لا عدالة مع الظلم

كلمات مضيئة…لا عدالة مع  الظلم

 مما يؤخذ على الفلاسفة والمفكرين انهم يفكرون لانفسهم  وينفصلون عن مجتمعهم , وكانهم يخاطبون انفسهم واحيانا يحلقون فى الفضاء الفسيح , وهذا هو السبب فى عزلتهم وعدم ثقة مجتمعهم بما يقولون , لا اهمية لفكر لا يخاطب مجتمعه , المجتمع هو الدائرة المغلقة ويجب ان يتوجه كل  الاهتمام الى ما هو موجود فى تلك الدائرة , لسنا بحاجة الى حلول مثالية ولا الى تصورات غير ممكنة , لكل مجتمع اهتماماته وقضاياه , وله همومه ومشكلاته , واليوم اصبحت معظم المشكلات معروفة ومتداخلة , ما زلنا حتى اليوم نعالج الازمات كما كانت فى الماضى بعقلية القوة والهيمنة والاستعلاء والتميز  , هذه عقليات كانت مهيمنة ومتمكنة فى الماضى , واليوم لم تعد ممكنة , كل ازمة ينعكس اثرها على كل الاخرين , العدالة هي طريق السلام , اذا اردنا السلام فلابد من العدالة , اما ان يعيش الكل بامن وسلام او لا سلام , الحياة حق لكل سكان هذه الارض , اسباب الحياة حق ثابت , التفاوت مقبول بشرط ان يكون عادلا لا ظلم فيه , اذا انتفت العدالة انتفت اسباب الاستقرار , الظلم لا يتحقق الا اذا كان الظالم يملك اداة الظلم , عندما نجرد الظالم من سلاحه الذي يخيف به المظلوم فسوف يتوقف عن الظلم , وهناك عوامل ثلاثة يجب ان تتعاون لمنع الظلم , القانون عن طريق القوة القاهرة وهي الدولة,  وهي مؤتمنة على ان  تمنع الظلم والتصدى لرموزه , والدين عن طريق التربية الايمانية التى تنمى قيم الخير فى النفس , وهناك العامل الثالث وهو المجتمع من خلال انكاره الظلم وادانته لرموزه والتضييق الاجتماعى على كل الممارسات  العدوانية , هذه العوامل اذا تعاونت ضيقت الخناق على كل المتجاوزين , مفاهيم الظلم ليست واحدة وتتسع باستمرار لكي تعبر عن كل السلوكيات المنحرفة , عندما نربى ابناءنا على اساس احترام الانسان ونبذ كل سلوكيات التجاوز والعدوان والعنف فاننا نسهم فى تنمية قيم العدالة , الانانية الفردية عمقت مظاهر الظلم والتفاوت الطبقى , لا احد هو اقوى من العدالة , التفاوت الكبير فى الاموال يشعر الاغنى انه الاقوى ويستخدم ثروته لتسخير الاخرين واذلالهم واستغلال ضعفهم وحاجتهم,  وهذا ظلم ويعمق مشاعر الكراهية والاحقاد وينمى ظاهرة النفاق الاجتماعى فى المجتمع للحصول على اسباب الحياة , ما تجاوز قيمة الجهد فليس عادلا , ومن استغل حاجة اجير للعمل فاقتطع منه جزءا من قيمة جهده فقد ظلمه , قيمة الجهد حق لصاحبه وينتقل بالارث لورثته , الكسب المشروع هو قيمة جهد الانسان ولا يقل عن حاجة الانسان , والعاجز عن الكسب يحمل , والقادر يحمل العاجز , وما كبر واتسع  من الاموال بجهد المجتمع فالمجتمع اولى به , ما كان مباحا للجميع  يحصل العامل فيه علي ثمرته بالجهد , لا احد هو اولى من المجتمع بثروة المجتمع ,  اذا تعارضت مصلحته مع مصالح مجتمعه فالمجتمع اولى  , كل الحقوق الفردية لا يمكن استخامها بطريقة انانية ضارة بالجماعة , ما اراده الله ان يكون رزقا لكل خلقه فلا ينفرد احد به ,  وكل ما ارتبطت الحياة به فلا يحتكر ولا تستغل حاجة الاخرين له , المال الذي ينمو عن طريق الفساد واستغلال النفوذ واستغلال حاجة الاخرين له فلا شرعية له ومنه كل الربويات والاحتكارات والامتيازات , اذا انتفت العدالة فى المبايعات وكل المعاملات كان الظلم فى الاجور والكراءات والارباح وكل ما تجاوز عرف اهل الاختصاص , النقد لا يلد النقد , والمال لا يلد المال الا بالعمل المرافق له , كل نظام اقتصادي يسهم فى ان تكون الاموال دولة بين الاغنياء فليس عادلا , الاقتصاد الاسلامى هو الاقتصاد الذى يمنع ان تكون الاموال دولة بين طبقة الاغنياء , عندما يكون التوزيع عادلا فلا يمكن للثروات ان تكبر بطريقة فاحشة , فى الازمات والمحن تسهم الثروات الكبيرة فى حمل اعباء المستضعفين والجائعين فيما يخفف عنهم من معاناتهم , العدالة الانسانية اسمى من العدالة القانونية لانها لا تتوقف حتى تحقق العدالة وتضمن اسباب الحياة , الاسرة الكونية واحدة متعاونة متكافلة لحماية الحياة , لا حدود للعدالة حتى تتحقق العدالة لكل المحتاجين للعدالة , هذه الارض لكل اهلها فمن اراد ان يعيش وحيدا ولا يريد ان يشارك فى حماية الحياة فهو خارج حماية الاسرة الكونية ..

( الزيارات : 488 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *