منهجية التوافق

ذاكرة الايام..منهجية التوافق
كنت اتتبع المنهج التربوي الذى كان يقوم به السيد النبهان طيب الله ثراه عندما يقع اي خلاف بين متخاصمين من اخوانه او ممن يحتكمون اليه , سواء كانا من اسرة واحدة كخلاف بين زوجين او خلاف بين اخوة او كانا ينتميان الى عائلتين او قبيلتين متنافستين , وكنت اشهد الكثير من الوقائع والنزاعات والانفعالات الغاضبة ..
كان منهج السيدالنبهان ان ينصت للطرفين المتنازعين بهدوء واحترام لكل ما يقولانه , ولم يحرّض مظلوما على ظالمه قط لئلا يزيد فى غضبه , كان يهدئ من روعه ويعيده الى هدوئه حتى اذا استعاد توازنه خاطبه بالكلمة العاقلة الناصحة المريحة , وفى نفس الوقت كان يخاطب الطرف الاقوى المتجاوز بما يصل الى قلبه وبما يحدث اثره فيه من ايقاظ ضميره واشعاره بالمسؤولية امام الله وباهمية التعامل مع الاخر باخلاقية وتسامح لان الله تعالى يحب من عبده ان يعمل العمل الصالح , وان الله سيعوضه عما فعل من التوفيق والرعاية ..
لم يحرّض اخا على اخيه ولاجارا على جاره ولا اجيرا على رب عمله , كان يريد ان يتوصل الطرفان الى الحل العادل بارادة وقناعة من غير عنف ولا استفزاز , وعندما كان يجد ان قويا قد اعتدى على ضعيف كان يقف مع الضعيف ويدافع عنه بالاقناع الى ان يصل الى حقه من غير احقاد متبادلة فلا حدود لاثر الاحقاد على نفسية الانسان , والعنف يولد العنف والحقد يضاعف من المشكلات , فما يمكن ان تحققه الكلمة العاقلة الناصحة لا يحققه العنف لان النفوس اذا تدافعت تباغضت فما يمكن ان يكون بالكلمة الطيبة لا يكون ابدا بالقوة والتغالب والقهر والاذلال .. ما اروع ما يعلمنا اياه الدين ان تكون وسيلتنا الى كل الاخرين الكلمة الطيبة التى تنشرح القلوب لها وتقبل عليها وتجد حلاوتها.
.تعالوا نحاول ان نلجا الى الكلمة الطيبة فى خلافاتنا , نعطي للاخر حقه وناخذ منه حقنا , ونحفظ انفسنا ونقيم ارضية صلبة للتعايش بين شعوبنا و ونحتكم الى كلمة سواء لا ظلم فيها لاحد .. هذا هو منهج الدين , وهذا هو الطريق الذى يحبه الله من خلقه..

( الزيارات : 837 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *