درء المفاسد

كلمة اليوم
من اهم القواعد التى اعتمدت عليها الشريعة مبدأ جلب المصالح ودرء المفاسد..
لم يختلف الفقهاء فى هذا المبدأ وانما اختلفوا فى مفهوم المصالح ومفهوم المفاسد ، الانسان بفطرته الصافية يستطيع ان يميّز بين المصلحة والمفسدة ، فكل ما يحقق مقصدا من مقاصد الشريعة الخمسة وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض فهو مصلحة والانسان مطالب بالدفاع عن هذه الحقوق ، والدفاع عنها جهاد محمود ، ومن اعتدى على حق من هذه الحقوق الشرعية فهو معتد وآثم ، وهذه هي المفاسد التى يجب دفعها ، والمجتمع كله متكافل فى دفع المفاسد التى تهدد حقوقه الشرعية التى منحها الله للانسان، ولا أحد من الناس لا يملك هذه الحقوق ، اختلاف الدين والانتماء والمذهب لا يسقط حقا من الحقوق الانسانية ، ما ترفضه الفطرة الانسانية من انواع السلوك يرفضه الدين وتدينه الشريعة فلا يُقبل فى الدين ما ليس منه من انواع السلوك ، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، فالقتل مفسدة لا خلاف فى ذلك فلا يباح القتل لتحقيق مصلحة ، والظلم ليس هو الطريق لتحقيق العدل ، فلا يرفع ظلم بظلم ولا تقاوم الجريمة بالجريمة والقاعدة الفقهية تقول :لا يُرفع الضرر بمثله ..
متى نحسن فهم الدين ونستمد معانيه من اصوله الاصيلة ومن ثوابته ومقاصده وروحه التى تحترم المصالح الاجتماعية وتراعي القيم الانسانية الراقية..

( الزيارات : 2٬481 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *