ذكريات الأيام…حياة القاهرة

مازلت أحن إلى حياة القاهرة..
في عام 1963 وصلت القاهرة.. التحقت بكلية دار العلوم..كلية تابعة لجامعة القاهرة وتجمع بين المناهج القديمة والمناهج الحديثة وتخرج منها أهم علماء مصر..زملائي فيها هم الأستاذ هشام البرهاني شيخ الشام والدكتور عجاج الخطيب والدكتور عدنان زرزور .. كان الأستاذ هشام هو الزميل الأول والصديق الشخصي..كان تقياً وورعاً وصاحب شخصية مميزة بأخلاق عالية ..كنا في فصل واحد ونلتقي باستمرار..كنت أحبه من كل قلبي ..عندما ذهبت إلى الرياض أبلغني صديق أن الشيخ سعيد البرهاني قد توفي في الشام..أرسلت رسالة إلى هشام أعزيه في والده..في اليوم التالي أبلغني أخ من الشام أن هشام لا يعلم بالأمر..أحرجت وخجلت أنني أول من يخبره..حاولت استرداد الرسالة قبل أن تصل اليه..بلغه الخبر قبل وصول رسالتي إليه.. أما الدكتور عدنان فكان من أعز الاصدقاء كان باحثاً في العلوم القرآنية .. التقينا بعد ذلك في الشام أما الدكتور عجاج فقد كان يبحث في علوم الحديث..وهناك مجموعة أخرى من الزملاء منهم الدكتورة عزيزة مريدن وكانت موفدة , وأصبحت عميدة لكلية الآداب بدمشق.. وهناك مجموعة أخرى من سوريا منهم الدكتور طارق الساطي من دمشق وكان من أنبل من عرفت خلقاً واستقامة, والدكتور محمد خير فارس في التاريخ والدكتور الأشتر والدكتور الدقاق والدكتور عبد الكريم عثمان في الفلسفة والدكتور رضوان الداية في الآداب ..وكلهم موفدون من الجامعة وكنت الوحيد الذي أدرس على نفقتى الشخصية..
ما أجمل ذكريات الدراسة .؟!.كنا نعيش ونحلم بالمستقبل.. نرسم ملامحه كما نحب , كبيراً عظيماً باسماً..كنا نمد يدنا إلى السحاب ونكاد نمسك به .. ذلك هو الأمل في حياة الانسان ..
تفرقنا بعد ذلك.. أصبحنا نلتقى صدفة.. بقايا من ذكريات الأمس الجميل مازالت عالقة في الذاكرة ..كم كنا نرى الحياة جميلة.. لاجل ذلك الحلم كنا لا نشعر بالألم ونستمتع بالسهروالليل ونسمات القاهرة..