تاملات ناطقة

تأملات ناطقة

…………………………

لحظات التامل هي الاجمل بالنسبة لى لانها تشعرنى بذاتيتى واطوف بعيدا عن القيود والحجب  ، كنت استمتع بها,  وكانني اقرأ كتابا او اسمع كلاما من معلم حكيم يخاطبنى  وينير طريقى ، كنت انصت باهتمام لذلك الصوت الهامس الذي كنت اسمعه,  وهو يناديني كل حين لكي افهم معني الحياة بما هي عليه من ذلك التنوع البديع , ولا خيار لنا الا نقبله كما هو  ، وكنت اسجل القليل من تلك التاملات والخواطر المتلاحقة ، وكنت  امسك بما يفيدني منها وما يشعرني بالسعادة قبل ان يرحل ويغيب ، كم من فكرة رحلت بسرعة وغابت وكانها لم تكن ، مواكب الافكار والخواطر كمواكب الاجيال المتدافعة كماء يجري في نهرالحياة  لمستقرله لكي تكون به النهاية، لا ادعي ان كل ما نفكر فيه هو الحق والصواب,  ولا يمكن لاحد ادعاء ذلك مهما اتسعت ثقافته وفكره ،  خاطرة سريعة هي نواة لفكرة تعبر عن زمانها ومكانها والاسباب التي ادت اليها، افكارنا متجددة على الدوام لكي تعبر عن لحظة الولادة في الحياة وتذكرنا بها ، قد تنمو الفكرة وتكبر وتترسخ بالتامل  فيها ، وقد ترحل وتموت كما تموت الابدان بعد ان تؤدي مهمتها ، ما كان اصيلا من افكارنا بعود من جديد بثوب جديد يعبر عن عصره بما ينهض به ، الحياة هي ما هي عليه ,  وما ندركه منها كالارض التي تصادق كل جيل وتخاطبه وتعطيه ما يحتاج اليه ولا تضيق باحد ولاترده خائبا ، ومالا ندركه بعقولنا من اسرار الوجود لا يعنينا لاننا لانغكر فيه , ولا نحتاج اليه وهو مما اختص الله بعلمه من امر الغيب ، العقل هو مركز الادراك الوحيد , ويدرك من الوجود ما يحتاج اليه كالعين والاذن لاتجاوز ولا امتداد  لما نبصره ونسمعه , ويمتد افق الادراك  بحسن الفهم واتساع المعرفة ، والابدان مجرد اجسام واوعية تتحرك وفق قانونها الطبيعى الذى احكم الله امره  بكيفية عفوية ، ولا خروج عن تلك القوانين المحكمة ، الحياة هي ذلك السر الالهي الذي يسري في الوجود كله كنور يهدي الى الطريق ، وهذا السر تدرك اثاره وتغيب عن الانسان حقيقته ، هذا من امر الله , ومما اختص الله بعلمه ، الوجود موجود بما هو عليه ، دعوا البحث عن الوجود بعقولكم القاصرة ، وابحثوا عما يمكن للعقل ان يفهمه مما هو مخاطب به ومكلف من الله ان يحسن الفهم لما يريده الله ، واهم قضايا الانسان التي خوطب بها هي ، اولا : الايمان بالله وحده لا شربك له ، وبكل ما جاء من عند الله ، والله اكبر من كل طغاة الارض ممن ادعوا لانفسهم حق الوصاية على الحياة ، ولا يعبد في الارض الا الله , ولا يستعان الا به ، والقلوب كالمساجد التى لااحد فيها الا الله ولاتعلق فيها الا بالله تعالى ،

وثانيا : احترام الحقوق لكل الآخرين فيما تتحقق به العدالة وبنتفى به الظلم الناتج عن الانانية الفردية والكراهية والبغضاء ، والطريق الى ذلك هو كبح جموح الغريزة الفطرية في امرين اولاهما : الطمع العدواني الناتج عن القوة الشهوانية ، وثانيهما : الحقد الخفي الناتج عن القوة الغضبية والشعور بالظلم والحرمان ، وقد امر الله بالعدل في الحقوق وبين اصول الاحكام التي يجب ان تحترم في تلك الحقوق ، وتشمل كل ما ارتبطت الحياة به من تلك الحقوق الضرورية , وثد حرم الله على عباده  كل ما يفسد الحياة من المظالم والمنكرات واوجه العدوان ،

وثالثا : احترام الحياة كحق لكل العباد من غير تمييز او تفريق او تفاضل بينهم في كل ما هو ضروري لكمال الحياة ، لا احد احب الى الله الا بعمله الصالح ، ولا يتقرب الى الله الا بما امر به من الصالحات ، الحياة لكل عباد الله ، القادر يحمل العاجز والقوي يتكفل بالضعيف رعاية وانفاقا من منطلق التكافل في الحياة والتراحم المعبر عن وحدة الاسرة الكونية بما فيها من ذلك التعدد والتنوع ، لا انانية ولا فردية ولا مظالم ولا استغلال ، ولا استبداد بحق يملكه كل الاخرين ، ولا سلطة الا بالتفويض الارادي ، و لا ملكية فردية لما كان من الثروات الطبيعية المسخرة للانسان ولما كان مصدره الفساد والاحتكار والطبقية الجاهلة التي تكبربالجهل وتترسخ بالتخلف ، ولكل فرد قيمة جهده بالمعروف الذي لا استغلال فيه لمستضعف ولا لحهد عامل مذعن لا يملك من يحميه من ظلم ظالم ويمسك بيده بدفء يشعره بانسانيته ، احكام الاسلام تستمد من كتاب الله وبيان رسوله لما احتاج الى بيان بشرط ثبوت صحته سندا ووضوح دلالته ، وان يحمل روحية الرسالة في احترام الفضيلة الاجتماعية في العلاقات الانسانية ، فقه الاسلام يشمل فقه الاجيال المتعاقبة ما كان من قبل وما سيكون من بعد ,. ومن حق كل جيل ان يحمل فضيلة عصره فيما انجزه وتميز به ، وبخاصة فضيلة الصحبة ، من احسن من هذه الاجيال فله اجره , ويحمد بما احسن فيه وما اضافه الى فقه الاسلام الواحد المتجدد المتعدد فى مناهجه  التاصيلية بجهد الاجيال المؤتمنة عليه ، لا وصاية على الاسلام ولا تبعية بين الاجيال ، الجهد الصالح محمود في كل عصر ومن كل مجتمع بشرط ان تحترم فيه كلمة الله في احترام العدالة في الحقو ق والفضيلة في السلوك ، الحياة ستبقى بجهد الصالحين من العباد الذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا ، وهم الذين يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، لا احد من عباد الله خارج رحمته بعباده ، ولا يظلم ربك احدا ،

……………………….أسفل النموذج

ر

( الزيارات : 181 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *