الواقع الخاطئ لا يدوم

كلمة اليوم
عندما يكون هناك واقع خاطئ فلا يمكن الا ان تتولّد عنه نتائج خاطئة ، وهذا امر حتمي ومن سنن الحياة وطبائع النفوس ، الواقع الخاطئ لا يدوم وان طال امده ، فلا بد الا ان ينتهي يوما عندما يبلغ التجاوز مداه الابعد وتنفجر النفوس بالغضب للتعبير عن ذاتها وتكون مهيأة للتضحية ، احيانا تحسن النفوس التعبير عن غضبها بأساليب عاقلة وذكية ومدروسة ، واحيانا تنفجر غاضبة من غير تفكير ولا اعداد فتخسر قضيتها وتدفع الثمن غاليا ، ما اكثر ما يدفعه الانسان الجاهل ثمنا لخطوات ارتجالية ، الموقف العاقل لا يعنى الضعف والاستسلام والتخاذل ، وانما يعنى ان تخطو فى الطريق الصحيح وان تختار الزمان والمكان للتعبير عن قضيتك وان تحسن اختيار من تثق به ومن تستشيره فى امرك ، والمهم فى النهاية ان تربح ولا تخسر ، وان تتقدم ولا تتراجع ، وان يكون ما تحصل عليه اكثر مما تفقده ، الغضب فى المواجهات لا بد منه الا انه يجب ان يكون غضبا عاقلا يدفع صاحبه الى الامام ، لا شيء أكثر خطرا من الاختلاف والتصارع والبحث عن المغانم ، هذه ثمرات مرة المذاق وقد تفتك بمن يأكلها او يقترب منها ، وهي دليل على انعدام الصدق والاخلاص ، ومن اراد الله فى عمله وجهاده فالله ناصره ، ومن اراد الدنيا والسلطة والمال والنفوذ فلا مكان له بين الصالحين الذين وعدهم الله بالتأييد والنصر ، لا تجعلوا معاناة الابرياء مطية للمطامع الدنيوية ولا تسقوا اطماعكم بدماء الشهداء ، فمن اراد الله تعالى فلا يظلم ابدا ومن اراد ان يقاوم الظلم فعليه الا يظلم لكي يحظى بما وعد الله به المستضعفين فى الارض من النصر المبين ، قاوموا الظلم بالعدل ، والتزموا بثوابت الدين واخلاقياته لكيلا تظلموا واحترموا حياة الابرياء وحقوقهم ، وكونوا معهم مدافعين عنهم ، فالدين هو حليف المستضعفين والمظلومين ..

( الزيارات : 933 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *