النداء الخفي..الرحيل

كلمة اليوم…
مازال ذلك الصوت الخفى الذى ينادى صاحبه فى ليلة يشعر فيها بالقلق والضياع والاضطراب النفسى ويرى الاشياء بعين غير التى كان يراها به , كل شيء يتغير ..الالوان والاحجام..ماكان جميلا لم يعد جميلا . وما كان محبوبا لم يعد محبوبا , وماكانت النفس تضيق به لم تعد تضيق به ..
صوت من الاعماق ينادى ويتعالى النداء بشيء لا يمكنه فى البداية ان يلبيه ثم يكون مستعدا له بارادته ويقبل عليه برغبة وفرحة ..
ما هذا السر الخفى وماذا تخبئه الاقدار للانسان من حكمة التدبيرالالهي الذى لا يخطئ هدفه ويعبر عن معنى الرعاية والعناية بما تحدثه تلك النداءات الخفية فى القلوب من اسرار لا يدرك الانسان حقيقتها , ويكتفى بمراقبة ظواهرها الدالة عليها..
كم يحتاج الانسان الى ذلك الايمان اليقينى الذى تسكن اليه النفوس وترى فيه حكمة الله فيما قدره وقضاه على عباده .. ما اضيق ذلك الانسان الذى يريد ان يفهم كل شيء فى الكون وهو لا يملك القدرة على ان يفهم ما انطوت عليه نفسه من اسرار واستعدادات بعضها مدرك بالعقل وبعضها لا يمكن للعقل ان يستوعبها او يفهم سرها..اهل هذه الخصوصيات ليسوا من اصحاب العقول القاصرة الذين يتهمون بالقصور وليسوا ممن تنقصهم الثقافة والعلم فسقطوا فى متاهات الجهل والوهم ..
ابرز هؤلاء الامام الغزالى حجة الاسلام الذى تحدث فى كتابه المنقذ من الضلال عن ذلك الصوت الذى كان يناديه : الرحيل الرحيل من عالم الشهرة والسمعة فى بغداد الى عزلة قاسية فى اموي دمشق بعيدا عما الاجتماعية.. يتنافس عليه غيره من الشهرة والمكانة

( الزيارات : 762 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *