اين الصواب

كلمة اليوم
ما ترى انه الحق فهو الحق بالنسبة لك الى ان ترى غيره هو الحق ، وما تراه صوابا فهو الصواب الى ان ترى غيره أفضل منه ، وهنا يتفاضل الانسان عن أخيه الانسان بحسن فهمه لقضاياه ولما يحيط به ، هذا الصواب الذى رأيته حقا وصوابا لا يعنى انك على حق فيه ، فقد تكون منفعلا او غاصبا او مجروحا او متألما او محبطا وهذه اوصاف تدفعك لرؤية الامور بغير أحجامها وبغير الوانها ، لا تتخذ قرارا سيئا فى لحظة عاطفية او انفعالية الا اذا كان القرار مما يكون من العمل الصالح كقرار العفو والتسامح والرحمة وافعال الخير ، فهذه قرارات لن تندم عليها ابدا لان الله يحبها منك ، اما القرارات الناتجة عن الغضب والانفعال والتى تدفعك الى الانتقام والعنف وعدم التسامح وعدم قبول عذر من اخطأ معك فتريّث فيها وفكّر فى نتائجها فالخطأ فيها مكلف وقد يكون الثمن غاليا ولا قدرة لك على دفعه ، وقد تندم فيما بعد عندما لا ينفعك الندم ..لأن تخطئ فى العفو افضل من ان تخطئ فى العقاب ، ولا تكن ظالما ولا قاسيا ولا متجاوزا ولا معتديا ، ولا تنس انسانيتك ولو كنت على حق فالعفو احب الى الله من العقوبة والرحمة بالمستضعفين ولو اخطؤوا معك من صفات الصالحين ومن صفات الكبار وبخاصة فى العلاقات الاجتماعية فى ظل المجتمع الواحد والاسرة الواحدة ..العدل لا ينفصل عن الاحسان فى تنازل القوي عن بعض حقوقه لصالح الضعيف . لا تنتقم فالكبار لا ينتقمون ولا يحقدون ولا يقسون ولا تصدر منهم الا افعال الكمال ..هذه هي تربية الاسلام وهذه هي اخلاقيته وهذا ما يدعو اليه..

( الزيارات : 2٬611 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *