اهتمامات ومنافسات

اهتمامات ومنافسات

 …………………………………….

كل انسان في الحياة يعرض ما لديه على الاخرين من المواهب الشخصية والمنجزات  والاعمال طمعا فيما يسعى اليه من المكاسب ، من مال او   شهرة , وقلة منهم يعمل لآخرته ولا يعنيه الربح المادى  ولا تشغله دنياه ، وكل فرد يملك ما يعرضه على الاخرين ، جهد بدني او موهبة فنية او مهارة رياضية ، وهناك من يعرض علمه لكي يكون في خدمة الاخرين في التعليم والعلاج وفي المهن العلمية التي يحتاجها الانسان ، والكل مسخر لخدمة الكل فيما يحتاجه ، ويدفع ثمن ذلك ، وكلما زاد الطلب على الشيء ارتفعت قيمته ، ويقع التنافس عليه ، وكل صاحب سلعة او موهبة او كفاءة يعرض مايملكه , ويحدد الطلب عليها مقدار قيمتها بحسب ذلك الطلب ومدى الحاجة اليه ، ولكل جهد قيمته العادلة كجهد انساني ، وعندما يشعر صاحبه شدة الاقبال عليه يرفع ثمنه ، ومن المؤسف ان بستغل البعض حاجة البعض الاخر ، وهذا كثير في ظل غياب الرقابة على االاسعار والخدمات لكي تكون عادلة لا استغلال فيها ، وكلما ارتقى المجتمع ارتقت اهتماماته ، وعندما يتخلف بسبب الجهل تنحدر اهتماماته ، وتشغله ملذاته ورغباته ، الحضارة وعي باهمية الحياة واحترام للحقوق ورقي في السلوك ، لست ضد السعى لما يسعد الانسان من اسباب اللهو والمتعة ، فالنفوس تحتاج الى ذلك ، ولكنني ضد الانحدار الاخلاقي في الاهتمامات , وضد ذلك التنافس الاناني على المكاسب ولو بالعدوان والاستغلال ، المجتمعات الجادة تبني وتعلى البناء بجهد الانسان ، والمجتمعات المتخلفة تشغلها الملذات ويكبر اهتمامها بها الى درجة تصبح الحياة مجرد لهو ولعب ، ويغيب الانسان المؤتمن على الحياة ، ويحل مكانه الانسان الذي تتحكم فيه شهواته وغرائزه ، ويكون التنافس على المطامع والمكاسب شديدا ، ويتحكم القوي بالضعيف ويقسو الكبير على الصغير ، الانسان باخلاقيته ورقي فهمه لمعنى الحياة , وليس بما يملكه من المال عن طريق الظلم , وما استبد به من السلطة بسبب طغيانه ، وكنت الاحظ في المجتمعات المتخلفة قلة الاقبال على الثقافة والمعرفة الا عندما تصبح كمهنة تعليمية ومعاشية ، واخطر من ذلك ان يكون الدين مطية للطامعين في دنياهم فيما يسعون اليه ، كنت اتساءل : هل هذا هو الوضع الطبيعي الذي نحتاج الىه  ، ام انه انحراف ناتج عن الجهل والتخلف ، الحياة لا يمكن ان تكون مثالية كما يريدها رموز المثالية في مجتمعهم ، مهمة الفكر ان يكون في خدمة الحياة ، وان يكون العلم لاجل فهم الحياة ، كنت الاحظ واتأمل فيما اراه , واحاول ان افهم اكثر ، واقول ماالذي يريده الانسان ، وكنت افهم رسالة الدين في مجتمعه ان يكون منارة هداية تذكر الانسان المكلف بانه مؤتمن على الحياة لكي يحافظ عليها , وان يحترم كل الاخرين وان يفعل كل ما يريد بشرط الا يظلم ولا يطغى ولا يفعل المنكرات التي تفسد الحياة ، ولكل مجتمع منكراته التي تفسده من النظم والاعراف التي تعبر عن الانانية الفردية , وتكرس الطبقية الاجتماعية التي تهدد السلم الاجتماعي ، لا احد من عباد الله خارج الحق في الحياة بكل اسباب الحياة التي ضمنها الله لكل عباده ، ولا يحرم احد مما ضمنه الله له من الحقوق الانسانية ، التعدد والتنوع لا يعني التفاضل في الحقوق الانسانية ، الدين واحد ورسالته عامة لكل المخاطبين به ، ومعيار التفاضل الوحيد عند الله هو العمل الصالح الذي يصلح الحياة ويسهم في الحفاظ عليها كحق لكل الاسرة الكونية ، احترام الحياة يعني احترام كل شيء في الحياة من الاحياء والجمادات ، وكل شيء مسخر لما فيه كمال الحياة بكل ما فيها ومن فيها ..

……………………………أعلى النموذج

ا

( الزيارات : 179 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *