حصار حلب

ذاكرة الايام..المجتمع الدولى وحصار حلب
عندما انشئت جمعية الامم المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تفاءل المجتمع الدولى واعتقد ان الشرعية الدولية ستمسك من خلال قراراتها الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الامن بزمام الامور لكي تمنع الحروب والنزاعات الدولية ولكي تعطى للعالم كله سلطة ملزمة قاهرة لحماية الامن والسلام الدولى , واليوم بعد سبعين سنة من قيام الامم المتحدة تقف الشرعية الدولية عاجزة عن ايقاف اكبر جريمة انسانية فى هذا العصر , عندما تحاصر اقدم مدينة فى العالم ويعيش شعبها فى معاناة انسانية مؤلمة من الخوف والقتل والجوع والبرد وتقف الامم المتحدة بكل مؤسساتها وهيئاتها عاجزة عن ايقاف هذه المأساة فالطغيان العالمى هو نفسه لم يتراجع وقد ازداد شراسة وقسوة وتجاهلا لماساة الابرياء , لو تعلق الامر بمصالح الدول الكبرى لكانت الشرعية الدولية سريعة الاستجابة لحماية مصالح الكبار , مدينة حلب تحاصر ظلما وشعب يعانى اشد المعاناة ومع ذلك فالقرارات مخجلة ومترددة , هل الشرعية الدولية هي لحماية الكبار وللدفاع عن مصالحهم ضد الشعوب المستضعفة , هل عجز العالم كله عن ايقاف هذه الحرب الظالمة ضد الابرياء والنساء والاطفال , الكل يشعل النيران والكل يندد ولكن هل هذا هو المطلوب والحرب مازالت مستمرة والابرياء يقتلون , ما اقسى ان تكون مصالح الاقوياء هي التى تتصارع فى سوريا لتدمير شعب لم يكن يوما معتديا ولم يكن يوما متطرفا , لما ذا تكون سوريا مستهدفة , وقد كانت من قبل هي بلد التعايش والحضارة , ما اقسى ما يعانى منه شعب سوريا من طغيان الطغاة وظلم الظالمين , سوريا لا تستحق هذا العقوق لشعبها ووولتاريخها , سوريا ما كانت لغير اهلها ولن تكون ولن تكون غير ماهي عليه من التزامها الوطنى وهويتها العربية والاسلامية , لا عذر لاحد مهما كان عندما يشهر سلاحه فى وجه شعب سوريا , سوريا الحضارة والثقافة والتاريخ لن ترضخ ابدا لاي طامع فيها , اننا ندين العدوان على شعبنا الاعزل من اي جهة كان , اقول للجميع ارفعوا ايديكم عن شعبنا , من حق شعبنا ان يعبر عن تطلعه للحرية وان يختار مصيره بنفسه من غير وصاية عليه , كل الذين رفعوا سلاحهم فى وجه الابرياء من شعبنا هم ظلمة ومعتدون , من حق شعبنا ان يطالب بحريته كما تفعل كل الشعوب , شعبنا لن يدفع ثمن الصراعات على المصالح , لم يعد شعبنا يثق باحد فالكل يحرص على مصالحه ولو على حساب دماء الابرياء المحاصرين ظلما وعدوانا , ادعو الله تعالى ان يكون الى جانب الابرياء المحاصرين ظلما وان يرد كيد الكائدين وطمع الطامعين.

( الزيارات : 1٬228 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *