التغيير المطلوب..الى الافضل

التغيير المطلوب ..

عالمنا اليوم يتطلع إلى التغيير ، لقد ضاق بواقعه وازدادت أزماته ، وتقادمت مفاهيمه ، وما زال يعاني من نفس الأمراض السابقة التي عانت منها الشعوب في الماضي ، وما زالت الحروب قائمة ، وبدلاً من التغلب عليها فقد أصبحت حروب اليوم أكثر ضراوة وأشد فتكاً ، بفضل تقدم التكنولوجيا الحربية ، والأسلحة النووية والصواريخ بعيدة المدى ، وما زالت البشرية تعاني من الظلم الاجتماعي والاستبداد السياسي ، ولكن بطرق حضارية ، وتحت شعارات التقدم وباسم الديمقراطية ، وما زالت السياسات الاستعمارية مستمرةً ولكن باسم الشرعية الدولية وتحت شعار الإرادة الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي .

أخطاء الماضي وسياسات العدوان كما هي ، لم يتغير شيءٌ منها نحو الأفضل ، بالرغم من شعارات السلام والعدالة والحوار الحضاري ، ومجرمو الأمس من رموز الحروب ودعاة الدمار ما زالوا في مقدمة الصفوف ينفذون السياسات العدوانية ، والسجون المظلمة والظالمة ما زالت تمارس دورها في التعذيب والإذلال .

والتغيير مطلوب نحو الأفضل والتصحيح لابدَّ منه ، وأداته هدم كلّ القيم الفاسدة ، وتقاليد الحكم الاستبدادية ، للانتقال من عصر التخلف إلى عصر التنوير والحرية ، ولن يتحقق هذا إلا بثورة الشعوب ضدّ هذه السياسات الظالمة والأنظمة البالية ، لبناء واقع جديد يحترم إنسانية الإنسان ، ويُحرر المجتمع الإنساني من العبودية والإذلال والتبعية ، وأن يعيش الإنسان حراً كريماً آمناً في هذه الأرض .   

كان يمكن للشرعية الدولية أن تكون أداة لحماية الحريّة والعدالة ، ولكن هذه الشرعية قد اغتصبت إرادتها ، وزورت قراراتها ، وأصبحت مظلة للسياسات العدوانية ، ولا يمكن للأقوياء أن يحكموا سيطرتهم على العالم المعاصر ، ولو ملكوا السلاح النووي والقوة الاقتصادية .

والثورة ضدّ الطغيان جهادٌ مشروع لكي تنتصر العدالة ويسود السلام ، والمستضعفون في الأرض أقوياء بوحدتهم وإرادتهم وتضحياتهم ، فإذا اختلفوا وتفرقوا فهم الخاسرون ، ولا قضية لمن يجهل حقوقه .

والتغيير إلى الأفضل لن يكون إلا بالثورة على الظلم والفساد ، والمطالبة بالحرية والكرامة ، وما زال الاستعمار قائماً بالاحتلال حيناً وبالتدخل المباشر حيناً آخر ، والمقاومة حقٌ مشروعٌ وواجب ديني ووطني وإنسانيّ لتحرير الإنسان من العبودية ، لقد انتهى نظام الرق ولكن العبودية ما زالت قائمة .

مجتمع الغد يجب أن يكون خالياً من كلّ أشكال العبودية ، وأن يكون هناك قوانين دولية تدين الحروب العدوانية وتحاكم كلّ رموز العدوان الذين يعتدون على الأبرياء ، ويعاد النظر في الاقتصاد العالمي لكي يكون عادلاً ومنصفاً ، وبعيداً عن الاحتكارات الظالمة ، ويتجه الإنتاج لخدمة الإنسان وتوفير حاجاته الضرورية ، والاهتمام بتكوين الإنسان وإعداده ليكون أداة النهضة والتقدم 

( الزيارات : 725 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *