انظمة الحكم فى الميزان

ظمة الحكم في الميزان

………………………

عندما كنت اكتب كتابي : نظام الحكم فى الاسلام  وقفت حائرا امام فكرة الثورة على الحاكم الظالم ، وخلاف العلماء في ذلك ، وقلت لنفسي : ما ذا يمكنني ان اكتب في هذا الموضوع الشائك ، وتقلت اراء العلماء فى ذلك ما بين مؤيد ومعارض ، ولم اكن مقتنعا بما كتبوه وسجلوه ونقلت اقوالهم كما هي ، وهي لا تجيب عن السؤال ، هناك من يبيح , وهناك من يمنع ,. وهناك من يفرق ، هذه هي الاحتمالات العقلية الممكنة ، ولكل فريق دليله وحجته ، وتاملت طويلا في هذه المسالةً ، هناك الحاكم الذي يملك الشرعيةً بضوابطها التفويضيةً والمحددة بالزمان والمقيدة ، ولا اجد ما يبرر الثورة عليه الا بخيانة الامانةً المكلف بها وفقدانه للاهلية ، وتجري محاكمته بطريقة عادلة من جهة مختصة بتهمة الخيانة ، اما الحاكم الذي لا شرعية له والذي اغتصب الحكم فلا ارى ما يمنع من الثورة عليه , وهو ككل مغتصب لحق ولا خروج للخروج عن القاعدة ، من لا شرعية له فلا حصانة له ولو كان عادلا لانتفاء الشرعية  ، وامره لشعبه فيما يختار ه باكثريته ، انظمةً الاستبداد لا حصانة لها ولا شرعية ، ولو عدلت , عدالة القاضي لا تبرر له ان يغتصب القضاء ويستولى عليه ، لا مكان لسلطة الاغتصاب والاستبداد لانتفاء الشرعية من الاساس ، شرعية الحكم بالتفويض الارادي المشروط والمقيد ، ولا للسلطة المطلقة ولو كانت عادلة ، انظمة الحكم امر دنيوي تحكمه المصالح الدنيوية  ، وامر كل مجتمع بيده وهو الذي يضع ما يجد فيه مصالحه المشروعة ، والدين يحترم ارادة كل مجتمع فيما يختاره لنفسه من النظم وما يجد فيه مصالحه من القوانين والمعايير التى تضبط الحقوق ، ولا يمكن للدين ان يقر ظلما وفسادا واستبدادا فيما كان من النظم الوضعية ، ولا يحمي ظالما في ظلمه ، ولا يقر فسادا ، مهمة كل جيل ان يحرر الدين من قبضة الذين ارادوا تسخيره لخدمة مصالحهم وطموحاتهم ، وهذا هو الجهاد المشروع والمحمود الذي يحبه الله ، رسالة الاسلام هادية وهي منهج حياة انسانية لاجل استقامة الحياة ، وليس من الاسلام ما يفسد الحياة من النظم والقوانين والاعراف الاجتماعية ، اعداء الحياة والانسان هم اعداء الله في كل عصر ومجتمع ، لا احد خارج معايير الفضيلة والعمل الصالح التى تحترم فيه الحياة ، الدين رسالة الله لكل عباده من غير تمييز بينهم فى الحقوق الاساسية ، من اصلح في هذه الحياة فله اجره عند ربه ، ومن اساء وافسد فلا مكان له عند الله ، ولو رفع شعار الدين واستظل به ، تعالوا نتسابق في الخيرات ونجتنب المحرمات والمنكرات التي ينكرها مجتمعها مما يفسد الحياة ..

………………………………………….

ص

( الزيارات : 211 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *