ثورة لا فتنة

ثورة لا فتنة

سورية

الفتنة :هي الخلاف أو الصراع الذي يدور بين طرفين يملك كل منهما مايملكه الآخر من حقوق.. كالحرب أو القتال أو المشاجرات بين حيين متجاورين أو طائفتين أو عشيرتين نتيجة خلاف على حق متنازع عليه ولا يمكن لأي طرف أن يزيل الآخر ..ولا يمكنك معرفة من هو صاحب الحق فيه ..إن عرفت الحق وتبين لك صاحبه فكن مع الحق مؤيدا ونصيرا بالكلمة والنصيحة ولو بالمؤازرة المعنوية للمظلوم إلى أن يدفع العدوان عنه .وينتهي الخلاف بالتحكيم أو الاتفاق على توزيع الحقوق.. ولا يزول الخلاف إلا بحلول عادلة للطرفين…إن لم تكن عادلة سوف يتجدد الخلاف بعد حين..

إن لم يتبين لك الحق فاسع بالصلح بينهما ما استطعت.. ولا تتجاهل ما يجرى حولك.. افعل الخير مااستطعت و ودافع عن المظلوم والمستضعف إلى أن يسترد حقه والظلم يأتي من القوي دائماً ..وكلما قوي الإنسان زاد طغيانه..

وإذا قامت ثورة شعبية ضد حاكم جائر فالأمر يختلف كليا ..الشعب هو صاحب الشرعية المطلقة لا يشاركه أحد في هذا الحق.. والسلطة مفوضة ووكيلة ولا تملك ما يملكه الشعب من شرعية ذاتية.. وهى كالوكيل الذي ائتمنته على أرضك فاغتصبها منك واخذ يقاومك ولا يريد إعادة حقك إليك..وهو يملك القوة وأنت لا تملك القوة .. عندما تصل إلى درجة اليأس تثور عليه لكي تخرجه من أرضك وتستعيد سلطتك عليها .. ففي الحالة الأولى وهي الفتنة لا تستطيع أن تخرجه لأنه يملك ما تملكه أنت.. وإن أخرجته بالقوة سيعود إليها متى تمكن من ذلك لان صاحب الحق لايسقط حقه فيما يملك ولو كان خصمه قويا ..

الدين يأمرك أن تكون مع صاحب الحق تؤازره وتنصره.. ولولا ضعفه لما اغتصب حقه منه.. شعبك الأعزل المظلوم يطالب بحقوق مشروعة له ولايجوز أن يعاقب بسبب مطالبه, والشعب هو صاحب الحق ومانح الشرعية للحاكم , ولا شرعية لأي حاكم إذا ثار شعبه عليه ورفض حكمه.. والظلم يصدر ممن يملك القوة والسلاح, والشعب لا يملك القوة والسلاح..ولا يوصف من يطالب بحقه بالظلم أبدا .. والطرف الضعيف هو الذي يثور على الظلم والشعوب هي التي تثور لأنها مستضعفة ومستذلة , ولو تناصرت وتكافلت لما تجرأ ت السلطة على ظلمها…ومن ناصر الظالم بالسلاح أو التأييد أو التشجيع فهو آثم عند الله وهو شريك في الظلم ..

ومما يؤكد هذا المعنى أن المظلوم في الفتنة يسترد حقه ولو بعد حين..أما السلطة إذا ذهبت فلاتعود أبدا..الفتنة تنتهي بالتحكيم وإعطاء كل ذي حق حقه.. أما الثورة فلا تنتهي إلا برحيل السلطة القائمة واختيار سلطة بديلة تجلس في نفس المقاعد والمكاتب ..والسلطة لاتورث لأن ما يملكه الإنسان يورثه ومالا يملكه لايستطيع توريثه..

وكرام الرجال وأهل المروءة والشرف من كل طبقات المجتمع يقفون مع المظلوم ضد ظالمه, ومع الشعب إذا طالب بحقوقه..ومع ثورات الشعوب ضد حكامها ..وما شرع الجهاد إلا لتشجيع الأفراد والشعوب وكل المظلومين في الأرض على مقاومة من يعتدي عليهم..

هل الجواب واضح ومقنع ..والحوار مفتوح بشرط التزام الموضوعية .

 

( الزيارات : 2٬495 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *