كلمة اليوم:
جمال الحياة بتنوعها وتجدد احداثها ، لولا الجديد فيها لكانت الحياة مملة ، فى كل صباح يتساءل الانسان عن الجديد من الاحداث ، كل شيء لا يتجدد يصبح عرضة للفساد ، الماء الذى لا يتجدد فى البحيرات الراكدة يتغير لونه ويفسد طعمه وتصبح رائحته غير مستحبة ، والصباح الذى لا يحمل لك الجديد يكون مملا لك ، والحياة الزوجية التى لا تتجدد بالعواطف الانسانية تصبح ثقيلة ويضيق اصحابها بها ، والفكر الذى لا يتجدد ينعزل عن الحياة ويصبح تراثا ، التعددية مظهر حي للحياة ، الآخر يمنحك الشعور بذاتك وخصوصيتك ، ويدفعك للتنافس معه ، التنافس لا يكون الا بين متماثلين والتغالب لا يكون الا بين متقاربين ، واختلاف العقول من اسباب التنوع فى الافكار والتدافع رغبة فى التميز ، حكمة الله فى الخلق اقتضت هذا التنوع فى الاجسام الظاهرة وفى طبائع النفوس ، مهمة الانسان ان يحسن الاختيار والقرار ، وان يتعلم كل يوم الجديد الذى ينفعه ، ولقد ابتلى الله الانسان بما آثاه من نعم واستعدادات ليميز بين الخبيث والطيب ، التغالب لا يعنى التقاتل ، اذا توصلت لقناعة ان الآخر اخ لك وشريك لك احترمت وجوده وحياته وحقوقه ، لا سلطان لك على الآخر مهما كان ، ليس من حقك ان تكون وصيا عليه فى اي امر من اموره ، اذا كنت على حق فلماذا لا يكون الآخر على حق ايضا ، انت تدافع عن وجودك وهو يدافع عن وجوده كما تفعل انت ..عندما تكون اقرب الى الله ستكون اقرب الى كل عباد الله وتعمل لاسعادهم ، البشرية كلها مؤتمنة على وجودها وعلى استمرارها ولا يكون ذلك الا بتكافل الانسان للدفاع عن الحياة التى ارادها الله ان تكون لكل انسان.