جولة فى الاحياء الشعبية

ذاكرة الايام .. جولة في الاحياء الشعبية

كان من طبيعتي انني احب ان اتعلم من كل شيئ يمربي من التجارب  والمشاهدات ، كنت بعد كل محاضرة اسمعها اتأمل فيما سمعته ، وبعد قراءة اي كتاب كنت احاول ان استفيد مما قرأته ، وبعد كل. محنة كنت احاول ان استفيد.واتعلم من تلك المِحنة واقرأ رسالة المِحنة والمرض والاوبئة والكوارث ،واحاول ان افهم مضمونها , واقول لنفسي هامسا :  هذه هي الحياة ان تكون بكل ما فيها من اقبال وادبار ، ومن افراح واحزان ، اليست هي الحياة بحادثها , وهذا هو جمالها . ، وهذا هو كمالها ، وظاهرة كورونا ظاهرة اجتماعية.ليس لها مثيل من قبل  وتستحق التأمل. والاهتمام ، وهي مدرسة حقيقية كبقية المدارس التعليمية التي تعلمنا منها منذ الطفولة حتي الان ومررنا بها ، انها. درس حقيقي. وواقعي وتعلمنا الكثير من تلك المِحنة ، واذكر انني قبل فترة وجيزه ضاقت بي العزلة وطالت ، وكنت استقبل اولادي واحفادي في الحديقة الخارجية  فقط خوفا من كورونا ، ونجلس معا ونتحدث بكل شيئ عن اخبار هذا الوباء  وكانه رواية تمثل علي مسرح الحياة بطريقة واقعية. وتتجدد. مشاهدها ، وذات يوم طلب مني احد ابنائي . ان اخرج في نزهة. صغيرة في السيارة ، نطوف فيها بعض احياء الرباط ، واستسلمت لرغبته بعد الحاح ورجاء  ، واعددت للامر عدته من الكمامات. والمطهرات ، كنت اظن انني لن اجد احدا في الشوارع تجنبا لهذا الوباء والعدوى ،. وانطلقت الرحلة مارة  بشوارع الرباط الخلفية من حي السويسي. الشهير والكبير حيث تقطن الطبقة المترفة باتجاه حي التقدم واليوسفية والمناطق الشعبية المكتظة بالسكان والمعبرة عن الحياة الاجتماعية ، وفوجئت بما رايت. ، كانت الشوارع مكتظة بالناس وهم يتدافعون وكل واحد يبحث عما يريد ، الاطفال يلعبون والمقاهي مليئة. والاسواق مفتوحة والناس في الشوارع الضيقة يتجولون من غير خوف. ولا كمامات. ولا مطهرات ، كان الناس في كل مكان وكانه لا شيئ مما يشغلهم ،. وخجلت. منً نفسي ان اضع الكمامة في مجتمع يسخر منها ويعتبرها ضعفا ، لا مكان للخوف فيما رأيت لدى هؤلاء الناس  ، ذلك هو الايمان بالله الفطري الذي يمنح الانسان القوة الداخلية والسكون الداخلي بان ما سيكون لا بد الا ان يكون  ، كانت الحياة طبيعية كما كانت من قبل. ، السكان كما هم يعيشون حياتهم. في بيوتهم الصغيرة المكتظة بالافراد ، سالت احدهم عن كورونا : قال ضاحكا : الاعمار بيد الله ، وما يريده الله سيكون كان قويا بغير حدود ، لا خوف ولا قلق ، وهذه هي الحياة ، تأملت كثيرا فيما رأيت وهو درس

يستحق التفكير والتأمل. ، وعدت وانا انساءل. عن عظمة هذا الوجود الذي اراده الله ان يكون ، وعن تلك العدالة الالهية التي تحكم الوجود ، وشعرت وكأن هذا الفيروس يملك عقلا وارادة واختيارا. وحكمة. ورحمة. تمنعه ان يهاجم الضعفاء من عباد الله الذين لا يملكون ثمن الكمامات والمطهرات والفيتامينات ، لم يكن الوباء يخيفهم  هؤلا هم  الذين يخرجون كل صباح. للعمل للبحث عن طعام اولا دهم. ، كل الاطفال. في امان من كورونا ،. لانهم هم المؤتمنون علي الحياة ، لاخطر عليهم. من ذلك الفيروس الذي لا يقتحم البيوت الملتزمة بالاوامر والمتعهدة. بحسن الطاعة والاذعان ، وليسوا هم. ممن يتم البحث عنهم ومطاردتهم ولو بالخوف وتوهم. الخطر القادم وايقاظهم من الغفلة ، هذا الوجود سيبقي والحياة سوف تستمر , لقد كثر العبث في الحياة، واصبح التهديد بالسلاح النووي وكانه. لعبة اطفال يتقاذفها طغاة الارض الذين يتحدون الله فى عباده ، الحياة ارادها الله ان تكون لكل عباده.من الافراد والشعوب  ، للاقوياء وللضعفاء ، لا احد اولي بالحياة من احد ، والله. قد ضمن اسباب الحياة مما سخره لعباده من اسبابها ، واهم رسالة الدين ترسيخ حق الدفاع عن الحياة التي ارادها الله ان تكون ، لا اخشي علي الحياة لان الله ارادها ان تكون وان تستمر بمن فيها وما فيها ، وعندما يكون هناك ما يهدد الحياة فكل الاسرة الكونية مؤتمنة علي الدفاع عن الحياة. ، الدفاع عن الحياة. حق وواجب ديني. واخلاقي ومسؤولية اجتماعية ، الشعوب الفقيرة. لها كامل. الحق في الحياة في كل اسبابها ، ذلك هو مفهوم التكافل للدفاع عن الحياة ، لا بد من انشاء صندوق الدفاع عن الحياة وتمويله. بما يكفي لمساعدة كل الدول الفقيرة للدفاع عن الحياة ومواجهة التحديات ، الجهاد الحق هو للدفاع عن الحياة ضد كل اعداء الحياة من كل الفيروسات واخطرها فيروس الظلم الاجتناعي. وهو اشد فتكا من كورونا ، ذلك هو الدرس الاهم الذي تعلمنا اياه محنة كورونا

( الزيارات : 598 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *