ذاكرة الأيام.. ضيافة كريمة

ذاكرة الأيام.. ضيافة كريمة

Khaled_AlNaqshbandi_02 Khaled_AlNaqshbandi_01


قرر السيد النبهان طيب الله ثراه أن يقوم بزيارة دمشق, وكان يرافقه عدد من إخوانه , الحاج فوزي شمسي والحاج أحمد الصغير وأبو عمر الدباغ والشيخ أديب حسون والحاج محمود مهاوش الكبيسي والحاج محمود الناشد .وكانوا من أصحابه المقربين وهم رموز محترمة من تجار حلب., وكنت أرافق الجد في هذه الرحلة وكنت صغير السن في الرابعة عشرة من عمري .. تم إعداد الفندق الذي سينزل فيه في دمشق..
عندما وصل السيد إلى دمشق قال لأصحابه:
سنقوم أولاً بزيارة ضريح مولاي خالد النفشبندي وهو من الأولياء المشهود لهم بالولاية , وكان ضريحه في سفح جبل قاسيون في مكان معزول عن أحياء دمشق وفي أعلى حي المهاجرين.. دخل الشيخ الضريح ولم يكن هناك سوى خادم الضريح ويسكن في غرفة متواضعة وإلى جانبها غرفة أخرى يدخل إليها زوار الضريح عندما يزورون الضريح..دخل الشيخ إلى تلك الغرفة المتواضعة وشرب الشاي فيها وطال مقامه وصلى المغرب والعشاء..لم يسأله إخوانه عن سر هذه الجلسة الطويلة , والكل يتساءل في سره عما يريد الشيخ أن يفعله.. بعد العشاء استدعى الشيخ خادم الضريح الذى كان سعيداً بزيارة الشيخ ومرافقيه..وسأله هل تسمح لنا بالإقامة في هذه الغرفة في ضيافة صاحب الضريح.. فرح الرجل فرحاً شديداً ولم يصدق أن الشيخ سيقيم في هذا الضريح المنعزل وفي هذه الغرفة المتواضعة..أقام الشيخ وكل مرافقيه ثلاثة أيام , كانوا يعدون طعامهم بأنفسهم وينظفون الغرفة بأيديهم وينامون على البساط المتواضع والأغطية المتوفرة , واشتروا بعض ما يحتاجون إليه لتيسير إقامتهم..كان الشيخ سعيداً وكأنه يقيم في قصر مريح..أحس الجميع بأنس لا حدود له وطمأنينة وسكون.. وتذكرت مقام الشيخ في الكلتاوية القديمة النائية المنعزلة فوق هضبة مهجورة لا يصل إليها أحد , وكان يجد أنسه فيها وأقام فيها عدة سنوات..

ما أروع الأنس الذي يشعر به الإنسان عندما يتحرر من علائقه الدنيوية ويسمو بروحه إلى مقامات عالية لا يمكن للإنسان أن يفسر بعقله أسبابها الظاهرة..عالم تخفى أسراره على غير أهله , ومن ذاق حلاوة ما فيه تعلق به من غير تفسير لما يقوم به..

( الزيارات : 1٬607 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *