اول درس فى الكلتاوية

ذاكرة الايام..اول درس فى الكلتاوية
كلما تكلمت عن الكلتاوية النبهانية اشعر بعواطف المحبين لها من جيل البناة الاوائل وجيل ابنائهم وجيل الاحفاد , كانت الكلتاوية فى هضبة فى حي من احياء حلب واصبحت اليوم فى كل مكان , لم تعد مكانا جغرافيا وانما اصبحت هوية انتماء تربوي وروحي الى قيم اصيلة ومنهجية اسلامية متميزة بحسن الفهم وعمق الالتزام , لاخوف على الكلتاوية النبهانية ولا سلطان لاحد عليها لا فى الماضى ولا فى المستقبل ..ابناء الكلتاوية اليوم فى كل مكان وهم مؤتمنون عليها يكبرون بعلمهم وتربيتهم الروحية الاصيلة الملتزمة بمنهجية سيد الكلتاوية ومؤسسها السيد النبهان طيب الله ثراه , اننى اراهم فى كل مكان فى حلب والفلوجة والرمادى والمدن العراقية ودول الخليج والسعودية ومصر وتركيا ..هناك ثوابت تجمع الكل على منهجية تربوية راقية المفاهيم سامية الاهداف , وكانت الكلتاوية دائما حليفة المواطن المستضعف الاعزل تقف الى جانبه فى المحن والازمات , كم كنت اشعر بالسعادة عندما كنت التقى علماء الكلتاوية بعد عصر يوم الاحد .. اكثر من مائة عالم بعمائمهم المميزة وادبهم المعتاد ومحبتهم وصدقهم , وكم كنت استبشر بابنائنا من طلاب الكلتاوية الذين كنت التقى بهم بعد صلاة الجمعة واصبحوا اليوم رموزا للعلم والتربية ..كنت اشعر بعاطفة خاصة تشدنى اليهم ..
ما زلت اذكر عندما كنت طالبا فى الجامعة بعد انشاء مدرسة النهضة الشرعية ..طلب منى السيد النبهان طيب الله ثراه ان أُلقي درسا امام طلاب الكلتاوية عام1966 ولعل بعض من كان حاضرا يذكر ذلك واظن ان بعض اصدقاء الصفحة كانوا فى ذلك اللقاء , وكان السيد يقف فرحا خلف الباب ينصت الى الدرس ,شعرت بمسؤولية تجاه المدرسة , وكنت اعتذر عن كل النشاطات الثقافية ما عدا الكلتاوية التى لم اتخلف عنها ابدا عندما اكون فى حلب , ولم يتوقف حديثى بعد صلاة الجمعة ابدا ..كنت اتابع اخبارها فى البداية مع مديرها الاول الشيخ محمد لطفى ثم مع الاخ الشيخ منير حداد ثم مع الشيخ علاء الدين علايا ثم مع الاخ الاستاذ احمد مهدى الخضر رحمهم الله جميعا بالاضافة الى الاخوين الشيخ محمد رشوانى والشيخ محمود حوت وكل من كانوا من رموز المدرسة المؤتمنين عليها ومن المحبين لها ..ستظل الكلتاوية وفية لرسالتها التربوية ..لا خوف من الاختلاف فى ظل الثوابت , فالاختلاف امرطبيعي وحتمى , وحق الاجتهاد ثابت فيما لانص فيه ..
ادعو الله تعالى ان يتولى اسرة الكلتاوية النبهانية جميعا برعايته وان يسدد خطاها وان يلهم ابناءها وبخاصة العلماء منهم حيتما كانوا ما يحبه الله منهم من العمل الصالح المخلص الصادق الذى هو شعاررسالة الكلتاوية النبهانية من قبل ومن بعد.. من كان يريد العزة فلله العزة جميعا اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه…صدق الله العظيم

( الزيارات : 1٬030 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *