ذكريات مع السيد النبهان

ذكريات الايام..مع السيد النبهان
كان السيد النبهان طيب الله ثراه يفعل ما كان يراه صوابا , لم يفكر يوما باستمالة احد من الناس بما يفعل وما كان يفكر فى اغضاب احد من الناس ولو كان ممن يظهر العداوة له او يكتمها , لم ااشعر قط انه يفكر فى احد من الخلق عندما يفعل شيئا لله وفى سبيل الله , لم اره يفرح بمدح مادح او ذم ذام او يلقي بالا لما يقوله الناس عنه , لا لانه كان يستخف بالناس, ولكنه ما كان يحرص على استرضاء احد فيما يفعله , ورايته فى مواقف كثيرة ينفعل الجميع من حوله فرحا او الما , ولم يكن يظهر عليه اي انفعال , وكأن الامر لا يعنيه بالرغم من قسوة الحدث عليه , كنت اساله عن سر ذلك ويبتسم ويقول : الله اعلم بى من نفسى فكيف لا ارضى بقضائه وهو ارحم بى من نفسى واعلم منى بما قدره عليّ , فكيف اطلب منه رفع ما قدره عليّ واختاره لى فالدعاء الى الله هو لاظهار العبودية لله , والالتجاء اليه فى المحن والازمات , وعندما يشكره شاكر عما فعله لاجله كان يقول له: اشكر الله على نعمه وما الخلق الا اداة لتنفيذ ما قدره الله على الانسان , فاذا احب الله عبدا جعل الخير على يديه وان ابغض الله عبدا لفساد فى باطنه ولا يظلم ربك احدا جعله اداة للشر , ولا بد لكل من الخير والشر الا ان يكون فى الوجود ويسخر الله الانسان لفعل ما هو مقدر من خير وشر , وكان يدعو بعد كل صلاة دعاءه المعروف :اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وحببنا فيه , وارنا الباطل باطلا والهمنا اجتنابه وكرهنا فيه ..
ما اجمل الانسان وهو يفعل الخير ويشرح الله صدره لفعله , وما اقبح الانسان وهو يفعل الشر ويجد لذته فيه , وهذا من علامة الغفلة عن الله فقسوة القلوب مرض يصيب القلوب فلا تفقه ما خلقت لاجله من عمل الصالحات التى حبب الله اولياءه بها وشرح صدورهم للقيام بها ..

( الزيارات : 1٬273 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *