كلمة اليوم
هل نحتاج الى التأمل فى مباريات الكرة للاستفادة منها فى حياتنا اليومية . كل ما تراه فى حياتك هو الحياة نفسها ولاحياة بغيرهذه المنافسات فى ملعب يجتمع الفريقان فىه ويتابع الجمهور من مدرجاته ما يراه بحماس وانفعال كما يتابع العالم كله ما يجرى فى ملعب الحياة من صراعات , والكل يلاحق الكرة ويريد ان يدخلها فى شباك الاخر لكي يصفق الجمهور له ..
ما اكثر ذكاء اهل الكرة ..
صراعات بلادماء ولا صواريخ ولا طائرات ..
من تجاوز قوانين اللعبة فالويل له ومصيره الطرد من الملعب .. من استخدم يده فلا شفيع له ولا قيمة لانتصارلا يحترم اللاعبون قوانين اللعب فيه , فالبطاقة الحمراء جاهزة ويقظة ومخيفة باستمرارلكل متجاوز او عابث ..لا بد من قانون عادل يحظى باحترام الجميع ويلتزم الجميع فيه , ومن تجاوزه فلا عذر له , والحكَم سيّد فى حكمه وقراراته نافذة ولا سلطان لاحد عليه فى قراراته , لا اهمية لحكم لا يحظى بالثقة والهيبة والاحترام , فان ظلم اوجار اوتحيّز لفريق دون فريق فالجمهور سوف يصفّر له تنديدا بقراره فلا يحق له ان يتحيز او يتعاطف او يجور , فان ثبت الجور والظلم فلا مكان له بين الحكام وعقوبته قاسية , واقلها الطرد والتوبيخ والمساءلة وسوء السمعة الى النهاية ..
ما احوجنا الى ذلك التنافس الراقى فى دلالته وما اروع ان يلتزم اللاعبون بقوانين اللعبة وان يصفق الجمهورلمن يقدم عرضا راقيا يعتمد على الكفاءة والمهارة وحسن التكوين والتدريب , لا مكان لمتجاوز لان التجاوز عدوان على كل الاخرين , من لم يكن مؤهلا للبطولة فلا بطولة له, ولو كان كل شعب البرازيل ومشجعى البرازيل معه , لان العالم كله يصفق للمنتصر ولا احد يصفق للمنهزم ابدا , ولو كان يملك رصيدا كبيرا من الانتصارات , فلا عبرة للتاريخ فى مباريات الكرة وأمسُك لا يغنيك عن يومك . لا استئثار لاحد بالكأس والبطولة فى انتظار من يعد نفسه لها بالاعداد السليم ..فى الكرة لا اهمية لكل الركلات الناجحة ولا لخطة الهجوم والدفاع ولا اهمية للاجنحة والركلات الركنية ولا لضربات الجزاء و المهم فى النهاية هو الهدف الذى يدخل الى الشبكة , ليس مهما من ادخل الهدف وكيف ادخله , لا اهمية لخطة مهما كانت محكمة اذا لم تحقق النصر ولا قداسة لمدرب مهما كانت سمعته اذا لم يقُد فريقه الى النصر ..
تعالوا نتعلم من الكرة كيف نلعب فى السياسة وفى التجارة وفى الاسرة وفى الصداقة , ونحترم قانون اللعب وثقافة احترام الفريق الاخر واختيار الحكم النزيه الذى يحكم بالعدل ويوقف التجاوز والظلم قبل ان ينفجر الغضب فى المدرجات المنفعلة ..
الحَكَم النزيه يضمن الاستقرار ويرضى الجميع بحكمه نظرا للثقة به ورضوخا لهيبة العدالة والاستقامة.