نحن اليوم .وسايس بيكو

كلمة اليوم
لم اكن اتصور ان التاريخ سيعيد نفسه كما يفعل اليوم ..كنت اكتب دائما ان الغاية من قراءة التاريخ ان نتعلم منه الا نُخدع مرة ثانية , والويل لامة لا تتعلم من ماضيها وتدفع الثمن من جديد..كنت اقلب اوراقى القديمة ووقع نظرى على ما يعرف اليوم بمعاهدة سايس بيكو, وهي المعاهدة الاكثر غدرا ولؤما وخساسة فى العصر الحديث ..
فى عام 1916اتفق القنصل البريطانى والفرنسى على تقاسم سوريا الكبرى والعراق بين دولتيهما ودعم وتشجيع قيام ثورة عربية بقيادة الشريف حسين شريف مكة للمطالبة بالاستقلال.. انطلقت الثورة فى يونية 1916 من مكة باتجاه الشمال ضد الخلافة العثمانية لاقامة دولة عربية واحدة مستقلة بقيادة الشريف حسين ..وكان الامير فيصل يقود الثوار ويساعده الضابط الانكليزى لورانس العرب ..استقبلت دمشق الامير العربى وعينته ملكا على بلاد العرب سوريا الكبرى والعراق..كشفت روسيا سر الاتفاقية الغادرة بعد سنتين من توقيعها ..غضب الشريف ولم يصدق الغدر ولكن لا قيمة لغضبه فقد انتهى الامرواقفلت الملفات وجفت الاقلام ….احتلت فرنسا سوريا وطردت الملك فيصل ..واحتلت انكلترا العراق وجنوب سوريا واعطت وعدا لليهود باقامة وطن قومي فى فلسطين عام 1917 ..عندما تكلم الشريف عن الوعود السابقة والغدر والكذب والخديعة غضبت بريطانيا ونفته الى قبرص للتخلص منه..وعاش بقية حياته فى الظلام ..
ما اقسى الغدر وما اقسى جراحه ..هذا هو التاريخ ..هل نتعلم منه الا نثق بالغرب وان وعدوا, والا ننصت لنصحهم وان نصحوا , والا نسمح لهم بان يعبثوا بمصيرنا وشعبنا وبلدنا..ما زالت جراح الغدر تؤلمنا.. فهل نتعلم من التاريخ ان نمسك بالمقود والا نسلم امرنا للغادرين والعابثين والعابرين ..وألا نسمح للورانس العرب ان يمشى بين حيامنا يرتدي عباءة العرب وعمة الاسلام..
سايس بيكو جديدة لم يكشف النقاب عنها بعد..هل هناك من يكشف سرها ام ما زالت فى الغرف المظلمة قد يُكشف امرها لجيل سياتى من بعد..
ان لم نتعلم من التاريخ فلن نستيقظ من الغفوة ..جيلنا مؤتمن على قضاياه وهو المكلف , وهو المسؤول ولا عذر للمغفلين والمتقاعسين عند الله ولا عند الناس..لا تثقوا بصداقة عدو قد غدر بكم من قبل لا تعرفون ماذا يخفى فى حقيبته , ولا يعجبك ما يقولون ولا بما يعدون , ان رايتهم تعجبك اقوالهم وتصريحاتهم وان يقولوا تسمع لقولهم وهم فى الازمات والالام كانهم خشب مسنّدة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم , وارجع ايها الانسان حيث كنت الى الله وادعه ان يفرج عنك وان يلهمك الرشد والسداد فى كل ماتختار لنفسك ولبلدك ولشعبك وان يتولاك بالرعاية والرحمة ..

( الزيارات : 1٬716 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *