الفهم عن الله

ذكريات الايام ….مع السيد النبهان
كان من عادة السيد النبهان طيب الله ثراه ان يعبر عن ارائه من خلال مذاكراته التى كان يقوم بها فى كل مناسبة فى ليل او نهار, فكان يتحدث فى مجالسه مع اخوانه الذين كانوا يتابعون ما يقول فى مجالسه اليومية فى داره او فى الكلتاوية او فى مجالسه الاخرى , واحيانا اثناء سيره فكان يمشى ثم يقف ويشرح لمن معه فكرة من الافكار ثم يتابع سيره ثم يقف ثانية , وهكذا , واحيانا كان يدور حول القلعة فى حلب فى الصباح او بعد الغروب , وكان يحب الريف ويحب اهل الريف ويمدحهم ويجد فيهم الفطرة والصفاء والشجاعة والقيم الاصيلة , وكان من عادته ان يخرج بعد عصر كل يوم الى خارج المدينة الى بستان او كرم او فضاء زراعي فى اطراف المدينة ..ولم يخل مجلس من مجالسه من حديث او فكرة او شرح معنى من المعانى لاية او حديث او لكلمة ماثورة فكان يشرحها ويلقى ضوءا على المعنى المراد منها , وقد يكون المعنى اكثر دقة من المعانى المتداولة وهذا هو التحقيق الذى تميز به فى مذاكراته ..
ومن المعانى الذى كان يرددها كلمة الفهم عن الله فمن فهم عن الله مراده فيما هو مقدر عليه ولو كان مما لا تحتمله النفوس الا بمشقة كان اقدر على الصبر والرضا بما هو مقدر عليه , فمن اراد الله به خيرا كشف له سره فيما هو مقدر عليه فاكسبه ذلك شعورا بالرضا والطمأنينة وعلّمه من خلال ما ابتلاه به سر التدبير وحكمة المقادير , فلا شيء فى الوجود الا بامر الله, وهذا هو سر العبودية ولا شيء مما هو مقدر على العبد الا ويحمل فى باطنة شيئا من اللطائف التى لا يدركها الا من كان من اهل الفهم عن الله فيما يختارويقدر ..

( الزيارات : 1٬446 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *