ثقوب الامل

كلمات مضيئة ..ثقوب الامل

كانت الحياة غنية بدروسها ، وكنت اريد ان اتعلم من تلك الدروس ما كنت احتاجه لكي افهم معنى الحياة ومهمة الانسان الذى استخلفه الله على الارض وجعله فى موطن التكليف ، اهم ما تعلمته من تلك الدروس امران:

الاول : التغيير مهمة شاقة وهي سنة الحياة ان تتجدد باستمرار فى رحلة لاتتوقف من النقص الى الكمال , كل انسان يبحث عن ذلك الكمال الذى يتوهمه كمالا بالنسبة له , ولكل انسان كماله الخاص به الذى يبحث عنه ويسعى لاجله ، وتلك الرحلة نحو الكمال تحتاج الي ارادة وتضحية ، ولا يمكن ان يقوم به الا من يؤمن بذلك التغييرويملك الوقود الذاتى الذى يدفعه نحو ما يريد  ، ومن السذاجة ان يعتقد الانسان ان الطرق معبدة امامه , ومن الطبيعى ان يكون التدافع والتصادم  , وكل من  يتضرر من سعيك  فمن الطبيعى   ان يدافع عن وجوده , ولن يصفق لك ويفرح بك ولو كان قريبا ، كل مجتمع يتمسك بما هو فيه من النظم والاعراف والقيم , وسوف يدافع عنه  لانه يعتقد انه هو الطريق الصحيح الذي نشأ عليه وسوف يتمسك به ويدافع عنه , ومن يخرج عن ذلك الطريق يقاوم بكل قوة دفاعا عن الخصوصيات ، وفِي معظم الاحيان يفشل التغييرولو الى الافضل  ويكون ثمن الفشل غاليا ومكلفا. ولكن اثر ذلك لايذهب ابدا ، انها الخطوة الاولي لاجل التغيير نحو الافضل الذى يجد المجتمع كماله فيه ..

وثانيا : الاستعداد للتضحية فى سبيل التغيير ودفع الثمن ، ولا بد من ذلك ، قلة من الناس مستعدة. لدفع ذلك الثمن . لانهم. يحلمون بالافضل ، ويتراءي لهم الافضل كنور من بعيد يشدهم اليه بقوة ، عندما يكون الاتجاه  نحو الاسفل فالرحلة سهلة. والانحدار لا يحتاج الي جهد , انه الانحدار الذي تميل اليه النفوس عندما تريد ان ترتاح. وتغفو قليلا فى ظل الاحلام. ، اما الصعود نحو الاعلي فيحتاج الي وقود ذاتي لا يملكه الا من كان يملك اسبابه. من الانفعالات. المحركة لرياح التغيير ، ومرت في حياتي الكثير من. العقبات والازمات ، وكان لا بد من تخطيها مهما كان ثمن ذلك لمن ار اد ان يتابع الرحلة ، عندما اتأمل في الماضي اتذكر الكثير من المواقف والعقبات والتحديات، في بداية الرحلة تكون الارادة والعزيمة ،. ثم تضعف تلك الارادة مع الايام ، كنور يضئ وعندما يقل الزيت الذي يمده بالمدد يضعف نوره وتنطفئ الشعلة ، وتلك هي محنة الشيخوخة التي هي بداية النهاية ، في كل حقبة من حياتي كانت هناك عقبات. وتحديات ولا بد منها. وهي ضرورية لتوليد الطاقة الداخلية ، وكنت احاول ان ازيلها من طريقي بكل الطرق الممكنة ، واكاد الا اصدق ما كان من قبل من الاحداث التي مرت بي ، لم اصدق انني كنت. اقاوم كل. العواصف مهما كانت قوية ، كنت اشعر بالقوة الذاتية والمسؤولية والرغبة في الحياة ، وهذا يمنحني الارادة ويمدني بالعزيمة. ،. وكل هذا اشعرني بالقوة في كل موقف ، اعترف انني كنت اشعر بتوفيق من الله. وتسديد ورعاية وفضل ، ولولا ذلك. الايمان الداخلي لما تمكنت من الصمود في مواجهة. التحديات ، ومواصلة الطريق ، كنت استعيد بعض تلك المواقف في ذاكرتي منذ البداية. ، واحاول ان افهمها. من جديد وكانها اليَوْمَ. فى ملامح جديدة ،وكنت اقول لنفسي فى لهجة ناقدة ، كيف فعلت ذلك , ولماذا ، اكاد ألا اصدق اننى قد فعلت ذلك ، واقول لنفسي. وما ذَا. لو فشلت تلك المحاولات ، وكنت اتخيلها  كقفزة في الهواء قد تكون مكلفة ، هناك الكثير مما يمكنني استعادته من تلك الذكريات. ، فى كل تلك الحقب  والتأمل فيه من. جديد ، واخضاعه لمنهجية نقدية صارمة ,  هناك اشخاص رائعون نصادفهم في حياتنا ،ولقد التقيت بالكثير منهم , انهم صالحون ومخلصون ومحبون ,  انهم مسخرون للقيام بمهمة لاجلنا عندما نحتاج اليهم , انهم خلف الابواب المغلقة , ، وهم لا يعلمون , تعرفهم بسيماهم ، ذلك هو سر التسخير الالهي عندما يريد الله شيئا ان يكون ، ما اجمل ان يسخرك الله لامر وانت لا تعلم لما ذَا تفعل ذلك ، كنت اجد ان كل انسان يفعل ما هو مسخر له من الخير والشر ، الكل في خدمة الكل لاجل الحياة ، لا احد يعتقد الشر فيما يفعله ، معظم الناس  يري الكمال فيما يقدم عليه ، الخير والشر امر نسبي ، لا احد يفعل الشر رغبة في الشر ، انه يفعل ما يترجح له انه الافضل والاعدل. ، تعلمت ان الحياة يجب ان تستمر بما فيها. وبمن فيها ولا يمكن ان تتوقف ابدا ، وان الحياة هي الاقوي وهي التي سوف تنتصر في النهاية في مواجهة اعداء الحياة. ، وان الانسان سوف ينتصر في النهاية. لان الله تعالي اراده ان يكون.كمؤتمن علي الحياة ، كنت الاحظ ان الفلاسفة والمفكرين. حاولوا علي امتداد التاريخ ان يفهموا الحياة والوجود ، واختلفوا في ذلك اختلافا كبيرا ، وكل واحد كان يعبر عما يراه ، ولا يعني انه يري الحقيقة كما هي ، لا احد يمكنه ان يدعي انه الاحق بالحق والاقرب الي فهم تلك الحقيقة ، كل شيئ نسبي وبقدر سعة ذلك الانسان ، ويختص بمن يراه ، كنت اري الله ولا اري غيره في كل ما يجري في هذا الكون من تجليات. ، وكل شيئ يتحرك بامر الله ، وكل القلوب تقبل وتعرض. وتنشرح وتنقبض بامر الله لما يريده الله ، كانت الاحداث. نتحرك بامر الله فيما اراده ان يكون حكمة لتدبير امر الكون ، لاجل ان تكون الحياة بكل ما فيه كمال الحياة بكل ما فيها ولاجل كل من فيها ، لا شيئ في الكون خارج ملك الله ورحمته وتدبيره ، كل شيئ في الوجود بجري لمستقر له ، و اعترف انه لا شيئ مما كنت افعله بارادتي المطلقة ، كنت اختار بنفسي ، واتوهم انني الفاعل. ، وفِي النهاية كنت اشعر انني موجه لما اراده الله لي ، وما اصغر ذلك الانسان الذي تتجلي فيه روعة الحياة. ،والابداع الكوني ، ادراك الانسان للوجود هو الذي يجعل الوجود معبرا عن الحياة.بكل تناقضاتها. وتجلياتها ، الانسان هو الانسان ويخضع لنفس القوانين النفسية ، وكل واحد يري الحق من زاويته , ويري انه علي الحق ،وانه يدافع عن ذلك الحق كما يترجح له ، القوي يري الحق في القوة ويبرر لنفسه كل شيئ مما يفعله لاجل الهدف الذي يسعي لتحقيقه ، يدافع عنً نفسه اولا وعندما يتمكن من ذلك. تكبر رغبته في الانتقام والانتصار علي عدوه الذي يعترض طريقه ، قوانين التغالب واحدة بالنسبة للجميع. ، وهي قوانين عادلة لا تنحاز لاحد لانها تمثل العدالة الالهية. ، لا بد من تصحيح المفاهيم. لكي تقترب من رؤية النورالذي يتسرب الي قلوبنا من خلال. تلك الثقوب الصغيرة التى تحمل الينا الامل فى شمولية الرحمة الالهية  لكل عباد الله ..

  •  
( الزيارات : 549 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *