ليس كل صبر فضيلة

ليس كل صبر فضيلة

………………

كنت اتساءل مع نفسي واقول : كيف يصبر المظلوم على ظالمه .وكيف يطيق ان يمد يده اليه مصافحا ومسامحا وهو يخفي المه بتكلف ويتحامل على نفسه بابتسامةً مصطنعة ، وكنت اقول لنفسي وانا اتابع الكثير مما كان من المظالم ومظاهر الاذلال الناتج عن الطغيان خلال التاريخ ، واخطرها ظاهرة العبودية بكل مظاهرها وآثارها والحروب واستباحة كل ما حرمه الله ، وكنت اتساءل مندهشا : كيف كانت المراة تسترق وتسلم نفسها لمن استرقها صاغرة مستذلة ، كنت انكر ما كنت اراه في كتب التاريخ القديم والحديث ، وكيف كان القوي يبرر لنفسه ان يستعمر الضعيف ويستولى على ارضه وثرواته , ويعتبر ذلك حقا مشروعا لا يخجل منه وقد يفتخربه ، واتساءل عن مشاعر ذلك الجائع الذي لايجد طعامه كيف يصبر على الجوع والحرمان والظلم والاستعباد ، ويخفي كل ذلك ً في قلبه ، هذه الحضارة ليست انسانية الهوية والتكوين ، انها الانانية التي تمكن طغاة الارض من ضعفائها لكي يحكموا قبضتهمً عليهم , ويبرروا لانفسهم العدوان ، التسخير يعني التكامل في التكليف والتبادل في حمل الاعباء لاجل الحياة , ولا يعني التبعية ولا الاذلال ولا العبودية ولا الطبقية ، العبودية لله وحده لا شريك له ، ولا عبودية ولا طغيان ولا تبعية الا بما يحقق العدالة والكرامة لكل العباد من غير تمييز بينهم ، هذه هي رسالة الله التي هي رسالة الانبياء ، وهذه هي حقيقة الاسلام ، الجهاد الحق المشروع والمحمود هو للدفاع عن الحياة كحق من الله لكل عباده ، من حق المظلوم ان يواجه ظالمه وان يطالبه برفع ظلمه بارادته او بمقاومته من غير تجاوز ، هذه الحضارة آيلة للسقوط لا محالة بسبب طغيانها وعبث العابثين من حكامها بعد ان استولى طغاة الارض على امرها , واستولوا على الاخلاق والدين والقانون لتبرير المظالم تحت شعار العدالة والحرية الفردية ، لقد اقنعوا المظلوم ان يصبر على ظالمه , واعتبروا ذلك فضيلة ، اية فضيلة تبرر الصبر على الظلم والطغيان في كل مظاهره ، ويجب تحرير الانسان من العبودية والتبعية والهيمنة ، من حق الجائع ان ينكر الظلم ويحتج على ظالمه ، وان يرفض الاخلاق التي تمنعه من التصدي للطغيان في الارض بكل ما يمنع الطغيان ، الناس شركاء فيما سخره الله لهم من ثروات الطبيعة ، ويجب ان توزع هذه الثروات بعدالة بين العباد ، ولكل عامل قيمة جهده وعمله بالمعروف الذي بحقق العدالة ، لا تفاضل ولا تمايز ولا امتيازات ولا قداسات الا بعمل صالح وعادل ، ابها الجائعون في كل مكان من كل الشعوب وكل القوميات : ارفعوا اصواتكم بالاحتجاج الذي يخيف الظالمين ، املؤوا الدنيا ضجيجا ، واخيفوا ظالميكم وطالبوا بحقوقكم التي ضمنها الله لكم في هذه الحياة ، انتم شركاء في هذه الارض ، ولستم أجراء ولا مستعبدين ولا مستخدمين ، انتم احرار , ولستم عبيدا لاحد من طغاة الارض ، دافعوا عن وجودكم وحقوقكم وكرامتكم التى ضمنها الله لكم . العبوديةلله لا تميز بينهم في الحقوق ، وانتم تملكون ما يملكه غيركم من الحقوق ، الدين حليفكم والله معكم ، وانتم ورثة هذه الارض فلا تهنوا وانتم الاعلون بايمانكم بالله وبجهادكم للدفاع عن الحياة التي سخرها الله لكل عباده . هذه هي رسالة الاسلام كما جاءت من عند الله ،

…………………………….أعلى النموذج

ا

( الزيارات : 217 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *