امفهوم الكبار والاكابر

كلمة اليوم
كثيرا ما نستعمل لفظة الاكابر فى احاديثنا الاجتماعية , ويراد بها علية القوم واكثرهم شرفا وخلقا ونبلا , والكلمة مشتقة فى اللغة من الكبر وهونقيض الصغر, ويراد بالكبر العظمة والتجبّر , يقال : كبُر عليه الامر اي ثقل عليه , وكبر فى السن اي تقدم فى السن , وكبر عن مخالطة الاشرارأي ترفّع عنهم , وتكابر اي اظهر المكانة العالية , وتكبّراي تعظّم وامتنع عن قبول الحق بجهله وعناده..
ليس كل من رأى نفسه كبيرا فهو كبير, وكلما ارتقى المجتمع ارتقت معاييرالكبار فيه , الكبير ليس هو من يملك المال ولا من يسكن الاحياء الراقية ولا من يلبس الافضل , وليس من ينتسب الى اسرة ذات تاريخ , هذه معايير متخلفة ونسبية وتعبر عن تخلف المجتمع وسيطرة مفاهيم جامدة على عقليته .. الاكابرهم الذين يحبون سلوكيات الكمال ويخجلون من سلوكيات النقصان فلا يكذبون اذا تكلموا ولا يّخلفون اذا وعدوا ولا يسلكون السلوك السيء والمخجل , وهم اصحاب عفة واستقامة يحسنون الادب مع الناس فهم راقون بحديثهم واهتماماتهم يحترمون الاخرين ويحسنون التعبيرويختارون من المواقف والمظاهر والعوائد ما يجسّد حسن ادبهم واصالة تربيتهم ..الاكابر من القوم هم افراد مميزون بحسن سلوكهم فى مجتمعهم , وادبهم فى المجالس وفى العلاقات الانسانية…
ليس الكبير فى قومه من يرى نفسه كبيرا , وانما من يراه مجتمعه كبيرا..لا أهمية للنسب اذا لم يكن صاحبه كبيرا فى اخلاقه وادبه ورقي حديثه واهتماماته ..من صفات الكبار انهم يعشقون صفات الكمال وهم اكثر تسامحا والتماسا لتجاوزات الاخرين واكثركظما لغضبهم اذا غصبوا واقل تعبيرا عن انفعالهم اذا انفعلوا , يحسنون الصمت فى مجالس السفهاء كما يحسنون الحديث فى مجالس العقلاء ..
التربية الراقية هي التربية التى تصنع هذه النماذج من الكبار الذين ينهض مجتمعهم بهم ويكونون قدوة لغيرهم , ليس كبيرا من لم يتخلق بخلق الكبارولو كان كبيرا فى نظرالصغار ..

( الزيارات : 987 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *