السلفية بلا دلالة

السلفية بلا دلالة

…………………………

كلمة السلفية لا دلالة لها ، وهي من المصطلحات التي لا يفهم المراد منها ، وهي كلمةً اعتراضية يراد بها ان تهدم ماكان من قبل من المذهبية والصوفية ، ليس هناك سلف وخلف ، وانما هناك معيار واحد للتفاضل , صالح وفاسد <  الصالح محمود ولو كان من الخلف والجاهل مذموم ولو كان من السلف ، ومعيار الصلاح والفساد نسبي تحدده المواقف الصالحة ولا عبرة فى التاريخ ، وكل مجتمع يحدد تعريفه للصلاح والفساد ، هناك من احسن ويحمد بما احسن فيه سواء من السلف أوالخلف ، وهناك من اساء وانحرف  ويذم بما افسد فيه , ولا يظلم ربك احدا من السلف او الخلف ، وكنت الاحظ اننا في مجتمعنا المعاصر نختلف فيما نضعه من معايير الصلاح والفساد ، هناك الكثير ممن اشتهروا بالعلم وكانوا من رموزه المشهود لهم به  , واختلف المعاصرون لهم في امرهم ، هناك من يصفهم بالصدق والتقوي والاستقامة ، وهناك آخرون يرون فيهم النفاق وضيق الافق والدعوة للفتنة والفوضي ، ومعظم الاعلام من قبل ومن بعد وقع الاختلاف فيهم , واختلف الناس في الحكم عليهم بين مؤيد ومعارض ، فاين الحق والصواب فى كل ذلك  ، لا احد من السابقين لم بتهم من معاصريه  بالتقصير في دينه و الجهل في علمه والتفريط في امر دينه ، اذا كنا نختلف في امر المعاصرين ممن عرفناهم عن قرب وسمعنا منهم ما يقولون فكيف يمكننا الحكم على من لا نعرف عنهم شيئا الا من خلال ما ينقل لنا من تعديل وتجربح ، لا احد لا يحمد ممن يحبه ولا يذم ممن يبغضه من الاولين واللاحقين ، كل احد يحسن ويسيء ويختلف الناس فيه ، ولا احد خارج التكليف والمحاسبة العادلة ، وكل انسان يذكر بجهده فيما ينسب اليه , وما اضافه من الافكار والمواقف ، من حق كل انسان ان يعبر عن نفسه بما يترجح له الصلاح فيه ، وان ينكر ما يرى فيه الفساد فيه ، ومن المؤسف ان تتحكم في المعايير العواطف الشخصية والمصالح الدنيوية ، من نحبه نرى الكمال فيه , وننسب له كل ما يرفع من شانه , ومن نكرهه نري النقصان فيه وتصفه بما يكره من الاوصاف السيئة ، عندما نحب نسلط الضوء على ما هو حسن من اوصاف من نحبه ,  ولو بالمبالغة فيما ينسب اليه ، وعندما نكره نسلط الضوء على اخطائه ونبالغ في ذلك الى درجة نصدق انفسنا فيما نذهب اليه ، كم هو جميل ان يتحرر الانسان من تحكيم عواطفه ومصالحه في الاخرين ، هذه هي الاخلاقية التي يجب التمسك بها في احكامنا على الاشخاص والمواقف ، الانسان مؤتمن على الحق ان يدافع عنه في كل موطن ، هناك احكام مسبقة في الذاكرة واللاوعي وهي التي توجه عقولنا وافكارنا , ولا يمكن التحكم فيها بشكل كلى ، وكنت الاحظ من نفسي ان من كنت احبه فى الطفولة ما زلت احبه , واذكره بما يمدح فيه والتمس العذر له فى افكاره ولو كنت انكرها عليه ولو بالتجاهل ، ومن كنت اكرهه ما زلت اكرهه واحمل نفسي على تجاهل ما احسن فيه ، وقد اعترف له بما احسن فيه 

…………………………………

( الزيارات : 184 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *