والحفاظ على سيادته ومصالحه من غير تفريطٍ بأيّ حقّ من حقوق الوطن ، أما في السّياسة الداخلية فالدولة مطالبة بتحقيق الأمن والاستقرار ، وإقرار سياساتٍ عادلةٍ في حماية الحقوقِ الإنسانيةِ ، وتشجيع التنمية الاقتصادية ، وحماية الطبقة الفقيرة في التشغيل والأجور ومحاربة الفساد والرشوة في الإدارات العامّة وتأمين التعليم المجانيّ والرعاية الصحيّة وأن تختار الأكفاء للقيام بالمسؤوليات الإدارية ، فإذا أدّت الدولة هذه الأهداف على الوجه الذي يريده المواطن وبالشكل الأفضل فمن واجب المواطن أن يساند جهودها في كلّ سياسة نافعة ، وإذا قصّرت في واجبٍ من الواجبات وجب على المواطن أن يقدّم لها النصح ، ولا عذرَ لها فيما تقدر على إصلاحه ، ويلتمس لها العذر فيما عجزت عن تحقيقه لضعفٍ في الإمكانات ، ولا عذرَ لها إذا قصرت في مقاومة مظاهر الفسادِ كالرشوةِ واستغلالِ النفوذِ وفساد القضاء ، ولها العذر إن عجزت عن تشغيل العاطلين والزيادة في أجورهم وتحقيق الرعاية الصحية والاجتماعية لأصحاب الدّخل المحدود وصغار الموظفين ..

ودور المجتمع المدنيّ مهمّ في مراقبة الدولة ، ومساعدتها على تحقيق الأهداف المرجوّة منها ، ويجب أن تكون الثقة قائمةً بين المجتمع والدولة ، وأن يكون الحوارُ مستمراً وصريحاً حول القضايا التي تهم المواطنين ، والدولة الواعية تشجّع هذا الحوار البناء وتستفيد منه وتطلع المواطن على ما يعترضها من صعوباتٍ وأزماتٍ والمواطنُ الواعي يتفهّم ذلك ويلتمس العذر للدولة فيما لا تقدر على تحقيقه .

( الزيارات : 892 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *