خيبة الامل والثقة بالله

كلمة اليوم
لا شيء اشد قسوة على الانسان العاقل من خيبة الامل التى يشعر بها بعد امل كان يرتجيه من اخر فخاب الظن وسقط الرهان ..شعور قاس وندم عميق وصيحة كامنة فى النفس تكاد ان تنفجر من الاعماق , ولكن لا سبيل اليها بعد ان انتهى كل شيء ولم يعد ينفع الندم ..
لا شيء سوى الحسرة والالم والشعور بالشقاء , كم من فتاة كانت تحلم فى زواج سعيد وفارس احلام كانت ترسم ملامحه فلم تجده , وخاب الظن واختنقت العبرات وجفت الدموع . وكم من شاب كان يحلم بزوجة كان يتخيلها ملاكا من اللطف والادب ويحلم بالسعادة معها فلم يجد ما كان يرتجيه منها , ووجد نفسه امام خيار صعب اقله الشقاء والحزن والصمت والصبر ..
وكم من صديق كان يمثل الامل واالفجر فخاب الظن فيه , ووجد الانسان نفسه امام خيبة ما كان يتو قعها , ووحدة ما كان يرتجيها ..وكم خابت الامال فى رموز كبيرة كانت كبيرة فى نظر الاخرين فخاب الظن بها وتساقطت امام عاصفة اقتلعتعها فكانت هشة لم تحتمل الصمود فانهارت وخلفت مشاعر من الخيبة فى نفوس الاخرين ..ما اقسى ما يشعر به الانسان عندما يكتشف انه كان يسير فى طريق خاطئ فخاب ظنه فيه , واخذ يلوم نفسه ويحمّل كل الاخرين مسؤولية ما وقع فيه من اخطاء, وكانه لم يكن مسؤولا عما وقع فيه ..
لا احد يمكنه ان يلوم الاخرين عن اختياره , فكل انسان مسؤول عن تصرفاته وقراراته , وهو مؤتمن على حياته وسعادته ومصالحه , وعليه ان يحسن الاختيار فى البداية لكيلا يندم فى النهاية , لا احد فى الحياة لا يشعر بخيبة الامل فى موقف من المواقفالتى تصادفه على غير توقع نتيجة قرار اتخذه او ثقة منحها لغيره فى غير موضعها او توقع خاطئ او اغراق فى حلم جميل سرعان ما يفيق الانسان منه .. لا عذر لمن خاب ظنه , فخيبة الظن تدل على اختيار خاطئ او توقع فى غير محله او اغراق فى الثقة بالاخرين او سذاجة فكر وقلة خبرة وتجربة , ولا بد من النظرة الواقعية فى العلاقات الانسانية , فلا شيء يمكنه ان يتجاوز توابت العادات وطبائع النفوس , والعقول هي اداة التمييزفى الافعال الاختيارية فمن احسن الفهم فى البداية فقد لا يصاب بخيبة امل كبيرة لانه يحسن فهم ما يمكن ومالا يمكن وما يطلب وما لا يطلب , والحالمون غالبا تكثر خيبات املهم لانهم يحلمون لانفسهم ويغرقون فى الاوهام , والحياة واقع يخضع لمعاييرمدركة , وليست الحياة الواقعية حلما جميلا يتراءى للانسان ليلا ثم يغيب فجاة عندما يفيق الانسان من غفوته..وهذا يدل على ضعف الثقة بالله فلاشيء يمكن ان يكون الا باسبابه , ومن وضع ثقته بالله فلن يخيب ظنه ابدا ولن يضيق الله بمن التجا اليه من عباده بفقره وضعفه وقلة حيلته , ولا تطالب الاخرين بالشيء الذى لن تمنحهم انت لهم لو كنت فى مكانهم فالتمس العذر للناس واعتمد على الله وخذ بالاسباب لكي يكون الله معك معينا وناصرا ..

( الزيارات : 3٬107 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *