ذاكرة الايام..لا تلتفتوا الى الوراء
لست من الاشخاص الذين يعيشون فى الماضى ..لم انس الماضى قط بكل جزئياته ولكننى لم اعشه ولم يشغلنى ولا احب ان استعيد ذكريات الماضى الا بالمقدار الذى يمدنى بوقود ضرورى لتغذية بعض القيم الروحية التى كنت احتاجها فى بعض الاحيان..لابد من الذكريات فى لحظات التامل لا لاجل ان تتوقف عندها وتنشغل بها عن واقعك , ولكن لكي تستمد منها دروسا وعبرا ..الماضى قد ذهب ولن يعود..فلامبرر لكي نحييه من جديد .. نحتاج الى اليوم والغد ..لا وقت لدينا لكي نلتفت الى الوراء ..لا فائدة من ذلك..هناك من يعيش على ذكريات الماضى لانه لا يملك ما يشغله اليوم ..من ملك شيئا جميلا شُغل به…ما اقسى حياة اولئك الذين يعيشون يومهم بذكريات ماضيهم ..عندما يتقدم العمريحتاج الانسان الى ماضيه لكي يمنحه الشعور بالرضا والابتسامة الجميلة..لا احب الشباب الذين يشغلهم الماضى ..قضايانا ليست هي نفس القضايا لمن سبقنا ..ونحن اقدر من كل الاخرين على فهمها ..اذا عجزنا عن حل مشاكلنا فلا خير فى جيل لا يحسن فهم قضاياه ..نحن مؤتمنون على عصرنا ونحن احق به من كل السابقين وكل اللاحقين..لسنا اقل ممن سبقنا ولسنا اكثر ممن سيأتى بعدنا..نحن مثل كل الاخرين فى قدراتنا لن يكون جيلنا عالة على سابق له او لاحق ..سوف نجتهد لفهم قضايانا الى ان نفهم ..سنخطئ ونصيب ولكن لن نتوقف . سنبحث عن الطريق الى ان نجده ولن نستسلم فنحن مكلفون بامرنا .ان فشلنا فهذا قدر العاملين وان اخطانا فهذا من حق المجتهدين .ليس الاجتهاد مقتصرا على الفقهاء فكل انسان مكلف بان يجتهد فى قضاياه وفى عمله وفى اختياراته وفى قراراته ..هذه هي الحياة وهذا هو جمالها, ولا عذر للكسالى والمتقاعسين والقاعدين على ارصفة الانتظار .هؤلاء لن يصلوا ابدا وسوف يطول انتظارهم ويمتد ليلهم ولا فجر لهم .. لواحبوا الفجر وتعلقوا به لأيقظهم حبهم للفجر فى موعد الفجر ..
اقول لكل الشباب : استيقظوا مبكرا فقطار الصباح لن ينتظركم واهتموا بيومكم وقضايا عصركم فانتم مؤتمنون عليها ولا تقلدوا غيركم فيما انتم قادرون عليه من اموركم ..والله معكم ..