تعالوا نتقارب(الإختلاف بين المذاهب)

ذاكرة الايام..تعالوا نتقارب
لم يثر اهتمامى منذ كنت طالبا فى المراحل الاولى من حياتى ذلك الاختلاف بين المذاهب الاسلامية والاتجاهات الفكرية , كنت انظر للآخر حيث كان نظرة احترام وفهم لما اختاره لنفسه , احيانا كنت اقرا اسباب الخلافات بين المذاهب الفقهية والطوائف الاسلامية منذ فجر الاسلام , وفى كتابى عن المدخل للتشريع الاسلامى كتبت عن نشاة تلك المذاهب والطوائف , لم اكتب متعصبا ولا ناقدا ولا منتقصا اي مذهب من تلك المذاهب , ولاحظت ان لكل مذهب اصوله وثوابته وكلهم انطلق من منطلق الاسلام , كانت المذاهب الاولى هي اهل السنة والشيعة والخوارج , وقرأت الكثير عن الاشاعرة والماتريدية والمعتزلة , وكلهم كان يبحث عن الحق كما يترجح له , لم يكن ذلك التباعد بين الفرق الاسلامية , لم يثر اهتمامى ذلك المنهج الجدلى الذى كان يفرق بينهم , ان يختلفوا فيما بينهم فهو امر طبيعى وحتمي وظاهرة فطرية , ولكن ان يتباغضوا ويدين كل فريق الفريق الاخر فهذا ليس طبيعيا , وكنت بحكم تربيتى اشعري العقيدة واقرب الى التربية الصوفية الحقة وكنت انقد كل تجاوز من اي مذهب ولكننى لا اعرف الكثير عن الاشعرية ولا عن المعتزلة ولا يهمنى ان اعرف , خلافات فى امور لا تمس الاصول , ليس المهم ان نعرف ان الحسن هو ماحسنه الشرع او العقل , فلا خلاف فى قبح القبيح , فماتراه العقول قبيحا فهو قبيح حتما وماتراه الشريعة حسنا فهو حسن والعقل السليم لا يناقض ماتراه الشريعة , ثم انتقل الخلاف بين المذاهب الفقهية الاربعة وهناك اراء فقهية لفقهاء لاتقل مكانتهم العلمية عن المذاهب الاربعة من امثال الثورى والاوزاعى وابى ثور , وهناك خلافات كثيرة بين علماء التابعين فى التفسير والرواية , الخلافات بين العلماء كانت خلافات علمية بحسب الرواية التى صحت عنهم , ولكل دليله وحجته , كنت اشعر اننى مسلم ولا يعنينى من اكون , ولى ثوابتى فى العقيدة والاصول والاحكام , وكل ما صح دليله فهو مذهبى وهو الاصح , وكنت اتساءل مع نفسي لماذا لا نضيق دائرة الخلاف بين المذاهب الاسلامية , ولماذا لا يجمعنا الاسلام ولو اختلفنا فى بعض احكامه , الخلافات ليست بسبب الاسلام وانما لها اسبابها الاخرى وهي سياسية واسهمت السياسة فى التباعد بين تلك المذاهب , لو رجعنا الى القران والسنة الصحيحة لاقتربنا من بعضنا , فان لم نقترب فعلى الاقل الا نتصارع ونتصادم وان يحترم كل فريق البعض الاخر , لقد تعايشت المذاهب الاسلامية على امتداد تاريخنا وكان الكل قريبا من الكل , الا يكفى ان يجمعنا الاسلام ..كنا قبل خمسين سنة طلابا فى الجامعة ولم نكن نشعر بذلك التباعد والكراهية المتبادلة , لا شيء يبرر الخلافات والحروب والمواجهات , عندما كنا نكتب عن الاحكام الفقهية كنا لا نغفل رأيا لاي مذهب وكنا نعرض له ونبين اذلته , وعندما تقول اننى مسلم فانت قريب من كل مسلم , يكفى ما يجمعك به من مشاعر وعواطف وثقافة واحدة وتقاليد متقاربة يجمعها الاسلام ويهذبها , تعالوا نختلف فهذا حق لابد منه ولكن دعونا نتلاقى على صعيد الاسلام كامة اكرمها الله بالاسلام ..

( الزيارات : 722 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *