ثمرة العبادة الادب مع الناس

 

                                الحب ..والحياة

علمتني الحياة

أن الحبّ هو أجمل ما في الحياة ، ولا تستقيم الحياة إلا إذا كان الحبّ يملأ قلوبنا ، وينير ظلامنا ويشدنا إلى الحياة ، والحياة بغير حبّ كئيبة ومملة وقاسية ، والذي يحب لا يقتل ولا يقسو ولا يعتدي على الآخر ومن أهم ثمرات الحب الرحمة والابتسامة والأمل والتفاؤل ,وأسمى حبٍ هو حب الله وحب رسوله وحب الكمال وحب الخير وحب الإنسان حيث كان ذلك الإنسان وما أجمل الإنسانية وهي ترفع شعار الحب لأجل السلام بين الأفراد والشعوب ، ومن عرف الحب لم يعرف الأنانية ، لأن الحب هو الإيثار ومحبة الناس واحترام الآخر ، والقلوب التي تحب لا تحقد أبداً ولا تنتقم وتسامح وتلتمس العذر للناس فيما هم فيه ، وهذا ما تحتاج إليه لأجل خير الإنسانية ، والحبّ هو تراث الإنسانية ، والأب الذي لا يحب أطفاله يضيق بهم ويقسو عليهم ، ويفشل في أداء رسالته التربوية ، والزوج الذي لا يحبّ لا يمكن أن يشعر بالسعادة والدفء والوفاء ، فما تريده الزوجة من زوجها هو الحبّ والحبّ هو دفء الحياة الزوجية ، والحب هو العطاء ، والذي لا يعطي لا يحب ، ولا يمكن أن نقاوم نزوع النفس إلى الشرور والعدوان والحروب إلا بالحب ، والحب يجب أن يزرع في القلوب الطاهرة ويجب أن يسقى بالمياه العذبة ويغذى بكل الأسباب الني تؤدي لنمو هذه البذرة ، ومقاومة تلك الجراثيم المرضية التي تضعف عاطفة الحب ،كالأنانية والظلم والعدوان ، والعبادة هي الغذاء المتجدد لعاطفة الحب ، ومجتمعنا الإنساني يحتاج إلى الحب لكي نواجه الشرور والحروب والمظالم الاجتماعية ، ومن أحب الله أطاعه والتزم بهديه ، وكان أكثر رحمة بالآخرين وبخاصة الأطفال والأيتام والمعوقين والمرضى والمساكين وكل المضطهدين في الأرض ، لأي سبب من الأسباب ، ويجب أن تتكاتف البشرية كلها للقضاء على الكراهية ، ولا شيء أسوء من الكراهية واحتقار الآخر ، فلا استرقاق ولا عنصرية ولا تفاوت بين الإنسان والآخر ولا شمال ولا جنوب ، وكل من قتل إنسان بظلم فكأنه قتل الناس جميعاً ..

نريد حلفاً جديداً شعاره الحب ورايته العدل وغايته إغناء التراث الإنساني بمواقف وأفكار وثقافات ذات دلالات إنسانية ، وتعبر عن قيم عالية وسامية ، نريد تراثاً إنسانياً نفخر به ، نريد أن نفتح سجلاً للتاريخ نسجل فيه المواقف الإنسانية الراقية ، وهذا هو مجد الإنسانية ، وهذه هي الفتوحات الإنسانية العظيمة ، ولا نريد مجد الانتصارات الملوثة بدماء الأبرياء ، ونريد الحب الذي يحقق السلام بين الشعوب والحضارات والأديان والثقافات ..هذا السلام يدوم لأنه يعتمد على أعمدة راسخة من الحب والعدل واحترام الإنسان.

                               الصراعات والمصالح

علمتني الحياة

أن معظم الصراعات بين الأفراد والجماعات والأحزاب والدول لا تحركها المواقف ، وإنما تحركها المصالح ، قد تكون هذه المصالح مادية أو تكون صراعاً لأجل النفوذ والسيطرة والتغلب على الآخر المنافس ، وأحياناً ترفع شعارات تعبر عن المبادئ ، وفي الغالب تكون المصالح هي الدوافع الحقيقية ، إذ لا يمكن لأيّ ظرف أن يعلن عن دوافعه ، وقد يجهلها هو نفسه ، ويقنع نفسه بالشعارات التي يرفع شعارها ، والدفاع عن المصالح أمرٌ مشروع وهو سلوك طبيعي في البشر ، والتدافع ظاهرة نفسية للتعبير عن الذات وإفراغ تلك الطاقة المكبوتة التي يخفيها الإنسان في داخله ..

وعندما يحتدم الصراع بين الطرفين يستخدم كل فريق جميع الأسلحة التي يملكها ، للتغلب على خصمه ، ولو كانت تلك الأسلحة غير أخلاقية كالكذب والخداع وترغيب الأنصار وترهيب الخصوم وعندما يستخدم الطرف الأقوى العنف لحسم الصراع لصالحه فعندئذ يدخل الصراع مرحلة جديدة من المواجهة الساخنة التي قد يستعمل فيها السلاح وقد تؤدي إلى صراعات دامية .

ومادامت هذه الصراعات في حدود الدفاع عن المصالح بالأساليب السلمية والمواجهات الكلامية والاتهامات المتبادلة فهي  مفيدة للمشاهدين وتدل على حيوية الأطراف المتنافسة ، ويتابعها المشاهدون كما يتابعون مباريات كرة القدم بحماس وانفعال ويفرحون بالنصر ويحرصون على هزيمة الآخر ، وهذا أسلوب جيد لنقل الصراعات من المجتمع إلى الملاعب بحثاً عن نصر تسعى إليه النفوس ، والشعوب الضعيفة تبحث عن ذاتها من خلال هذه الانتصارات الكروية ، وهي أكثر فرحاً بانتصارها من الشعوب التي تحقق انتصاراتها في الساحات الحقيقية ،حماية لمصالحها ودفاعاً عن امتيازاتها ..

والأحزاب السياسية تبحث عن السلطة والحكم والنفوذ والقوة ، ولهذا يتبنى كل حزب مشروعه السياسي بما يقنع المجتمع به ، وكلها ترفع شعارات وطنية ، للفوز بثقة الشعب ، وكلما ارتقت الشعوب في وعيها كانت أكثر قدرة على حسن اختيارها وأكثر واقعية في مواقفها ، وتتراجع المصالح أمام المواقف ، ويرتقي معيار المحاسبة ، وليس هناك ما يمنع من الدفاع عن المصالح المشروعة في هذه الصراعات ، إلا أن من الضروري أن تكون المصلح مشروعة وأهمها الدفاع عن الذات والمطالبة بالحقوق ، ولا خطورة من هذا التغالب في إطار المجتمع الواحد بشرط أن يكون نظيفاً ومنضبطاً وأن تُستخدَم فيه أساليب مشروعة ، وأن يحرص الجميع على ألا يتغلب هذا التنافس إلى إثارة الفتن والانقسام والعنف وكراهية الآخر والإساءة إليه ، والمنتصر يجب أن يستوعب الخاسر وألا يستفزّه في لحظة انفعاله وأن يتم التواصل بين الأطراف لكيلا ينفلت الزمام .

                                 الاعتماد على الله

علمتني الحياة

أن أعتمد على الله في كلّ خطوة من الخطوات ، وأن أرضى بقضاء الله في ما يختاره لي ، وأن أسلم أمري إليه في كل المواقف الصعبة  ،وأن أومن بأن ما يختاره الله لي هو أفضل مما اختاره لنفسي ، وأنّ الأمر الذي أريده وأسعى إليه إذا لم يتيسر ففي ذلك حكمة قد لا أدركها في حينها ، وأنّ الله تعالى بحكمته يختار لعباده ما يشاء مما يصلح أمرهم ، والعبد عليه أن يثق بحكم الله ورحمته ، والله يفعل في مملكته ما يشاء ، ولا يمكن أن يكون في هذا الكون إلا ما يريده الله ، والعبد مأمور بطاعة الله فيما أمر ونهى ، ولا يأس مع الأمل ، ولا طمأنينة إلا بالإيمان واليقين ، ومن أحبّ الله أحبه الله ، ومن سلّم أمره لله ارتاح واطمئن ، ولا أُنسَ يسعد صاحبه كالأنس بالله ، ومن أحبه الله شرح قلبه لما يحبه الله ، وسخّر الخلق لخدمته فكان محمولاً بالرعاية ..

وما قدر للإنسان سيكون ، والابتلاء موقظ ومؤدب ، ولا يقين إلا في ظل الإيمان ، ولا يشرق قلب إلا بمحبة الله .

 

                                  احترام الحياة

علمتني الحياة

أن أحترم الحياة حيث كانت ، ولكل الكائنات الحية ، وهذه الأرض هي ملك لمن سكن فيها واؤتمن عليها ، وكل الخلق متساوون في الحقوق ويملكون حق الحياة .

ومن اعتدى على آخر ظلماً فقد اعتدى على الخلق جميعاً ، ولا عبودية بين هذه المخلوقات , والعبودية لله وحده ، فلا أحد أفضل من الآخر إلا بالعمل الصالح ، والناس متساوون في الحقوق الإنسانية وفي حقّ الحياة والكرامة ، ولا حاكم ولا محكوم إلا في إطار حماية الحياة في الأرض ولا يُحرَم أحدٌ من أيّ حق تحتاجه الحياة من طعام وكرامة وحرية ..والرجال والنساء سواء ، والكبار والصغار سواء ، والأحرار والعبيد سواء ، ولا عبودية ولا استرقاق ، وذلك من ظلم البشر ، وقتل النفس جريمة عظيمة ، والقصاص عقابٌ عادل لمنع القتل ، والعدوان ظلم وطغيان ، ويقاوم المعتدي لمنع عدوانه ، وكلّ البشر متضامنون في الدفاع عن الحياة ، ولا شرعية لحربٍ ظالمة ، ولا توبة لقاتل , ولا يمكن للدين أن يقرّ القتل إلا بحقّ من حقوق الله..

ويجب إقرار حقّ الإنسان في الكرامة والحقوق الإنسانية ، ولا شرعية لتعذيب الإنسان وإذلاله ، ويجب أن تُوفَّر في السجون الشروط الضرورية للحياة الإنسانية ، وتعذيب الإنسان أشد ألماً من قتله ، ولا عبرة باعتراف من اُكرِه على الاعتراف بما لم يفعل ، ومن عذب سجيناً أومنعه من أيّ حق من حقوقه الإنسانية فهو ظالم ، وتجب مسائلة الإنسان عن ظلمه ولو بعد حين ، ولا تستباح الحياة أبداً إلا بحق مشروع وقضاء عادل ، والسجون الظالمة يجب أن تهدم ، والمحتل لبلدِ الآخر ظالم سواء كان فرداً أو جيشاً أو دولة ويجب أن يدفع المحتل ثمن احتلاله وعدوانه ، من تعويضات عادلة على كل من وقع عليه الظلم ، وكل من استعمر دولة أخرى فيجب أن يدفع تعويضاً عادلاً عن الأضرار التي لحقت بالشعوب المستضعفة ، والقوة مشروعة لدفع العدوان ، والظالم حيث كان لا يفهم سوى لغة القوة والمقاومة ، والمستضعفون من الأمم والشعوب يجب أن يتّحدوا ، ويوحدوا مواقفهم لمقاومة العدو المغتصب وألا يخشوا منه وأن يخيفوه بتضحياتهم..

                                   المظاهر الخارجية

علمتني الحياة

ألا أغترّ بالمظاهر الخارجية ولا أثق بالشعارات الوهمية ، وأن أنظر إلى السلوكيات الواقعية والأعمال الصالحة ، فلا دين لمن لا خلق له ، ومن ساء فعله فلا يصدق فيما يدعيه من الدين ، والدين يحرّم الظلم والعدوان في العلاقات مع الآخرين ويحرّم الغش والاحتكار والربا وأكل أموال الناس بالباطل كما يحرّم كل السلوكيات الضّارة والفاسدة ، ولا يصدّق أحد فيما يدعيه من الإيمان بالدين وطاعة الله وأداء العبادات إذا لم يقترن ذلك بالاستقامة واحترام الحقوق والتزام الأدب مع الآخرين والدين يأمر المؤمن بأن يلتزم بأوامر الدين وأحكامه فمن لم يلتزم بأوامر الدين فلا يُصدَّق فيما يدعيه من الإيمان ، ولا يجوز له الاحتجاج بالدين لتبرير سلوكيات مخالفة للدين ، وهذا من الظلم والجهل والسفه فمن اعترف بالخطأ فهذا أفضل ممن برر الخطأ ، والسفهاء يبررون أعمالهم السيئة باسم الدين ، وكأنّ الدين يبرر لهم ذلك ، ولا يستظل أحد بمظلة الدين لارتكاب فعلٍ ظالم أو سلوكٍ خاطئ ، فلا تشن حربٌ ظالمةٌ باسم الدين ، ولا يقتل برئٌ باسم الدين ، ولا تقمع حريّة شعب باسم الدين  .

 

                                   الثقة بالله

علمتني الحياة

أن أثق بمن يخاف الله ، وألا أثق بمن يتجرأ على الله من السفهاء ، ومن يتجرأ على الله ويتحدى أوامره ويستكبر في الأرض بسبب سلطته أو ماله أو جيشه فلا بدّ إلا أن يذله الله ويسلط عليه من يذله ، وكلّ من اعتمد على سلطته أذله الله بما اعتز به ، وسلّط عليه من أعوانه من يذله ، ومن أعتز بماله واستكبر أذله الله بما اعتز به ، ومن خاف الله لا يرتكب ظلماً ضد ضعيف ، ولا يأكل مال يتيم ، ولا يستكبر على الضعفاء ، ويحاسب نفسه ويخاف الله إذا ظلم ، ويخاف الله إذا اعتدى ، ويخاف الله إذا أساء للآخر ، فالحاكم الذي يخاف الله لا يظلم شعبه ولا يلقي بالسجون ظلماً ، ويعترف بحق شعبه في الحرية والمطالب المشروعة ، والغني الذي يخاف الله يؤدي حقوق الله في ماله ، ولا يغش ولا يحتكر ولا يلحق الضرر بالناس ، والزوج الذي يخاف الله لا يظلم زوجته أبداً ويصبر عليها ، ولا يطلقها ظلماً وتعسفاً ، ولا يحرمها من حقّ من حقوقها ويحسن معاملاتها ، والصديق الذي يخاف الله يحترم حق الصداقة ، فلا يجرح مشاعر أصدقائه ، والخوف من الله أكبر رادع للإنسان عن ظلم الآخرين  .

 

كبار النفوس

علمتني الحياة

أن أثق بكبار النّفوس ولو كانوا خصومي ، وألا أثق بصغار النفوس ولو كانوا أصدقائي ، وكبار النفوس لا يغدرون لأنهم يستحيون من الغدر ويخجلون أن ينسب إليهم ما لا يليق من الأفعال ولو مع خصومهم ، أما صغار النفوس فقلما يصدر منهم الوفاء ، لأن الوفاء يتطلب تضحية ، وصغار النفوس لا يضحون ، وهم أوفياء لمصالحهم ، ولا يخجلون من النفاق ، ويحسنون التملق ، ويتقربون لكل قوي ، ويجب أن تكبر المجتمعات بكبار النفوس من أصحاب المواقف الشجاعة ، ولا ينهض مجتمع إلا بالكبار من أبنائه ، الذين يرفعون شعار الكرامة والحرية والوطنية ، ولا يسقط مجتمع إلا بسقوط هؤلاء تحت سياط المنافقين والمتملقين من صغار النفوس .

ولا يكون هناك استعمار لشعب إلا عندما يكون ذلك الشعب مستعداً لقبول الاستعمار وا لتعاون معه، ولا ينجح احتلال بلد إلا بتواطئ الصغار مع المحتل الغاصب ، والكبار هم رموز المقاومة الشريفة للدفاع عن الحريّة ، والكبار لا يخونون الأمانة ولو ماتوا في سبيل الدفاع عنها ، والكبير لا يكبر بماله ولا بنفوذه ولا بسلطانه وإنّما يكبر بالمواقف والتضحيات والإيمان بالقيم الغالية…

والمجتمع الناهض يرفع من شأن الكبار ويقدر تضحياتهم ويقف إلى جانبهم في المحن ، ويسقط صغار النفوس ممن يتنكرون لشعبهم أو يلتفون حول مصالحهم ، فالثروة لا تصنع من الصغير كبيراً ، والنسب الرفيع لا يرفع من شأن المتخاذلين والمنافقين ، ومهمة التربية هي تكوين تلك النماذج الإنسانية الكبيرة ، وقد نجد هذه النماذج في الأحياء الشعبية الفقيرة أكثر مما نجدها في الأحياء المترفة التي يكبر سكانها بالأوهام والأموال والمظاهر ، فلا تقللوا من أهمية أولئك الضعفاء والفقراء الذين يتمسكون بقيم الحرية والكرامة ، فهؤلاء هم الذين يملكون قابليات المقاومة والشهادة .

 

                                   الاحسان..والعفو

علمتني الحياة

أن أحسن لمن أساء إلي ، وأن أعفو عمن أخطأ بحقي ، وأن أتجاهل إساءة المسيء ، وألا أُظهِر الضعف أمام من يفرحه ضعفي ، وألا أظهر خوفي ولو كنت خائفاً ، وأن أخفي آلامي وأحزاني عن الناس ، فالناس يحبون القوي ويهابونه ويشفقون على الضعيف ولو كان عدواً لهم ، وبعض الناس لا يحبون الضعف ولا يحبون نظرات الإشفاق من الآخرين ، ويمنعهم كبريائهم من إظهار ضعفهم ، وإذا ظُلِمُوا لا يعترفون بالظلم ويلتمسون العذر لمن ظلمهم أمام الناس دفاعاً عن كرامتهم ،وإذا حقدوا فإنهم لا يظهرون حقدهم ،وإذا انتقموا فإنهم لا يعترفون بانتقامهم ،وأصحاب الهمم العالية يسعدهم العفو عن أعدائهم ولا يسعدهم الانتقام ، ويخجلون من الانتقام لأنهم يعتبرون أن الانتقام لا يقوم به إلا الضعفاء ، والعفو من شيم الأقوياء ، ولا شيء يمكنك من إذلال خصمك كالعفو عنه والإحسان إليه ، وكبار النفوس يعفون ولا ينتقمون ، ويحسنون ولا يسيئون وبذلك يكسبون خصومهم وتزداد هيبتهم في القلوب..

 

                               السيطرة على الغضب

علمتني الحياة

ألا أظهر غضبي أمام الناس , وإن أمسك نفسي عند الغضب , فلا أغلظ القول ضد أحد ولو كان ضعيفاً , وألا أسيء لكرامة أحد , ولا أجرح مشاعر الآخرين مهما ضعفت مكانتهم في نفسي , لأن الإساءة للضعيف والصغير تولّد الحقد في نفسه دفاعاً عن كرامته , والحقد الناتج عن الإذلال لا ينمحي من الذاكرة أبداً , وكلّ حاقد ينتظر اليوم الذي فيه يتمكَّن فيه من الانتقام ، ولا ترتاح النفس المجروحة إلا بالانتقام ولو بعد حين .

والغضب ضعف ، والغضوب يرهب ويخيف ، ولكنه لا يسود ولا يصلح للزعامة ، والغضوب يفقد هيبته ويتجرأ خصومه عليه ، لأنه يستفزَّهم ويذلَّهم ويدفعهم للجرأة عليه , فإذا شتم الغضوب خصماً له تجرأ الخصم على ردّ شتيمته ، والعاقل يمسك نفسه عند الغضب لكي يمسك بزمام انفعالاته  فلا يخطئ فيما يصدر عنه ، ويدفعه للندم ، والتربية النفسيَّة هي أداة السيطرة على الغرائز الشهوانية والغضبيَّة ، وإخضاعها لسلطان العقل ، والعقلاء يغضبون مثل غيرهم إلا أنهم لا يخطئون ، وإذا أخطؤوا أصلحوا خطأهم قبل أن يفوت الأوان ، وليست الغاية من المجاهدة النفسيةَّ إماتة الغرائز وإنما الغاية السيطرة على تلك الغرائز لكي تكون في  قبضة العقل , ولولا الظلم لما كان الغضب ، وأحياناً يكون الغضب ضرورياً للدفاع عن الحقوق والحريَّات ، والظلم لا يقاوم إلا بالغضب  العاقل ، والمقاومة غضب ، وهي حق مشروع لكل من وقع عليه اعتداء ، ولا يعذر من استسلم وفرَّط ، والطغيان يقاوم بالغضب والتصدّي له قبل أن يستفحل أمره ، ولا بدّ من التضحية في مواقف المقاومة , وليست كلّ مقاومة مرتبطة بالعنف ، فقد تكون المقاومة السلميَّة أكثر تأثيراً على الطرف الآخر ، ونظرات الغضب هي سلاح قويّ التأثير لأنه يثير مشاعر الخوف لدى الآخر , وغضب الظالم وهم , وانتقامه ضعف , ويسكنه الخوف دائماً ، ومما يقوِّيه هو خوف المظلومين منه واستسلامهم له ، وهذا هو ما يريده ، فإن سقط هذا الخيار سقط الطغيان بسبب الخوف …..

 

                                لا تيأ س…

علمتني الحياة

ألا أيأس مهما طال الليل وألا استسلم مهما ضعفت قواي وألا أسمح للإحباط أن يسيطر عليّ وأن أفتح النوافذ المغلقة وأن أنتظر طلوع الفجر مهما اشتدت الأزمة علي فقد يطلع الفجر فجأة وقد تتغير الأحوال وتتبدل وقد يكون الفشل طريقاً للنجاح ولابد لكل سائر من عثرات تعترض طريقه ومن ينهض من عثرته يكتسب قوة ومناعة ومن يقعده الفشل لا ينهض أبداً والطامحون لا يتوقفون عن الحركة والوقود الداخلي يحركهم ويدفعهم ومن لا وقود لديه سرعان ما يتوقف ومن كانت قوته من ذاته لا يوقفه الفشل أبداً ومن كانت قوته من غيره يحتاج إلى قاطرة تجره فإذا انقطعت صلته بالقاطرة فسرعان ما يتوقف والأمل هو الدافع الأكبر للنشاط ولا نشاط لمن لا أمل له وصعود الجبال يحتاج إلى إرادة وعزيمة وتضحية ومن تطلع إلى القمة فلا يرضيه أن يعيش في أطراف الوديان

ومن اعتمد على الله في عمله وأخذ بالأسباب المطلوبة فلا بد إلا أن يوفقه الله إلى ما يريده الله له ، وما يختاره الله لعبده هو أفضل مما يختاره لنفسه فالله هو الأحكم والأعلم بشؤون خلقه ومن سلّم أمره لله تولاه الله برعايته وأحاطه بعنايته  .

 

                                  القمة العالية..

علمتني الحياة

أنّ القمة العالية لا تتسع لأكثر من قلّة ممن وصلوا إليها ، ثم تضيق القمة بمن عليها فتُسقط البعض بسبب العواصف ويبقى الأقوياء صامدين , وأخيراً يصمد الأقوى والأذكى والأكثر دهاءً وصبراً وينفرد بالقمة , ويقرب إليه من لا ينافسه في قمته , وممن من يظهر له الطاعة ويشيد بعظمته وعبقريته,والأهم ألا يخاف من منافسته في سلطة وألا يخالفه في أمر , وأن يكون مستعداً للتنازل عن كثير من كراماته , وأن يظهر الولاء لسيد القمة , وأن يسير خلفه لا إلى جانبه , وأن لا يظهر ضيقه إذا وقع تجاوزه في أمر وأن يشبع غرور صاحب القمة بإظهار الإعجاب له والعبقرية والذكاء وبعد النظر , وأن يبرر كل أخطائه وأن ينسب الفضل إ ليه في كل خطوة صائبة وسياسية ناجحة , وأن ينسب الفشل لغيره في كل موقف خاطئ ..وعليه أن يظهر  الضعف في مجالسه , فصاحب القمة لا يرضى بمن هو أفضل منه , والحكام يبعدون من يقترب منهم في سلطة أو مال أو جاه ويضيقون بمن يسكن قصراً يضاهي قصرهم , ولا يسعدهم أن يتعلق الشعب بغيرهم ومن كبر من أتباعهم أبعدوه وشجعوا خصومه عليه …ويدوم الحكم بالقوة والهيبةوالحكمة ولا وفاء لحاكم إلا لحكمه , والمصلحة العامة هي ما يراها الحاكم من زاوية دوام حكمه  .

 

                                استغلال الدين

علمتني الحياة

أن أكره كلّ من يستغلّ الدين لتحقيق أهداف شخصيّة لا علاقة لها بالدين ، فالدين ليس مطية لبلوغ أهداف دنيوية ، ومن حقّ كلّ إنسان وكلّ طائفة وكلّ تاجر وكلّ حاكم أن يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية وطموحاته في الحياة ، ولكن لا يحقّ لأحدٍ من هؤلاء أن يستغلّ الدين لتحقيق أهدافه ، وهذا من الكذب والتزوير والخداع ، وهذا الخداع قد ينجح في البداية ولا يدوم الخداع ، وقد يدفع صاحبه ثمن هذا الخداع ، وهذه ظاهرة قديمة وما زالت قائمة وسوف تستمرّ ، والشعوب الجاهلة والمتخلّفة أكثر تأثراً بهذه الظاهرة فهي سريعة الاستجابة لما يعرض عليها ولما يثير عواطفها ، وهي ليست قادرة على التمييز ومعرفة الدوافع والأهداف فمن أراد المنزلة الاجتماعية تظاهر بالعلم وقد يكون جاهلاً بأحكامه ، وتقرّب للعامة بما يرضيهم ، وادعى لنفسه الكمال ونسب لنفسه ما لا يملكه من استقامة ونزاهة ، وتشدّد في المواقف والفتاوى تظاهراً بالورع والتقوى ، واخفي عن العامة ما يريده مما يكرهون ، فيصبح حجّة موثوقة ، والتاجر الذي يتظاهر بالورع والتقوى طمعاً في استمالة الصالحين والثقة به ، ولا يتورّع عن أكل أموال الناس بالباطل والغش والاحتكار وتحقيق الأرباح الفاحشة ، والحاكم الطامع في السلطة يتظاهر بدفاعه عن الدين ويرفع شعاراته ويقاوم خصومه باسم الدين ، ولا يتورع عن ظلم شعبه واضطهاد معارضيه وقتل منافسيه وسرقة أموال شعبه ، والتهرب من دعوات الإصلاح باسم الدين واتهام معارضيه بأعداء الدين ، فما يرضيه فهو مما أمر به الدين ، وما لا يرضيه فهو مخالف للدين وهذا من الخداع المذموم ، والزوج يظلم زوجته ويمنعها من حقوقها المشروعة ويطلِّقها متى شاء بغير ذنب ارتكبته وتزوَّج عليها أخرى من غير مبرر سوى أنه أراد إشباع شهواته متجاهلاً مشاعر زوجته وجراحها النفسيَّة ، ويحتجُّ لذلك باسم الدين وأن الدين يبيح كل ذلك ومن اعترض عليه فقد خالف أوامر الدين ، والدين أباح هذه التصرُّفات لمبرِّرات اجتماعيَّة ومصالح عامَّة ولم يقرُّ ظلماً إذا ثبت الظلم .

والأب يمارس سلطة الوصاية والهيمنة على أولاده الكبار العاقلين ، ويعطي لنفسه الولاية على أنفسهم وأموالهم ، ويتجاهل أي حق من حقوقهم الشرعيَّة , ويخشى الأولاد من العقوق ومخالفة أوامر الدين بالبرور وطاعة الأبوين ،والبرور لا يعني إلغاء إرادة الأولاد ولا ينقص من حقوقهم ولا عقوق في ممارسة الأولاد لحقوقهم المشروعة وإنما يتمثَّل العقوق في التقصير في الواجبات والحقوق المفروضة لصالح الآباء في النفقة والطاعة والوفاء والأدب والوقوف معهم في الشيخوخة وإشعارهم بالمحبَّة والاحترام .

                                    الصبر على الأولاد

علمتني الحياة

أن أصبر على أخطاء أولادي وأن لا أضيق بأخطائهم وتجاوزاتهم وألا أتعامل معهم بالعدل وإنما أتعامل معهم بالإحسان ، فالعدل مع الأولاد ظلم ، والقوي يجب أن يعامل زوجته وأولاده بالإحسان والتسامح والتجاهل لما يصدر منهم من إهمال وتقصير ، فلا يقابل غضبهم بغضب مقابل ، وإذا صدرت منهم إساءة فيجب تجاهلها لكي يندم الأولاد على أخطائهم ، والآباءلا ينتقمون من الأولاد وإن أساؤوا ولا يجرحون مشاعرهم بكلمات نابية ، ولا يجوز لأب أن يجرح مشاعر أحد أولاده بوصفٍ جارحٍ ولو كان الوصف صحيحاً ، فلا يحق لأب أن يصف ولده بالغباء ولو كان غبياً ، ولا يصفه بالكسل ولو كان كسولاً، ولا يصفه بالقبح ولو كان قبيحاً، وينصحه بالكلمة الحكيمة التي يقبلها الولد، ولا يغضب عليه ولو استحق الغضب ، فالغضب يزيد الولد سوءاً، ويكون الأب مسؤولاً عن سوء ولده وانحرافه ودفعه للهاوية ، والأب العاقل ينقذ ولده وينهض به ، ولا يدفعه إلى الغرق ، وعلى الأب أن يجنب نفسه كل المواقف التي تسيء إليه ، فإذا ابتلي بولد وقح وقليل الأدب فعليه أن يتجنبه لكيلا يعرض نفسه لما يؤلمه ، ولا بد من صحوة الأولاد بعد حين عندما يرون من أبيهم سعة الصدر والأدب والصبر والتسامح .

 

                                     مقانل الطغاة

علمتني الحياة

أن مقاتل الطغاة هم حاشيتهم المحيطة بهم , فالطغاة ليسوا أشراراً بالطبع , وبعضهم يولد بفطرة نقيّة واستعداد للخير ورغبة صادقة في الإصلاح, وقد يكون في بداية الأمر حَسَنَ الخلق وفياً لأصدقائه ,فإذا انتقل من  الضعف إلى القوة ومن الفقر إلى الغنى واتسعت سلطته , وامتد نفوذه إلى القمة اشتاقت نفسه إلى التفرد والمجد , وعندئذ يضيق بمن كان معه من أصدقاء الأمس الذين كانوا معه في أيام مشواره المتواضع , وصعد هو إلى القمة , وما زال هؤلاء في أسفل الجبل , وأصبحوا في نظره صغاراً , وما زال هو في نظرهم كما كان في الأمس , ينادونه باسمه كما كانوا ينادونه , ويذكرونه بذكرياتهم معه وكأنهم تجاهلوا ما حققه من قوة وسلطة , ويضيقون بتعاليه عليهم , فإذا لم يبادلهم الوفاء اتهموه بقلة الوفاء , وإذا لم يجالسهم كما كان يفعل أنكروا عليه ذلك , وهم بحكم صداقتهم له يصارحونه بما يغضبه , ولا يحسنون القيام بالنفاق والتملق الذى تطلبه نفسه , ويختار حاشية أخرى يصنعها بنفسه ويرفع من مكانتها فتحني رأسها له عرفاناً بالجميل , يمنّ عليها بما أكرمها به من منزلة ولا تمن عليه بشيء, ويرفعها متى شاء إن أحسنت ويرميها خارجاً متى ضاق بها , وهذه الحاشية من صغار النفوس تضفى عليه من صفات العبقرية والعظمة والعصمة ما يسعده والنفوس تأنس بما تسمع من التمجيد والتعظيم ، والإنسان يصدق يسمع ما ويريحه أن يسمع إعجاب الناس به ، وهم ينقلون إليه ما يسعده ، ويبالغون فيما ينقلون، وتنتفخ أوداجه فخراً بما يعمل، وكلما زادت قوته زادت هيبته ، ولا يجرؤ أحد أن يصارحه بالحقيقة ، ولو رأوا قاربه يغرق في بحر هائم ويهونون عليه الأمر ، ويشيرون عليه بما يضره من سلوكيات ومواقف ، ولا يجرؤون على نصحه ومصارحته ، ويزينون له كل سيء من القرارات والسلوكيات والمواقف ، رغبةً منهم في التقرب إليه وإرضائه حفاظا على مكانتهم في مجلسه ، ومعظم الطغاة تستولي عليهم حاشيتهم ويوجهونهم نحو ما يريدون فإذا كانت الحاشية نظيفة وصادقة وصالحة قدموا له النصائح الصادقة وصدقوه القول ولو أغضبوه ، وإذا كانت الحاشية فاسدة تبحث عن مصالحها ومفاسدها فقلما تقدم النصيحة الصادقة ، والطغاة هم أجهل الناس بحاشيتهم، والطاغية هو الوحيد الذي لا يفرق بين الصادق والكاذب من حاشيته ولا بين الصديق والعدو ، وكل الناس ترى الحقيقة بعيونها المجردة ، أما الطغاة فيرون الحقيقة مزوّرة مشوشة من خلال عيون الآخرين ..

فيا أيها الحكام أحسنوا اختيار أعوانكم ورجال حاشيتكم ، واختاروا الصادق الأمين الذي يخلص لكم النصيحة وينقل لكم الحقيقة ولا تختاروا المنافقين والمتملقين ، فهؤلاء هم أول من يغادر سفينتكم عندما تتعرض للعواصف المخيفة في البحار العميقة …

 

                                 محبة الناس

علمتني الحياة

أن أحبّ جميع الناس وأن احترم مشاعرهم وأن أمد يدي بالمساعدة وأن أعين ضعيفهم وأن اعطف على الأطفال والشيوخ والعجزة وأن أداوي مرضاهم إن استطعت ، ألسنا ننتمي إلى أسرة كونية واحدة ؟ ألسنا أبناء أب واحد وأم واحدة ؟ ألسنا إخوة في هذه الأسرة الكونية ؟ فلماذا الكراهية والبغضاء والعداء والخصومة ؟

لولا عدوان القوي على الضعيف ما كانت الحروب ولا الكراهية , لماذا يقتل بعضنا بعضاً ونحن في رحلة الحياة القصيرة ؟ لماذا لا نستمتع بجمال الحياة وروعة الطبيعة ثم نتعاون على أن يسعد بعضنا بعضاً ؟ لا شيء أكرهه كما أكره الظلم والطغيان و العدوان ولا أشعر بالقسوة إلا في هذه المواقف التي أجد فيها ظالماً يعتدي على مستضعف وألتمس العذر لكل المستضعفين والمضطهدين والجائعين إذا قست قلوبهم وارتكبوا كل الأفعال العنيفة دفاعاً عن حقوقهم المشروعة ,عندما أجد مظلوماً سواء كان فرداً أو شعباً أشعر بالكراهية تجاه أولئك الذين يظلمون ويقتلون ، وأتمنى أن أكون شعلة نار تحرق هذه النماذج لكي تصبح الأرض نظيفة من قساة القلوب واحترم كل الشعوب ولا أفرق بين مسلم وكافر فالكافر يملك ما أملك من حق الحياة والكرامة وأحترم عقيدته ولو كنت لا أومن بها فعقيدته هي حقّ له ولست وصياً عليه وليس من حقي أن أُكرِهه على عقيدتي وليس من حقه أن يُكرِهني على عقيدته ما دامت تلك العقائد تدعو للفضائل والأعمال الصالحة ، إنّنا مدعُوون لفتح النوافذ للهواء الطلق النظيف لكي نغذي به قيم الخير في قلوبنا تحتاج إلى نسمات المحبة بين الشعوب وأن ترتفع رايات السلام في كل مكان وأن تتعاون الأسرة الكونية في إعمار الأرض وإسعاد الإنسان حيث كان فالأخوة الإنسانية لا تعرف الحدود الجغرافية ، ويجب أن توزع ثروات الأرض بين جميع الشعوب فالبشر شركاء في ثروات الكون ولا يمكن أن يتساكن المترفون والجياع في حيّ واحد أو مدينة أو دولة قد يتفاضلون في مقدار ثرواتهم ولكن لا يمكن أن يموت شعب من الجوع والحرمان هذا ما يولد الكراهية والحقد و يؤدي إلى العنف والقتل والإرهاب نريد كوناً آمناً يعيش سكانه بسلام ويحترم بعضهم البعض الآخر ، وأنانية المترفين ستولد الكراهية والعنف والعقلاء يدفعون ثمن السلام والأمن ومن لم يدفع ثمن السلام والأمن بإرادته فسوف يدفعها حتماً عندما تُعلَن ثورة الجائعين والمظلومين وهي ثورة حتمية وآتية وموعدها عندما يبلغ الجوع مداه الأخير وعندئذ سترتفع رايات الدفاع عن حقّ الحياة نريد السلام وندعو إليه ونرفع شعار المحبة والأخوة الإنسانية ويجب أن تمتلئ قلوبنا بمحبة الله وأن نتمسك بقيم الإسلام الحقيقية ومن امتلأ قلبه بمحبة الله لم يتسع قلبه لكراهة أحد .

 

 

                        الموت..والعدالة الالهية

علمتني الحياة

أن أومن بأنّ الموت حقّ وهو الموقظ الأكبر للإنسان ، وهو يجسد معنى العدالة الإلهية ، فلا كبير ولا صغير ، ولا حاكم ولا محكوم ، وطغاة الأرض سيموتون يوماً ، وقد يذلهم المرض قبل ذلك ، فأين الطغيان وأين القوة والجبروت ؟

لا شيء سيدوم ، والعمر لحظة ثم يتوقف كل شيء ، ولا يبقى شيء مما بناه الإنسان ، فأين القصور العالية والمباني العظيمة والانتصارات المجيدة؟؟ كل ذلك سيطوى في سجل التاريخ .. فأين ما تركه أولئك الفاتحون العظام .. وفي الآخرة سيحاسبون عما فعلوه ..

لا شيء يسعد الإنسان كجهد قام به في مرضاة الله ، وما يرضي الله هو العمل الصالح الذي يهدف إلى إسعاد الخلق وهم عيال الله حيثما كانوا ..والله أرحم بعبده ولا يظلم ربك أحداً من عباده ، ولا يرضى أن يُظلَم عبدٌ من عباده .. ويوم القيامة سيحاسب الناس على أعمالهم فمن عمل خيراً سيلقى خيراً ومن عمل شراً سيلقى شراً .. هذه هي العدالة الإلهية ..

والموت معلم وموقظ وموعده قريب ، ولا يفلت أحد منه ، وطغاة الأرض لا يملكون تأخيره إذا جاء أجلهم ، وقد يأتيهم بغتة وهم غافلون عنه ، وقد يصيب أقرب الناس إليهم من أبنائهم وأحبائهم ..

ومن تأمل في الموت أيقظه الموت من غفوته وأعاده إلى إنسانيته ، ومن قسا قلبه فقد خرج من الأسرة الإنسانية ، ولذلك كانت الصلاة في كلّ يوم خمس مرات لكي يكون الإنسان مع الله يدعوه بصدق ويسجد لله ، اعترافاً بعبديته ، وتعظيماً لله ..

 

                               محاسبة النفس

علمتني الحياة

أن أحاسب نفسي مساء كل يوم , وقبل نومي , وأسترجع كل أحداث يومي, وما فعلت من خير وشر , فما فعلت من خير حمدت الله عليه وما فعلت من شر ندمت عليه وتبت منه , فإن أسأت لأحد بقول أو فعل عزمت أن أعتذر عن تلك الإساءة , ولا أستطيع النوم إلا بعد أن يرتاح قلبي , وكم هو عظيم أن يحاسب الإنسان نفسه قبل أن يحاسبه الله , إبراء للذمة وإراحة للقلب  ..

عندما يراقب الإنسان ربه كأنّه يراه لا يفعل الشيء السيء والفعل القبيح , ولا يفعل ما يخجل منه أمام ربه , فإن تجاهل حقاً لغيره فالعدالة الإلهية تنتظره في الدنيا قبل الآخرة , ولا أحد يفلت من عقاب الله إذا أخطأ..ويسلط الله على الظالمين من يذلهم وينغص حياتهم ولو كانوا جبابرة الأرض وطغاة الكون , فإذا طغوا في الأرض سلط الله عليهم من العذاب في الدنيا ما لا يستطيعون دفعه , فقد يسلط عليهم ولداً من أولادهم فينغص عليهم حياتهم , وتذلهم عاطفة الأبوة فلا يستطيعون دفع الألم الذي يفقدهم السعادة والطمأنينة , وقد يسلط الله عليهم مرضاً يقعدهم عن الحركة , ومن راقب الله أحسن العمل , فإذا جاءه ابتلاء من الله رزقه الله القدرة على الصبر والرضا بقضاء الله , فلا يضيق بما أصابه , لأنه يدرك أن المبتلي هو الله , وهذا يخفف عنه ألم البلاء ..

 

                                التماس العذر للناس

علمتني الحياة

أن ألتمس العذر للناس فيما هم ذاهبون إليه , وفيما هم مؤمنون به , ولا يعني أنهم على حقّ فيما يختارون , ولكن معظمهم يرى الحقّ في جانبه , ويؤمن بما ذهب إليه , وهذه الاختلافات أمرٌ طبيعي وحتمي وظاهرة اجتماعية , إذ لا يمكن أن تتوافق رؤية الإنسان حول قضايا الحياة , فالإنسان وليد عصره , والبيئة المكانية والزمانية تتحكم في اختياراته ومواقفه , والإرث التاريخي التي تتلقاه الأجيال الحاضرة من الأجيال السابقة يوجه كل جيلٍ نحو استعداد وقناعات ملائمة لما يتلقاه منذ طفولته , من تصورات ومكونات , تسهم في تكوين القابليات والميول الذاتية لكل فرد ولكل شعب .

وهذا التنوع لا يخيف وهو ظاهرة طبيعية , ويمكن للإنسان أن يتحكم قي عواطفه من خلال تجربته الذاتية , والتربية تسهم في تكوين اختيارات سليمة وتنمية مشاعر الخير في الإنسان , والخير غالب وفطري , والشر طارئ ولا ينمو إلا في ظل أسباب تعمقه في النفس ..

واذا اردنا السلام فيجب أن تكون التربية هي الأساس في تكوين قابليات السلام , والسلام بين الشعوب هو أمل كل الشعوب , فلا أجمل من السلام في حياة البشر , ولا يتحقق السلام إلا في ظل الاحترام المتبادل بين الشعوب واحترام خصوصيات كلّ شعب , والتكافل الإنساني , ومنع العدوان وإيقاف الحروب وتنمية العلاقات الإنسانية ولا شيء يحقق هذه الغاية سوى الإيمان الديني الحقيقي والصادق في ظلّ الاحتكام لتشريع الله العادل والاحتكام لإرادة الله فيما وقع الاختلاف فيه ..

والتنوع ظاهرة إنسانية , وهي دليل عظمة هذا الكون , وليس هناك تماثل في أي شيء , والعقول متفاوتة في إدراكاتها , والكل على حق فيما يراه , وكل شيء نسبي , والحياة تتسع لكلّ الأفكار والثقافات والشعوب , فلماذا تكون الأنانية والتصارع ؟ وتراث الإنسانية هو تراث كل الثقافات والإضافات , ومن أدب الإنسان أن يحترم الآخر بكل خصوصياته , ومعيار التفاضل هو العمل النافع والمفيد ..

وكل عولمة تهدف إلى إلغاء الخصوصيات الذاتية فهي عولمة أنانية , فليس هناك قوي وضعيف , وإنّما هناك خير وشر , ونافع وضار , وصالح وفاسد , والارتقاء إلى الأفضل هو السبيل الصحيح , والأفضل هو الذي يرتقي بمستوى القيم والسلوكيات والأفكار , ويجب أن يتجه الفكر الإنساني إلى تعميق الوحدة الكونية والقضاء على كل الأفكار العنصرية والأفكار التي تتجاهل الحرية وكرامة الإنسان , وهذا هو طريق السلام بين الشعوب ..

 

 

                                     اخطا ر الانانية

الانانية

علمتني الحياة

أنّ الأنانية هي أسوأ ظاهرة اجتماعية في السلوك الاجتماعي , وهي مصدر كل الخلافات والصراعات , لأن الأناني يرى نفسه ولا يرى الآخر , ويقدم نفسه وينسى الآخر , ويدافع عن حقه ويتجاهل حقّ الآخر , وهذا هو الظلم بعينه , وتجاهل الآخر يدفع ذلك الآخر للدفاع عن حقه ووجوده وكرامته فيؤدي ذلك إلى الاختلاف والانقسام ثانياً والحروب ثالثاً …

والأناني يريد إلغاء الآخر ولا يمكن تحقيق ذلك , فإذا كانت تلك الأنانية صفة قوي استخدم قوته لإلغاء الآخر , وإذا كانت الأنانية صفة شعب أدى ذلك إلى الاختلاف بين الشعوب والحروب العدوانية …

والقوة تؤدي إلى الطغيان , فالقوي يطمع في غيره , وتدفعه قوته إلى الاعتداء على جاره الضعيف , ولا يصدر العدوان إلا من الأقوياء لأنهم يعتبرون أنفسهم أنهم أوصياء على البشرية , يبيحون لأنفسهم من أنوع السلوك ما يحرمونه على الآخرين , فلهم سلطة وقوة والطرف الضعيف قد يستسلم وقد يقاوم , وفي كلتا الحالتين يزداد حقده وينتظر اللحظة المناسبة للانتقام والتعبير عن غضبه , والعنف نتيجة حتمية لسلوكيات غير عادلة من الأقوياء , والشعوب ولو كانت ضعيفة ولكن الكرامة واحدةٌ بين جميع الشعوب , ولا يجوز تجاهل حقوق جميع الشعوب في الكرامة والحقوق الإنسانية وإذا لم يتجه العالم نحو التغيير الحقيقي في سلوكيات الدول الكبرى فلن يتحقق السلام بين الشعوب .

 

                                       القيم .. والمجتمع

علمتني الحياة

أنّ القيم الاجتماعية السائدة في كل مجتمع هي إنتاج ذلك المجتمع , وكلّ مجتمع ينتج القيم التي تعبر عن اختياراته وعاداته ومصالحه , وبعض هذه القيم مصدرها الدين وبعضها مصدرها حاجة المجتمع إلى ضبط بعض أعرافه وتقاليده , وليست كلّ القيم مفيدة وصالحة وأصيلة , فبعضها يعبر عن قيم سلوكية وأخلاقية , وبعضها قيم خاطئة أنتجها واقع متخلف , والقيم ترتقي بارتقاء المجتمع , والثقافة الراقية تهذب القيم ويتخلى المجتمع عن بعض قيمه الخاطئة بتأثير تطوره الحضاري , ولا يمكن تجاهل أثر الثقافة في تكوين اختيارات الشعوب , والقيم الأخلاقية الراقية تقود المجتمع وتنهض بمستواه , مثل قيم التكافل الاجتماعي والترابط الأسري واحترام الأبوين ومساعدة المستضعفين واحترام الاستقامة والأمانة والتزام الحشمة بالنسبة للنساء والاهتمام بالنظافة واحترام الأخر في حريته وكرامته وتكريم العلماء والاهتمام بالثقافة والاعتزاز بالعمل والصدق في المعاملات واحترام القانون , والاحتكام للقضاء وإنكار العنف والعدوان والجريمة ، والصدق في المعاملات وتكافل المجتمع للدفاع عن قيم العدالة والاستقامة , والابتعاد عن النفاق الاجتماعي والتملق لرموز السلطة والقوة والابتعاد عن الولاء الكاذب المرتبط بالمصالح والتخفيف من أثر الأنانية في السلوك الاجتماعي , واحترام المرأة والنظر بقدسية إلى الحياة الزوجية , والتخفيف من ظاهرة الطلاق والتعدد , واهتمام الأسرة بتربية أولادها والاهتمام بثقافتهم وصحتهم ونشر الثقافة الصحية في المجتمع والتعايش الاجتماعي بين أفراد المجتمع ولو اختلفت الأديان والمذاهب والقوميات والابتعاد عن التعصب القومي والديني , واحترام حقوق الأقليات واحترام كرامة المواطن في الشارع والإدارة والمعاملات اليومية 00

هذه قيم حضارية ,ويجب التمسك بها والحفاظ عليها , والدعوة لها , والتخلي عن القيم التي تناقضها فالمجتمع يسمو بسمو قيمه , والقيم هي مرآة المجتمع , والمجتمع الذي لا يرتقي بمستوى قيمه وعاداته يسهم في ترسيخ قيم التخلف , ويجب تكوين رأي عام يحمي القيم الفاضلة الأصيلة فمن تحدى هذه القيم فعلى المجتمع أن ينكر عليه ولو بنظرات الازدراء والإدانة واللوم لكي يخجل الإنسان من الأفعال الخاطئة , فمن ألقى الأوساخ في الشوارع العامة فقد أساء للمجتمع ,ومن خالف قانون السير فقد عرض حياة الآخرين للخطر , ومن أكل أموال الآخرين بغش أو اغتصاب لمال الغير أو عن طريق السلطة أو الرشوة فيجب أن ينكر المجتمع عليه ذلك , ومن استعمل العنف والشتم للإساءة للآخرين فقد أساء لمجتمعه ومن اعتدى على الضعفاء من عماله وأكل حقوقهم فقد ظلمهم , وعلى المجتمع أن ينكر عليه ذلك  .

 

 

                                        الثقة بعدالةالدين

علمتني الحياة

أن أثق بالدين وأن أطمئن إلى عدالة أحكامه وإنسانية مبادئه وألا أثق بمن يتكلم باسم الدين ويدعي العلم به ويعلن عن غيرته عليه , وبعض هؤلاء – وبخاصّة ممن لم يتخلقوا بخلق الدين – يسيئون للدين من حيث لا يعلمون , ويقدمون صورة للدين بعيدة عن روحه وأخلاقياته , فالدين يدعو للفضائل والأخلاق الحسنة والسماحة والأدب وطهارة القلوب من الأحقاد والأطماع وسيّء الطباع والرحمة والمحبة والثقة بالإنسان والبعد عن الآثام والكذب والإساءة للناس , وبعض هؤلاء يقدم صورة سيئة منفرة للدين ضيقة الأفق تدعو للكراهية وسوء الظن بالناس والتشكيك في كل سلوك يخالف ما ألِفوه من العادات , وتستمد صورة الدين من مصادره الأصيلة القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة , ولا تستمد من بعض الحكايات التاريخية التي تروى مشوهة عن بعض الصالحين وما يروى يحتاج إلى توثيق وتدقيق , لكيلا يُنسب إلى الدين ما ليس منه ويناقض روحه ومبادئه , والجهل بحقيقة الدين يقود إلى الإساءة للدين , فلا يُحتجّ بالدين لتبرير أفعال خاطئة ولا يحتج بالدين لظلم أحد أو للتضييق على الناس في آرائهم وأفكارهم وما اختاروه لأنفسهم من العادات والتقاليد التي لا تتناقض مع أحكام الدين , ولا يضيق الدين بما يختاره المجتمع لنفسه من الجديد الذي يحقق له مصالحه وينهض بمستواه في السلوكيات الاجتماعية والمعاملات الاقتصادية والاختيارات السياسية والإدارية ..

والتجديد مطلوب في كل شيء ,ولا يُمنع الجديد لجدته وإنما يمنع الجديد الفاسد الضار لفساده وضرره, ومن حقّ كل جيل أن يختار لنفسه أسلوب الحياة التي يراها محققة لمصالحه وتسهم في توفير أسباب النهوض , وليس هناك ما يمنعنا من اقتباس الجديد المفيد من غيرنا , فتراث الإنسانية تراث مشترك , ولا يمكن لأحد أن يدعي امتلاكه لهذا التراث , وليس كلّ ما أخذ به سيئاً و مرفوضاً ومذموماً ويجب أن نستفيد من  تجربة الحضارة المعاصرة ومن علمها ومن منهاجها ومن كلّ ما هو إيجابي ونافع في حياة تلك المجتمعات لا رغبة في التقليد ولكن لرغبتنا لاقتباس المفيد لنا وبخاصة فيما يتعلق بالفكر السياسي والتجارب الديمقراطية والدستور والانتخابات وضوابط السلطة والرقابة الإدارية وحماية الأموال العامة واحترام إرادة الشعوب فيما تختاره لنفسها من الأنظمة والقوانين .

 

                                    الطمع..والزهد

علمتني الحياة

أنّ كل طامع في شيء عليه أن يحني رأسه لمن يطمع فيه ، وأن من أراد أن لا يحني رأسه فعليه أن يزهد فيما بأيدي الناس ، فمن طمع في المال عليه أن يحني رأسه لمن يعطيه المال , ومن أراد السلطة فعليه أن يحني رأسه لمن يمنحه السلطة ، وأن من طمع في الجاه فعليه أن يحني رأسه لمن يمنحه الجاه ، ومن زهد فيما عند الناس فهو سيدٌ حرٌّ قويّ ، يفرض احترامه على كل الآخرين ، فلا يخضع لأحد من هؤلاء ، يرى نفسه قوياً وهم يرونه كبيراً ولا يكبر الإنسان في عيون الآخرين إلا بعفته واستغنائه عن الناس فهو الغني ،وهذا هو الغني حقاً ، فمن استغنى عن الناس فهو الغني ، ومن شعر بحاجته لأحد فهو  الفقير ولو كان يملك القصور والأموال 0

لاشيء كالزهد فيما عند الآخرين يشعرك بالكرامة والقوة ، ويرفع شأنك ، ولا شيء كالطمع يذل صاحبه ويضعفه ويجعله صغيراً في أعين الآخرين 0والزاهد ليس هو من يتظاهر بالزهد أمام الآخرين وقلبه معلق بما في أيديهم مما يطمع فيه ، فذلك زهد مكذوب سرعان ما ينكشف أمره وتفتضح نيته ، ولكن الزهد الحقيقي هو أن تزهد زهداً حقيقيا بما في أيدي الآخرين ، فلا يخطر ببالك ما يملكون ، ولا يلتفت قلبك إلى ما بأيدهم وقلّ من الرجال من يخرج الله من قلبه حب الدنيا ، فلا يتعلق بها ذلك التعلق المذموم الذي يذل الطامعين ولو كانوا كباراً ، ولا يمكن لطامع أن يكون قوياً ، فالطمع مذل لصاحبه والمطموع فيه يرى ملامح الطمع فيعلو ويستكبر ويسخر ممن يطمع فيه ، والطامع مسخر لخدمة الدنيا ، والزاهد تسخر له الدنيا ، ولا يشعر بها ، من استغنى بالله عن الناس زهد فيما عند الناس ، لأنه يرى أن الله هو الغني وهو الرزاق وهو الذي يعطي ، ولا يرى العطاء من غير الله ، فلا يطمع في أحد أبداً ، وصل على هذه المرتبة فقد تحقق بصفة العبودية لله تعالى وهذه درجة عالية لا يصل إليها إلا من أكرم الله بالرعاية 00

ومن شهد أن كلّ ما في الكون لا يكون إلا بأمر الله وأن كلّ حركة في الوجود إنما تكون بأمر الله ، وأن الإنسان ما هو إلا أداة بيد الله ، وأن القلوب يحركها الله متى شاء وبالأمر الذي يشاء فقد بلغ مرتبة التوحيد 00 فليس في الكون إلا الله ، ويتجلى الله في كل شيء في مملكته 00ولا وجود لشيء إلا بالله..

 

                                الادب مع الله

علمتني الحياة

أن الإنسان يجب أن يكون أديباً مع الله تعالى ، وألا يتدخل في شؤون الخلق ، فهذه مملكة الله ، والخلق كلهم عبيده يتنافسون ، ويتصارعون ، ويؤمنون ويكفرون ، ولا شيء في الكون إلا بأمر الله ، فلماذا يشغل الإنسان نفسه بشؤون الخلق  ، ويحكم عليهم بالجنة والنار ؟ أليس الأجدر بالإنسان أن يشغل نفسه بما يعينه وبما كلف به؟ فربما من تراه صغيراً يكون كبيراً عند الله ، وربما من تراه كبيراً قد يكون صغيراً ، والإنسان لا يدري ما في قلوب العباد ، والله هو موجّه القلوب ومحركها ، فلماذا نشغل أنفسنا بما لم نكلّف به 00000

لقد أمرنا بالطاعة ونهينا عن المعصية ، وعلينا الامتثال لأمر الله ، ولا نملك إلا أن ندعو الله لكي يتقبل منا ما عملنا من الطاعات وصالح الأعمال ، وأن يغفر لنا ما تقدم من ذنبنا وما تأخر ، وأن يشرح قلوبنا لما يحبه لنا من أفعال الخير ، وأن تكون خالصة لله .

وينبغي أن نلتمس للناس العذر فيما هم فيه ، وألا نجعل أنفسنا أوصياء على الخلق فيما يختارون ، وأن نحترم الإنسان حيث كان ، ولو كان مخالفاً لنا في العقيدة والدين ، فلا إكراه في الدين ، ولا إساءة لأحد ، والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، ومن عمل صالحاً فله أجره عند الله ، ومن أساء وضلّ الطريق فالله يحاسبه ، وهو أرحم بخلقه وهو العالم بما تنطوي عليه نفوسهم .

ومن الأدب مع الله تعالى أن نرضى بما قدره الله لنا ، وألا نضيق بالمصاعب والأزمات والأمراض ، فإن فعلنا ذلك حَمَل الله عنّا أعباء ما نشعر به من آلام وأعاننا على تحمل الابتلاءات ولو كانت قاسية ، فالله ارحم بنا من أنفسنا ، والابتلاءات تردنا إلى الله وتوقظنا من الغفلة ، وتشعرنا بضعفنا وذلنا وفقرنا ، ونتحقق بصفة العبدية لله تعالى وهذه من خصائص المقربين الذين يسلمون أمرهم لله تعالى ، والأخذ بالأسباب الظاهرة لا يتنافى مع هذه الصفة ، فالشريعة تأمر بهذا والحقيقة تقتضي التسليم .وهذه درجات سلوكية ومراتب ذوقية لا يدركها إلا من عاشها وصفت نفسه بها ، ولا يكون في الوجود إلا ما أراده خالق الوجود بحكمته 000

ومن أحب الله ارتقت مداركه وسمت عواطفه ، وازداد أنسه بالله واستوحش من الخلق ، والتمس العذر للناس فيما هم فيه ، ولا يكمل الكون إلا بكل ما هو موجود فيه ، والبحث في الغيبيات جهل في الدين وابتعاد عن منهج المؤمنين والصالحين ..

                                    البيت السعيد

علمتني الحياة

أن البيت السعيد ليس هو البيت الأوسع والأجمل ، ولا البيت الذي يملك الرجل فيه المال والمرأة الجمال ، ولا البيت الذي تقام فيه كل ليلة الأفراح والليالي الملاح ، ليس هذا هو البيت السعيد ، وقد يعاني أصحاب هذه البيوت من الفراغ والشقاق والنزاع ما يجعلها بيوت شقاء وآلام .

والبيت السعيد قد يكون بيتاً متواضعاً صغيراً يعيش أهله حياةً بسيطة ً ، ولكنه بيت دافئٌ بأهله ، يسعى كل فرد فيه لإسعاد الآخر ، ويحترم كل فرد فيه حقوق الآخر ، فلا أنانية فيه ولا كلمة نابية ، ولا يتطلع أهله من خلف النوافذ إلى بيوت الآخرين الأكثر جمالاً وسعةً ومالاً ، هذه الأسرة السعيدة المتعاونة المتكاتفة التي تتطلع إلى الغد بابتسامة الأمل ، ترى في جهد الأب جهاداً محموداً ، وترى في سعي الأم لخدمة أسرتها تضحية جسيمة ، ويسعى كل طفل للاعتماد على نفسه والإسهام في تحمل المسؤولية ، والكلّ يبني ويعمل ويرى النور الذي يبحث الكل عنه نور الأمل والمستقبل الأفضل ، هذه الأسرة سعيدة بواقعها ، وفخورة بتعاونها ، وفرحة بما تحققه في كل يوم ولا بدّ إلا أن تنجح هذه الأسرة في تكوين مستقبلها وإعداد أبنائها لتحمل المسؤولية ، وشباب هذه الأسرة مهيئون للنجاح في دراستهم وعملهم ، لأنهم نشؤوا في بيت دافئ بالمحبة وبين أبوين التقيا على هدف نبيل في تكوين الأبناء وإعدادهم للمستقبل ، بعيداً عن المشاجرات الأسرية والمظاهر الوهمية والاهتمامات السطحية .

وتكوين أسرة مسؤولية كبيرة ، وإعداد جيل جديد جهاد يستحق التضحية ولا بد من تعاون كل من الأب والأم في بناء البيت السعيد فسعادة البيت بما يحققه وينجزه، ولا سعادة في بيت تسوده الأنانية وتتحكم فيه المنازعات العائلية ، ويبحث فيه كل فرد عن سعادته بعيداً عن الآخرين.

 

                                  أبناء الترف..

علمتني الحياة

ألا أثق بقدرة أبناء الترف والدلال في تحمل المسؤوليات الجسام فمن لم يعتد صعود الجبال فمن الصعب عليه أن يتحمل مشاق الطرق الوعرة والمنزلقات الخطرة وأبناء الترف وإن استقام سلوكهم وحَسُنت أفعالهم فهم في الغالب أقلّ تضحية فيما يعملون ويخشون من اقتحام المجهول وإذا صادفتهم المتاعب فسرعان ما يستسلمون ولذلك يجب أن يحاطوا برفقاء صادقين يحسنون في تقديم النصح لهم ويساعدونهم في المواقف الصعبة إلى أن يعتادوا على السير الصحيح  والسبب في ذلك أن حياة الترف مضعفة للعزائم هادمة للإرادات القوية 0

وتتوجه اهتمامات الشباب إلى العوائد التي ترتاح الغرائز من أنواع السلوك والبحث عن المتعة والملذات العاجلة وقلّما يستطيع الشباب السيطرة على هذه الرغبات في ظل القدرة على تحقيقها فيزداد الاهتمام بالمظاهر الخارجية والتأنق في الملابس وارتياد المطاعم الفخمة واقتناء الثمين الغالي من المطالب الشخصية .

وقلما يتحمل أبناء الترف التضحية والعمل الشاق ويطمحون أن يحصلوا على النجاح من غير جهد فيربحون ولا يشعرون بسعادة الربح وينجحون ولا يشعرون بسعادة النجاح فطرقهم معبدة بجهد غيرهم وصناعتهم الذاتية أقل من غيرهم0

وقلما يثق بقدرات هؤلاء أصحاب الهمم العالية والطموحات الكبيرة الذين يحيطون أنفسهم بمساعدين أكفاء قادرين من ذوي العزائم القوية والإرادات الصلبة والخبرات الواسعة 0

والمجتمعات المترفة تترسخ فيها العوائد الخاطئة وتقل فيها التضحيات وقيم الوفاء ويكثر فيها التحاسد والتنافس وتسيطر فيها الأنانية وحبّ الذات وتسيطر فيها النزعة المادية ويصبح المال هو معيار التفاضل بين الأسر والصداقات وتخفي هذه المجتمعات المترفة وراء مظاهرها الخارجية الأنيقة همومها المخبوءة وأسرارها المخجلة وأوضاعها الخاطئة ولا شيء كالترف يفسد النفوس ويشجع الانحراف ويغذي مشاعر القسوة ويضعف القيم الأخلاقية ويدفع النفوس للسلوكيات الخاطئة والملذات العابرة 0

ومن ملك المال فعليه أن يتحكم فيه وأن يسيطر على اندفاعات النفس وأن يجنب أسرته عوائد الترف وأن يعدّ أولاده لحمل المسؤولية والشعوب المترفة في طريقها إلى الزوال والانهيار لأنها تستهلك أكثر مما تنتج وتنفق أكثر مما  تربح ويقلّ غضبها وتسيطر عليها الشهوات ويقل إنتاجها بسبب ترف عمالها وتكثر قصورها وتقل مصانعها ويأكل شعبها من رصيد الماضي إلى أن يبلغ درجة الإفلاس …

 

                                        الظلم وليد اللؤم

علمتني الحياة

أن الظلم من شيم النفوس اللئيمة , وليس من شيم النفوس التي تربت على قيم الخير والفضيلة , وتميل النفس بتأثير من الغرائز إلى التسلط والتجاوز إلا أن التربية الأخلاقية ورسوخ القيم العالية تمنع النفس من التسلط والظلم , والقوة من أسباب الظلم , فمن شعر بقوته اتجهت نفسه إلى إظهار هذه القوة , بكلماته ومواقفه , ولا بدّ من رادع يمنع القوي من التجاوز , وهذا دور المؤدب في الطفولة أن يعيد النفس إلى الاعتدال عندما تشعر بالرغبة في التغلب والانتصار ..

وعندما يفتقد الرادع الذاتي والرادع الخارجي فمن الصعب السيطرة على النفس ,والتحكم في سلوكها , وبعض الآباء الذين يملكون القوة والسلطة والمال يشجعون أبناءهم على استخدام هذه القوة ضد الآخرين لتقوية شخصيات الأبناء منذ الطفولة , ويشعر الطفل بالقوة , فيمارس العدوان على الآخرين والتحكم في أمرهم , وعندما يكبر هؤلاء الأطفال يكبر معهم استعدادهم للعدوان وعندما يفتقد الرادع الأخلاقي الداخلي والرادع الخارجي فلا حدود لظلم هؤلاء  ,والرادع الداخلي الذي تنميه التربية السليمة يخفف من هذه السلوكيات والرغبات الشريرة , إلا أن الرادع الخارجي هو الأكثر تأثيرا , فالقانون الذي يعاقب على التجاوز والظلم يردع الظالم عن ظلمه , وهناك رادع اجتماعي وهو نظرة المجتمع بازدراء إلى سلوكيات العدوان والظلم , فيخجل الإنسان من سلوكه السيء , ويخفى هذا السلوك وإن صدر منه , لئلا يشعر باحتكار المجتمع للسلوكيات الخاطئة , فالمجتمع الذي يمجّد القوة يشجع الظلم , ويفخر الظالم بقوته , وكل مظلوم يسكت على الظلم يشجع الظالم على ظلمه , ولو توقع الظالم أن المظلوم سيقاومه فلا يجرؤ على ظلمه , وعلى كل مظلومٍ أن يقاوم ظالمه دفاعاً عن كرامته ولكيلا يتمادى الظالم في ظلمه , ولا يستفحل الطغيان في مجتمع إلا بسكوت المظلومين عن ظلمهم وخوفهم من الظالم, وكل ظالم يتظاهر بالقوة وهو خائف متردد , فإذا شعر بأن المظلوم قد سكت واستسلم وخاف منه فهذا مما يشجعه على التمادي في إظهار قوته وهيبته , ومقاومة الظالم جهاد مشروع ومفروض , والضعفاء لا يستطيعون المقاومة , وقد يدفعون ثمن المقاومة , وهذا يدفعهم إلى التجمع والوحدة والتكاتف والتناصر , ووحدة المستضعفين تمنع عدوهم من الاعتداء عليهم , ولذلك كانت الروابط القبلية في الماضي أداة للدفاع عن النفس , ووحدة الشعوب المستضعفة هي الوسيلة الوحيدة للدفاع عن كيانها ومصالحها , والمقاومون البؤساء أشد بأساً وأكثر استعداداً للتضحية , وثورة العبيد هي الوسيلة الوحيدة لحصولهم على الحرية .. والمسلمون أقوياء بوحدتهم للدفاع عن مصالحهم ودولهم , ولا مكان للضعفاء في مجالس الأقوياء ..

 

 

                                      دموع الأطفال

علمتني الحياة

أن دموع الأطفال اليتامى في سنّ الطفولة تصنع منهم رجالاً أشداء , والسبب في ذلك أن معاناة الطفولة تختزن كوقود في الذاكرة , وقلّما تنسى ذكريات الألم , والألم وقود الحركة , والنشاط يحتاج إلى وقود , والذين لا يملكون ذلك الوقود المحرك للإرادة قلما ينشطون , وإذا سقطوا فقلّما ينهضون لضعف همتهم وخوفهم من الإحباط ويتسرب اليأس إليهم , ولا يجرؤون على اقتحام الصعاب , وينتظرون أن تأتي الفرصة إليهم وهم في مقاعدهم المريحة في أحضان أسرة دافئة …

معاناة الطفولة من أسباب النجاح , لأنّ الإنسان يبحث عن ذاته في صحراء الضياع , ولا خيار له إلا أن يرمي نفسه وسط العاصفة , ويتراءى له الضوء من بعيد ولو كان وهماً ,إلا أنه يتابع سيره , ويحفر في أعماق الأرض باحثاً عن الماء , وكلّ فشل يقوي عزيمته ويغلب عليه الحذر ولا يجد من يتكئ عليه , والنجاح حليف الرجال الأشداء , ولا مكان للضعفاء في المنعطفات الصعبة ..

لا ينبغي لطفلٍ يتيم أن يحزن , لإنه يملك الإرادة وعزم الحياة , وهذا هو رأس ماله , وينام الأطفال في أحضان أمهاتهم هانئين مطمئنين , ولا ينام الطفل اليتيم , ويظل خائفاً قلقاً , ويتأمل في الغد الذي ينتظره , فإن أحسن اختيار طريقه فالنجاح حليفه , وإن أخطأ الطريق فقد ينحرف ويغرق في مستنقعات قذرة .. وهو مؤهل للتطرف والعنف والجريمة ..

 

                                      اهمية الوقت

علمتني الحياة

أن أستفيد من وقتي ما استطعت , فالعمر قصير ولا يحتمل إضاعة الوقت فيما لا يفيد , والزمن الضائع لا يعود , وعقارب الساعة لا تتوقف ولا تتراجع ولا تلتمس العذر للقاعدين والمتقاعسين ..والذي لا يجد ما يفعله عليه أن يبحث عما يفعله , وكلّ من أراد أن يستفيد من وقته فيمكنه ذلك , والعمل الذي لا يشدك الآن قد ينفعك غداً , وكل جهد مدّخر لصاحبه , وعلى الإنسان أن يبحث عن ضالة , ومن لا ضالة له فقلما يجد الرغبة في الخروج من عزلته ..

والعاقل يشغل وقته فيما يفيده , ويجب أن يكون له هدف يحققه , وكل معرفة مفيدة وكل خبرة مفيدة , والنشاط يجعل للحياة معنى , والكسول يقتله الفراغ ويشقيه , وما أكثر شقاء الذين يستيقظون صباحاً ولا يجدون ما يفعلون , وإلى أين يتجهون .

والفراغ قاتل لصاحبه ومحبط لنفسه , ومحاولة فاشلة خير من انتظار مجهول قد لا يأتي , ومن يصحو باكراً لا بدّ إلا أن يجد طريقه إلى قطار ينقله على المحطة التي يريدها , ومن يصحو متأخراً فقلما يجد قطاراً , وسوف يجد أن قوافل الطامحين قد سبقته ولن يجد كرسياً يجلس عليه إلا في الصفوف الخلفية ..

لا يهمك ما تفعله اليوم ولكن اصعد الدرجة الأولى , فهي طريقك إلى الدرجة الثانية , وزود نفسك بكل معرفة جديدة , واعرف كيف تستفيد من كلّ مناسبة تواجهك ومن كلّ موقف يصادفك , فأنت تبحث عن الجديد , ولا تعرف ذلك الجديد الذي يفيدك ..

 

                                           اظهار الضعف

علمتني الحياة

ألا تظهر ضعفك وإن كنت ضعيفاً ، فالناس يعجبون بالقوة ولو كانوا يحقدون على القوي ، ويحتقرون الضعيف ويرونه صغيراً ولو كانوا يعطفون عليه ، ولا مكان للضعيف في سباق الحياة ، فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، والضعف صفة ذاتية في الإنسان قلما يمكن التغلب عليها ، وهناك عوامل خارجية تخفي ضعف الضعفاء وتمنحهم القوة كالسلطة والمال ، وهناك عوامل تخفي قوة الأقوياء كالفقر والحاجة ، فلا قوة لقوي مع الفقر والحاجة ، فالفقر مذل لصاحبه ، ولاشيء كالفقر يحني هامة الرجال ، وكبار النفوس لا يظهرون فقرهم اعتزازاً بكرامتهم ، ويجوعون ولا يشعر أحد بما يعانون ، والرجال الأقوياء يأبون أن يراهم الناس في موقف ضعف ، ولو مرضوا يأبون أن يظهروا مرضهم وآلامهم أمام الآخرين ولو جاءهم ابتلاء ثقيل أخفوا آلامهم وأحزانهم وهمومهم وتظاهروا بالقوة وابتسموا في الوقت الذي تسيل الدموع من عيون قلوبهم ، وهؤلاء كالأشجار يموتون وهم واقفون …

هؤلاء فئة قليلة من أصحاب النفوس الكبيرة والهمم العالية ، يبكون ولا يشعر أحد ببكائهم ويتألمون ولا يشعر أحد بألمهم ، ويضيقون بمن يعطف عليهم ، ويتظاهرون بالقوة والصحة والغنى حفاظاً على كرامتهم ، ولا يستسلمون مهما سُدّت في وجوههم الأبواب .

 

علمتني الحياة

أن ثمرة العبادة هي الأدب مع الناس واحترام حقوق الآخرين ومشاعرهم وعدم الظلم والرحمة بالناس ولو اختلفوا معك بالرأي والمذهب والدين ، والاستقامة والقيام بالعمل الصالح والابتعاد عن العمل السيئ ، فالعبادة ليست مجرد أفعال ظاهرة ، وإنما هي مرجوة لثمراتها ، فإذا أُدّيَت بإخلاص وصدق وأدب أثمرت السلوك المرجو منها ..

والدين مرجو لآثاره في تصحيح العقيدة وتحريم المظالم والشرور والمفاسد ، وإشاعة وترسيخ قيم الرحمة والتسامح والاستقامة والكرامة ..

ويتميز الإسلام بالاعتدال والسعة واحترام المصالح الاجتماعية ، واستيعاب كل المتطلبات الإنسانية , ولا يمكن للإسلام أن يضيق بمطالب الإنسان وحاجاته ولا يمكن أن يفرض على الناس ما يحرجهم ويضيق الخناق عليهم في حياتهم ، ويلتمس العذر للناس فيما يختارونه لأنفسهم من عاداتٍ وتقاليد مفيدة لهم ، ولم يحرم عليهم إلا ما يضرّ بهم من سلوكيات ومعاملات ، واحترام إرادة الجماعة فيما تختاره لنفسها من دساتير وقوانين وأنظمة وأعراف ، والتطرف ليس من الدين ، والتشدد الذي يلحق الحرج بالناس ليس من الدين , وسلوكيات التخلف ليست من الدين ، وإنما هي نتيجة للجهل بأحكام الدين …

( الزيارات : 1٬277 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *