رحلة البداية

حلة البداية

………………………………

رحلةً الحياة لاتتوقف ، انها كنهر تجري المياه فيه ، تسقي وتروي الى ان تنتهي هذه الرحلة لمستقرلها، ورحلة الانسان يحكمها قانون الحياة بالاسباب المدركة بالعقل من بداية جيل الى نهايته  لكي يكون الخلود بذلك التعاقب والتجدد الذي يعرف بالزمان ويحدده المكان ، وتتجدد الحياة بمواكب الاجيال المتعاقبة والمتدافعة نحو الكمال الذي تنشده كل الاحياء من نبات وحيوان وانسان ، ويمر الانسان بمراحل تكوينية يتجدد فيها فكره , وتتسع معرفته بالحياة ,  فى الحقبة الاولى يبحث فيها الانسان عن كماله كما يراه في الاخرين ، ويكون مقلدا ومتأثرا بمحيطه الاجتماعي والثقافي والفكري ، انه كطفل يحبو متكئا على من حوله ومعتمدا عليه ,ويرى الكمال فيما عليه محيطه الاجتماعي الذى يغذيه بتجاربه واعرافه ، قد يتمرد على ما يراه للتعبير عن ذاتيته ، وقد يثور عليه  , وفي النهاية يجد نفسه اسير ما عاش فيه وتربى عليه من الافكار والعادات والقيم ويستسلم لكل ذلك ، ولايمكن لطفل لم يألف الحياة ان يمشى وحيدا غريبا لئلا يتعثر او يضل الطريق، وقلما يحسن الاطفال الاختيار والقرار ، لا احد لا يتململ مما يراه من القيود التى تحد من حريته ، وسرعان ما يعود الى محيطه متأثرا به مستسلما  ، ومن احس بدفء الاسرة فقلما يغادرها الى مكان موحش ، وقلة من هؤلاء لا يجدون ذلك الدفء , ويبحثون عنه فى كل مكان ، انهم سيرحلون لا محالة بحثا عن ضالتهم المتوهمة ، انهم يحتاجون الى شجاعة تدفعهم للمغامرة , نداء خفي يناديهم  ويلح عليهم ، انها الرحلة الموحشةً نحو ذلك المجهول ، قد يضيعون في الزحام ولا يرجعون ، وقلة منهم سيواصلون الرحلة بلا توقف ، وهم الذين لا يتعبون ولا يستسلمون ولا يرتاحون ولا يريحون ، انهم يكتشفون الجديد في الحياة الذي يغريهم ويفسر لهم معنى الحياة  ومحاولة اكتشافها  والدفاع عنها ، هذه الحياة لا ترضخ ولا تستجيب لاحد ,  ويحكمها قانون اراده الله ان بكون لكي تتحقق العدالة به ، هذه هي المرحلة الثانية التي تكتشف فيها الحياة بآفاقها الواسعة ، ويتحرر العقل مما يحيط به من الكوابح والقيود التي تمنعه من التفكير بحرية ويحلق فى ذلك المجهول ، انه الانسان الباحث عن اسرار الحياة ، وتكتشف في هذه الحقبة المواهب والاستعدادات الخفية التي صقلتها التجربة الانسانية التي هي مصدر المعرفة التي ترتقي بمستوى وعي الانسان وادراكه ، انه يقبل على الحياةً ويقبل بها  وبكل ما هي عليه من ذلك التعدد والتنوع الدال على الحكمة الالهية ، هذه هي الحياة لكل عباد الله من غير تمييز بينهم او تفريق فى أي حق من الحقوق , وماكان من الله فهو لكل عباده ، القانون الذي وضعه الله للكون لا يحابي احدا ولا يجامل ولا توارث لمجد ظالم وطغيان مستبد ، والعبدية لله جامعة للجميع لا تعصب فيها ولا تمايز بانتماءات ولا تفاضل في الحقوق الانسانية ولاتنابز بالالقاب ، لا احد فى الوجود الا الله ولا شؤيك له فى خلق او تدبير ، والراسخون في العلم من رموز الحكمة في كل مجتمع وعصر هم الذين يفهمون عن الله ما اراده من عباده  من الاستقامة والصلاح ، ومن اهم ملامحهم التي يعرفون بها انهم يتسابقون في عمل الخيرات ويامرون بالمعروف ويلتزمون بالفضيلة والاستقامة وينهون عن المنكر ويجتنبون ما حرمه الله عليهم من المظالم والمفاسد وكل ما يعبرعن الطغيان ، هذه هي المرحلة الثالثة التي يكتشف الانسان فيها معنى السعادة والسكون القلبي الناتج عن النور الالهي الذي يمد الكون باسباب الحياة ، لا شيء في هذا الوجود خارج الحكمة الالهية بكل دلالاتها الكونية واشراقاتها المعرفية ، صورة هذا الوجود بكل ما فيه هو في ذلك العقل النوراني المتحرر من الغرائز الفطرية التي زود الله به الانسان لكي يكتشف اسرار الوجود وكماله بكل ما فيه ، وتعرف به حقيقة الحياة بكل ما يعبر عنها من تلك التجليات الكونية  ..

…………………………..أعلى النموذج

الا

( الزيارات : 206 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *