الادب هو الركن الاهم فى بناء الانسان

كلمة اليوم
كنت اكتب باستمرار عن حاجتنا لامرين :
الثقة بالعقل والاحتكام اليه , والاعتماد على العلم لانه الوسيلة التى تعلمنا كيف نتجنب الاخطاء والانزلاقات والشبهات التى تفسد العقيدة والسلوك معا وتنحدر بالانسان الى منحدرات خطيرة مظلمة لا يقرها الاسلام لانها منافية لمقاصده وغاياته واهدافه ..لا شيء يسيء الى الدين كالجهل بحقيقة الدين التى تنسجم مع الفطرة الانسانية النقية الصافية ..
هناك امر ثالث هو اكثر اهمية من الامرين معا , ولا يستقيم امر الانسان الا به فهو الركن الاساسى الذى يميز المسلم عن غيره ويجعله اكثر قربا من الله , و هذا الركن هو الادب , ولا حدود لاثر الادب فى رقي الانسان , وهو اداة التفاضل بين الانسان والانسان , فقد يضل العقل وقد يستخدم العلم فى اذلال الانسان اذا لم يلتزم العالم بضوابط الادب , فالادب هو ثمرة العبادة, وهو ثمرة من ثمرات العلم فمن لم يتخلق بخلق الادب فلا قيمة لعلمه , فالعلم لا ينهض بصاحبه الا اذا التزم العالم بثمرة العلم , وهي الخلق الحسن والادب مع الله ومع الناس , قال ابن المبارك : نحن بحاجة الى قليل من الادب اكثر من حاجتنا الى كثير من العلم , واعتبر ان الادب للعارف كالتوبة للمذنب , فمن اساء الادب فقد ابتعد عن حقيقة الدين , واهم شرط فى الادب هو معرفة النفس لانها موطن الجهالات , فمن لم يعرف نفسه فلا يمكنه ان يعرف معنى الادب , ومن خصائص الادب انه يفتح القلوب لكل من تخلق بخلق الادب , ومن تقرب الى الله بادبه منحه محبة القلوب وصرف عنه العيوب وحفظه من كل الذنوب .., ولا تقبل العبادة الا اذا التزم العابد بادب العبادة , ولهذا اهتمت التربية الروحية بالاداب والاخلاق والسلوك , وعنيت بطهارة القلوب كما اهتمت بطهارة الاجسام والنفوس , فاذا تطهرت القلوب كانت خواطرها التى ترد عليها معبرة عن الصفاء والنقاء الداخلى الذي لا يستقيم امر الدين الا به ….
وهذا ما نحتاج اليه اليوم ان نتعلم الادب اولا , وان نعطيه الاهمية الاولى فى تربية الانسان لكي نرتقى بالانسان الى الاسمى والاكمل الذي يستخق خلافة الله فى الارض وهو الذى يتميز عن غيره من المخلوقات بقدرته على التمييز بين الحق والباطل والحسن والقبح والصواب والخطأ فى كل المواقف والاختيارات السلوكية ..

( الزيارات : 1٬452 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *