رسالة الخير

كلمات مضيئة..رسالة الخير

اهم قضية تشغلنى باستمرار وهو سؤال يتردد على خاطرى عن  رسالة الدين فى المجتمع الانسانى , وما الذى يريده الله من الانسان ان يكون عليه , رسالة الدين واحدة , مهمة الانبياء ان يبلغوا رسالة الله الى الخلق , الايمان بالله والقيام بحقوقه تعبيرا عن طاعتهم له  وان يكونوا عبادا صالحين يقومون باداء ما امرهم به والابتعاد عما حرمه عليهم , والمعيار فى ذلك هو الخير والشر , ليس هناك اختلاف فى الاصول التى هي اركان الدين , وقد وقع الاختلاف فى الفروع , الاصول ثابتة اما الفروع فمتجددة وهي كاغصان الشجرة , تتجدد باستمرار لكي تكون بها الثمرة المرجوة , مهمة العقل الانسانى انه القوة التى اكرم الله بها الانسان لكي يحسن الاختيار والقرار , وهذا هو معنى التكليف الشرعي , كل انسان مخاطب ومكلف وعليه ان يختار , انه يملك الارادة لكي يحسن الفهم لمعرفة المراد , العقل هو اداة الفهم , والعقول ليست واحدة وهي متاثرة بما يحيط بها من مؤثرات خلقية وتربوية واجتماعية , لا تنفصل الرؤية العقلية عن صاحبها , وكل انسان يملك كامل الارادة والاختيار , عندما يعطل الانسان عقله فقد قصر فيما كلفه الله به , لكل عقل طاقة لا يمكنه ان يتجاوزها ولكن السعي مطلوب والقعود عنه قصور وتقصير , ومن اخطأ بسبب تقصيره فهو مسؤول عن خطئه ولا عذر له , ليس بامكانك ان تصل بجهدك وحده ولذلك كان السؤال والاستشارة طلبا للمعرفة , التقليد تعطيل للعقول عن القيام بما امرت به , الانسان يختار طعامه الذى ينفعه ويبتعد عما يضره , والانسان يختار كلامه ويختار مهنته ويختار دراسته ويختار من يصادقه , ما يلائمك تاخذ به وتفعله وما يضرك تبتعد عنه , هذا هو الاجتهاد المطلوب , لاتقلد ولاتلغ ذاتك ولاتعطل عقلك , فانت مكلف ومسؤول عن اعمالك , رسالة الدين ان تجعل اختيارك يليق بك كانسان تفعل الخير وتكره الشر , تعدل ولاتظلم , تحب ولا تكره , تحترم كل الاخرين فى حياتهم ومالهم , تدعو الى السلام لانه خير وتقاوم الحرب لانه عدوان على الانسان , تناصر كل المستضعفين وتدافع عن كل المظلومين , هذه هي رسالة الدين التى جاء بها الانبياء , هذه اهداف جامعة ولا يمكن لاحد ان يقاوم الدين لانه دعوة الى الخير وينمى الاستعداد للخير , العقل الانساني  مخاطب بما هو مؤهل له من اوجه التفكير من كل المعارف ذات الصفة العقلية مما يدرك عن طريق المشاهدة والحواس من كل العلوم والمعارف والافكار التى تسهم فى رقي الحياة الانسانية , لا شيء خارج سلطة العقل من المشاهدات والعلوم , اما الذوقيات والمشاعر فينظر فيها فما كان خيرا ونافعا ومفيدا فهو محمود , وماكان شرا ويشجع عليه او كان مما يقود صاحبه الى الضلال والتيه فلايمكن ان كون محمودا ولا مقبولا , ماليس من الدين ولا يحقق هدفا من اهدافه التى يريدها الله فلا ينسب الى الدين , والدين لله ولا سلطان لاحد على الدين , ولا يستغل اسم الدين لتحقيق هدف دنيوى  الا فى نطاق الخير الذى يعتبر من اهداف الدين , النظم التى تضعها المجتمعات المتعاقبة تحقق اهداف تلك المجتمعات ترتقى برقيها وتنحدر بانحدارها , من استغل اسم الدين فى غير ما اراده الله من الدين فقد اساء الى الدين , اما مالا تدركه العقول من الغيبيات فالدين يامرنا ان نؤمن بالغيب اذا جاءنا عن طريق الوحي , نثبت ما اثبته الوحي وننكر ما انكره ولا نتجاوز ذلك الى الخوض فيما لا تدركه العقول وليست مخاطبة به ولا مكلفة , مهمة الدين ان ينمى قيم الخير والقيم الروحية التى تغذى الفطرة الايمانية المحبة للخير , القانون لا يمكنه ان يحقق العدالة اذا لم تكن تلك العدالة ذات جذور فى النفس , والسلام لا يمكن ان تحققه المعاهدات والمنظمات الدولية اذالم تكن اسباب السلام متوافرة , والانظمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية اذا لم تحترم حقوق الانسان كرامة وحقوقا فلا يمكن للدين ان يقرها اذا لم تتفق مع رسالة الدين ومقاصده , الاديان السماوية ذات رسالة ايمانية واحدة ويجب ان تتعاون فيما بينها بعيدا عن التعصب والانانية والكراهية للدفاع عن قيم الخير  والمساهمة فى تحقيق السلام بين الشعوب بعيدا عن الكراهية وطموحات الاقوياء من الذين علوا فى الارض واكثروا فيها الفساد ..

( الزيارات : 585 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *