خاطرة الخير وخاطرة الشر

كلمة اليوم
كل سلوك انساني يبتدئ بخاطرة فى القلب قد تمرّ مرّ السحاب سريعة وقد تكبرمع الايام وتصبح عصيّة على الانسان لا يستطيع ان يتحكم فيها وتحكم قبضتها عليه..وهي كالمرض يبتدئ بجرثومة صغيرة يمكن التغلب عيها بسهولة فاذا تركها وتجاهلها كبرت واصبحت عصية على العلاج , وقد تفتك بالبدن كله , والحاطرة القلبية من خير او شر قد تكبر وتولّد ارادة ثم تكون عزما ثم يكون السلوك , والظلم يولّد خاطرة الرغبة فى الانتقام فتكبر تلك الرغبة وتصبح ملازمة لصاحبها وتحكم قبضتها على عقله وفكره, ويصبح اسيرها ويرى الاشياء التى حوله بلون السواد قاتمة كئيبة مظلمة , ويرى الحق فيما تصوره له نفسه وما تميل اليه من رغبة فى الانتقام لاراحة النفس التى تشعر بالظلم والمهانة..
لو عالجنا الظلم برفع الظلم عن المظلوم قبل ان يكبر لما كانت الحروب والثورات والاحقاد , لو مددنا يدنا الى المظلومين بالمحبة والرعاية لما كان الحقد ولا كان الانتقام , ما اروع الدين وهو يعلمنا ان لا نظلم , والا ننتقم , وان نعفو, وان نحسن , والانستخف بالانسان المستضعف وان نحترم مشاعره لكيلا يصل الى مرحلة اليأس, فاليأس مفجر لطاقات الشر فى الانسان ويقوده الى الانتقام ..
ما احوجنا الى عقل نوراني يهدينا الى الطريق لكيلا نضل الهدف , ما احوجنا الى ناصح يعلمنا الا نظلم وان كنا اقوياء والاننتقم وان كنا غاضبين , وان نكون اكثر رحمة بالمستضعفين فلا حدود لياس اليائسين وانتقام المظلومين..
لولا غفلتنا عن الله تعالى لما قست قلوبنا , واذا قست القلوب ضلّت وزاغت وظلمت واعتدت فلا حدود لما يفعله الانسان باخيه الانسان اذا ذهبت الرحمة من القلوب وسيطر الغضب والرغبة فى الانتقام..
تعالوا نحتكم الى حكم الله وان نلتزم بثوابت الدين , واهمها ان نحترم حياة الانسان والا نظلمه وان نتسابق الى فعل الصالحات التى يحبها الله من عباده لكي يكونوا فى موطن رحمته ورعايته ومن المقربين اليه..

( الزيارات : 783 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *