النظام العالمى الجديد

النظام العالمي الجديد كما اتصوره

…………………………………….

لن تخرج الحضارة الفربية من هذه الحرب العالمية القادمة التي لم تبدأ بعد منتصرة وهي قادمة لامحالة وحتمية لان السفهاء يحكمون العالم ويتحكمون فى سياساته الانانية والاستفزازية التى لا تؤمن بالعدالة ولا تعرف معنى الرحمة , قيادات تتاجر بالانسان وتتسبب فى معاناته وشقائه ، هذه الحضارة المادية لن تتنصر , وان انتصرت عسكريا في المعارك الحربية ، ستخرج مكسورة الاضلاع منهكة مفككةً بسبب انانية حكامها وسفه رموزها ، ولن تقوى هذه الحضارة بعد امكسارها على السير الا كعجوز محبطةً ثقلت أحمالها ، الاجسام المنهكة لن تقوى على الصمود امام العواصف الخريفية  المحبطة لامال المجتمعات المتطلعة للسلام بين الشعوب ، هذا هو قانون الحياة الذي احكم الله امره لكي تتجدد الحياة بجهد الاجيال المتعاقبة التي تملك العزم والارادة للحفاظ على الحياة ، لا بد من نهاية للطغيان الكوني والسفه في المواقف والمظالم الذي حرمها الله على عباده  ونهى عنها  والتي افسدت الحياة واسهمت في معاناة الانسان وشقائه ، الاسرة الكونية واحدة وليست متعددة , وتملك خصوصيات هذا الكوكب بما يضمن لمن فيه الحياة من الاسباب ، هذه الارض بكل ما فيها  استخلف الله الانسان عليها لكي يضبط مسيرتها ويحافظ علي الحياة فيها ، ويجب ان تتكافل هذه الاسرة الكونيةً  بكل من فيها من ذلك التعدد في الانتماءات والتنوع في الاستعدادات للدفاع عن الحياة بكل اسبابها ومطالبها الضرورية لكي تكون بذلك الحياة لكل العباد من غير تمييز بينهم ، هذه هى رسالة الله لكل عباده وتخاطب كل الاجيال المتعاقبة بما ينير طريقهم ويهديهم ، والله تعالى يخاطب الانسان المكلف والمستخلف ان يحمل الامانة , ويحافظ على الحياة بكل ما فيها ومن فيها وان يعبر عن انسانيته بحسن فهمه ورقي اختياراته بلا انانية ولا كراهية للاخرين ، الله اكبر وهو خالق الكون ومبدعه ، والكل عباده ، لا احد من عباده اكبر من غيره ولا افضل منه عند الله الا بعمله الصالح ، ولو توهم ذلك جهلا وادعاه لنفسه غرورا ، ولا يملك اي انسان اي حق يميزه عن الاخرين ، والاسرة الكونية واحدة ولو تعددت في هويتها القومية وعقيدتها الدينية وانتماءاتها الثقافية والجهوية ، اليست الاسرة الكونية بكل من فيها اسرة واحدة من رحم جامع  كشأن كل اسرة  تجتمع كل مساء لكي تناقش قضاياها المتجددة التي تواجهها لحماية مصالح الاسرة ، وتبحث فيما يهددها من الاخطار الطبيعية والتحديات التي تعترض طريقها  , وبخاصة ما كان تاتجا عن ظلم الانسان لاخيه الانسان بسبب الطغيان والانانية والغفلة عن الله ، لا احد خارج التكليف والمسؤولية والمساءلة والمحاسبة , وهي خصوصيات العبدية لله والافتقار اليه ، وكل فرد مطالب ان يفعل ما هو مكلف به من السعي الذي هو حق من حقوقه وواجب من واجباته ، الاسرة الكونية الكبيرة كالاسرة الصغيرة ويحكمها نفس القانون الذي احكم الله امره بحسن تدبيره ، القوي يحمل الضعيف والقادر يتكفل بالعاجز , والام التي هي الارض تحتو على كل اولادها من غير تفريق بينهم فى أي حق من حقوق الرعاية ، ولا تميزبيتهم في الرعاية والعاطفة والرحمة , ولا يحرم أي احد منالاسرة  من رعايتها ورحمتها ، انها تحمل وترضع وتربي وتحب الجميع وترعاهم ، ما اجمل ان تكون الاسرة الكونية بكل من فيها كمثل هذه الاسرة الصغيرة المتحابة والمتماسكة والمتكافلة ، هذا هو منهج النظام العالمي الجديد الذي يجب ان تعمل له الاسرة الكونية بكل جهدها  , وهو منهج كل اسرة تحافظ على روابطها الاسرية ، نظام عالمي جديد لا انانية فيه ولا فردية ولا طبقية ولا عنصرية ولا تبعية ، والكل في هذه الحياة ًسواء في الحقوق الاساسية , واهمها الحق فى الغذاء والتعليم والتكوين  والتشغيل ، النظام العالمي الذي نحتاج اليه لا يتاجر بالانسان ولو كان عاجزا ومستضعفا  , ولا يستغل مطالبه الضرورية للاتجار به ولا يخيفه بالسلاح والحروب والسجون ، ولا يتسبب في معاناته وافقاره وتجويعه ، هذه الارض بكل ما فيها من الثروات التي سخرها الله لاجل الحياة لكل من فيها من البشر ولكل الاحياء الذين خلقهم الله لكمال الحياة، لا يظلم احد ولا يجوع ولا يعتدي عليه في حق من حقوقه , هذا الانسان بصفته الانسانية مؤتمن على الحياة ان يحافظ عليها ، وان يصلح ما استطاع في كل ما يسهم في رقي مرتبة الانسانية من النظم الاجتماعية المتروكة لاختيار الانسان واجتهاده ,   التعدد في الانتماءات والقوميات والمذاهب لا يعني التصادم والتباغض والكراهية المتبادلة ، لا بد من نظم تضبط السلوك الانساني لكيلا يكون هناك من يفسد الحياة بظلم واستبداد وطغيان ، ما اجمل ان يعبد الله بالعمل الصالح الذي يحبه ويتقرب به اليه في كل ما يسهم في خدمة الانسان ، ثمرة الصلاة ان تشعرك بعديتك لله , وان تحضك على فعل الخير لكل الاخرين وكراهية الشر واجتناب كل المظالم والمنكرات والفواحش ، العبادة الصادقة لله  تعيد بناء شخصيتك من جديد بقيم راقية الدلالة لكي تكون انسانا معتزا بقيم الانسانية التي لا يظلم فيها مستضعف , ولا يطغى كبير على صغير ولا يقسو على ضعيف  ولا يعتدى عليه ، اليست هذه هي رسالة الله لكل عباده والتي ارسل بها رسله مبلغين لها وداعين اليها ، اليست هذه هي الثمر ات المرجوة من الدين ان يكون رسالة من الله الى كل عباده ان يكونوا صالحين ومصلحين يتسابقون في الخيرات , ويجتنبون المفاسد والمنكرات ، لا شيء مما يفسد الحياة من المظالم والنظم وكل المتكرات من الدين ولا ينسب الى الدين ماليس منه , ولا يوظف الدين لغير رسالة الدين في الدعوةً لاصلاح الحياة في العدالة والاستقامة ، رسالة الدين الدعوة لاستقامة الحياة باسباب الاستقامة التى يراها رموز الحكمة فى كل مجتمع ، وهي العدالة في الحقوق والتكافل والتراحم بين العباد والامساك بمقود الغرائز والحد من  جموحها فى الاطماع الناتجة عن الانانية والاحقاد الناتجة عن الشعور بالظلم والحرمان ، كل نظام كوني يكرس الطغيان والاستبداد والطبقية الاجتماعية محكوم عليه بالانهيار وسوء المصير , وهو خارج الدين ولو استظل بظله ورفع شعاره  جهلا وبهتانا ، ولا يمكن ان يمكن الله للظالمين في الارض لكيلا يفسد الطغيان الحياة ويفسد النفوس ويرسخ الكراهية بين الشعوب ويشجع التصادم بينها بسبب التغالب على المصالح والمكاسب ، محنة الطغيان ان رموزه يتوهمون انهم الاوصياء على الحياة ، ويبيحون لاتفسهم ان يقاوموا كل من يقف في طريقهم , وبتحكمون في النظم السيا سية ويقاومون الشعوب المتطلعة الى الحرية والكرامة ، واهم ما يجب ان يراعى و يحترم في اي نظام عالمي جديد كمسلمات انسانية ما يلى :

اولا : الحق في الحياة لكل عباد الله بكل اسبابها من غير تمييز بينهم في اي حق ارتبطت الحياة  به ، ويجب ان توزع الثروات الطبيعية بعدالة بين الشعوب كحق لامنة فيه ولا تردد في اعطائه ولاتثاقل فيه ، وان يمنع الاتجار بالانسان ، وبخاصة انتاج السلاح والاتجار به والتهديد به سواء بالنسبة للافراد او الدول ، وتسترد كل الاموال الناتجة عن الفساد والاستغلال ممن اغتصببها  ولو بعد جيل او اجيال , وتقاوم الاحتكارات المالية وتمنع من التحكم في النقود وقيم العملات والمعادن ، ويجب تحرير الاقتصاد من الاستغلال والجشع الاناني الضيق والملكيات الفردية المتحكمة في الاقتصاد تحت شعار الحرية الاقتصادية ، وملاحقة الفساد في الاموال , ومنع كل الاحتكارات المالية ، ثروة الطبيعة هي ملك لله لا تتملك ولا يستبد بها ولا تحتكر ولا تمنع عن احد فيما كان من ضروريات حياته ، وهي لاجل استمرار الحياة لكل العباد ، ما ارتبطت الحياة فالناس شركاء فيه ويوزع بعدالة ، واهمه الماء والطعام ، والكسب هو قيمة الجهد وهو الذي يتملك ويورث وينفق منه باعتدال فيما تحتاجه الحياة من غير اسراف فيه ، لا شرعية لملكية فردية ناتجة عن الفساد والاستغلال والاحتكار والامتيازات الناتجة عن انعدام العدالة والرقابة والمحاسبة ، لا استغلال لحاجة المحتاجين ،

ثانيا : يجب ان يتجه الاهتمام للتعليم والتكوبن والتشغيل لتكوين الانسان,  واعداده لحمل الامانة ، امران مهمان هما الغذاء لكل انسان اولا والتعليم والتكوين كمسؤولية اولى لكل جيل ثانيا ، مجانية التعليم وعدم الاتجار به كسلعةً من السلع حق انسانى ، وبحب احترام العدالة في التعليم الموحد لكي يكون التنافس عادلا ، ولا عدالة لتنافس ببن من يركب فرسا وبين من يمشي على قدميه ، وحدة التعليم والتكوين تحقق العدالة في المنافسات ، وتمنع من احتكار المناصب والتجارات وتوارث اسباب التميز ، وهناك اوليات يجب ان تحترم لتحقيق العدالةً في التعليم ويجب الاهتمام لها لكي تكون بها الحياة لكل المجتمعات وتتحقق بها اسباب السلم الاجتماعي والتخفيف  تخفف من الاحقاد الطبقية الناتجة عن الشعور بالظلم والحرمان ،

ثالثا : اصلاح مفهوم الدولة والسلطة لكي تبرز فيها فكرة التعاقد الارادي والتوافقي ، الدولة الحديثة هي كيان توافقي وتعاقدي لا اكراه فيه ولا اذعان ولا احتلال ولا استعمار ، ولا شرعية لما كان مصدره القوة في السلطة والمال , ولا تجتمع السلطة والمال معا لمنع الطغيان والاستغلال ، ولا شرعية للسلطة خارج التفويض الارادي المحدد والمشروط الذي لا تجاوز فيه عما وقع التفويض فيه , ولا توارث للسلطة الا بتفويض ارادي يمنح الحكم شر عيته , ولا شرعية لسلطة الاغتصاب والاستيلاء ويقاوم الاستيلاء والاستبداد كما تقاوم كل المظالم الاخرى الناتجة عن الطغيان ، واي اخلال بالتعاقد المكتوب او المتفق عليه يبرر التصدي له بكل الوسائل الممكنة لكيلا ينتصر الباطل وتعم الفوضى ، لا شرعية لسلطة الاستيلاء في السلطة وهو كاغتصاب المال ووضع اليد عليه ، ولا شرعية لاي حق مصدره القوة والقهر والاذلال ..

رابعا : اي نظام عالمي يجب ان تحترم فيه الحياة لكل الشعوب المتعددة في كل خصوصياتها , وما اختارته لنفسها من الثقافات والمعتقدات ، ولا اكراه ينافي الاختيار الارادي ، ويجب ان يكون النظام العالمي جماعي القرار عادل الاحكام لا انانية فيه  ولا طغيان ، كل جيل مؤتمن على الحياة التي يعيشها , ولاتبعية لسابق ولا سلطان للاحق ، ويجب البحث عن فكر جديد يجسد طموحات هذا الجيل بعد ان هدمت الجدران الكثيفة واصبحت الحياة مكشوفة للجميع ، لا قطبية واحدة في نظام كوني ولا ثانية ولا ثالثة ، هناك قطبية واحدة لا ثاني لها وهي انتصار الحق على الباطل والخير على الشر والانسان الصالح على رموز الطغيان والفساد ، لا بد من التغيير نحو مزيد من السعي نحو الكمال الذي تحترم فيه كلمة الله في الارض وتستمر بالحق مسيرة المواكب  الانسانية  مؤكدا جدارة الانسان المخاطب بامر الله لكي بكون مستخلفا على

هذه الحياة ،

 سادسا : يجب تجديد مفهوم العدالة لكي تكون عدالة عادلة لا ظلم فيها ، ًما زالت مفاهيم العدالة تبرر الظلم الاجتماعي وتعتبره عادلا ، لان النظم الوضعية تضبط معايير العدالة وفقا لما عليه كل مجتمع ، هناك عدالتان : عدالة في الحقوق مصدرها الله , وهي التي تساوي بين العباد في كل الحقوق ، وهناك عدالة نسبية تحترم فيها الاعراف الاجتماعية التي اعتبرت عادلة في المعاملات في نظر مجتمعها , وهي ليست عادلة ، ومصدرها التعاقد الانساني التوافقي الذي يبرر سلطة الطغيان من خلال وضع قوانين تحتاج الى مراجعات متجددة لكي تقترب من العدالة الكلية ، ورحلة الانسانية نحو العدالة رحلة شاقة ، واول خطواتها تفكيك انظمة الاستبداذ واعرافه ومفاهيمه الاخلاقية التي تبرر ما اعتاده الانسان من القيم الاجتماعية التي احكم الانسان قبضته عليها ، واهمً ما يجب التفكير فيه والعمل لاجله مايلي ، اولاتصحيح  قكرة الدولة بمفهومها التقليدي ، في امرين : اولا نشاة الدولة بحيث تبرز فكرة التعاقد في تكوينها والتوافق الارادي فيها , ولا شرعية خارج ذلك التوافق والتعاقد الذي تحكمه المصالح ، وثانيا : تصحيح وظيفة الدولة  بحيث تكون الدولة ذات وظيفة اجتماعية للاشراف على خدمات ضرورية , واهمها التعليم والصحة والتشغيل والامن , الدولة الخدمية لا امتيازات لها ولا انحرافات ، اما العدالة فهي خارج سلطة الدولة لان العدالة الخاضعة للسلطة ليست عدالة ولا يمكنها ان تكون عادلة ، ويجب منع الدولة من الطغيان ، وطغيان الدولة من خلال رموزها لا راد له سواء فيما تضعه من القوانين او فيما تتجاوز فيه من خلال اجهزها التنفيذية ، العدالة سلطة عليا وهي التي تراقب وتضبط وتمنع التجاوز في انظمة العدالة ، وتخضع الجميع لرقابة غايتها حماية الحياة الانسانية من العبث بها  ،

سابعا : النظام العالمي الجديد تحميه الاسرة الكونية كلها , وليس الدول الكبرى ولا المنظمات الدولية التى تخدم الطغيان وتبرر سياساته ، لا فطبية في الحياة ولا هيمنة ولا وصاية  ، الانسان  هو المؤتمن على الحياة والحقاظ عليها من ظلم الظالمين وعبث العابثين وسفه السفهاء من الافراد والدول الذين يتاجرون بالحياة ، لا احد خارج عبديته لله وخضوعه له فيما امر الله به  ، لكي بنتصر الخير على الشر ويتحقق السلام في كل مكان بلا حروب ولا مظالم ، وتكون كلمة الله هي العلبا في الارض في كل ماتحترم الحياة به من السلوك ، هذه هي رسالة الله فيما ارسل بها رسله ، وهذه هي حقيقة الاسلام كخطاب الهي يخاطب الله به كل العباد بما يهديهم الى الطريق المستقيىم .عاشرا : هذه حقيقة الرسالة الاسلامية التى ارسل الله بها رسوله الكريم , وهي الرسالة الخاتمة التى خاطبت الانسان بخطاب الله , واوكلت اليه مهمة الحفاظ على الحياة بجهده وعمله الصالح , من آمن بالله وعمل صالحا فله اجره عند الله وهو من المحسنين , والله لايضيع اجر من احسن عملا ……………………….

( الزيارات : 199 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *