رسالة الدين مقاومة الشر..

كلمات مضيئة…رسالة الدين مقاومة الشر

 

 

.اهتم الفلاسفة قديما وحديثا بدور الدين فى  مقاومة الظلم الاجتماعى والقهر السياسى ومناصرة المستضعفين , وهذا امر جدير بالاهتمام , واعتبر بعض هؤلاء انه لا يمكن للدين ان يقف على الحياد فى قضايا المستضعفين لان الحياد يعنى مناصرة الظالمين على المظلومين , فلاحياد فى قضايا الانسان العادلة , مهمة الاديان السماوية ان تناصر المظلوم وان تدافع عنه , ولا يمكن لهذا ان يكون موطن خلاف ابدا , موقف الكنيسة ليس هو موقف الدين , كان رجال الكنيسة خلال تاريخ اوربا حلفاء للسلطة وللملوك  انطلاقا من مصالحهم الدنيوية , وهذا هو السبب الذى دفع معظم فلاسفة التنوير لادانة موقف الكنيسة والمطالبة بالاستغناء عنها والتشكيك فى دورها فى المواقف التاريخية , موقف رجال الدين ليس هو موقف الدين , لان الدين هو رسالة الله , اما الانسان فتتحكم فيه اهواؤه وتقوده مصالحه , رسالة الاديان واحدة ولا يمكن ان تتناقض ابدا , لان مقاصدها واحدة وهي الدعوة للخير وغايتها تحقيق العدالة واقرار قيم انسانية اهمها التكافل الانسانى للدفاع عن الحياة ومقاومة كل اعداء الحياة من المعتدين والظالمين ممن طغوا في الارض واكثروا فيها الفساد , رسالة الدين ان الفرعونية وهي مرتبة واقعية متجددة لا يمكنها ان تتوقف الا بالتصدى لها , كل انسان يمكنه ان يعيش مرتبة الفرعونية , بسبب السلطة او المال او الشعور بالقوة الغالبة , الفرعونية تتجدد باستمرار عندما تتوفر اسبابها وتؤدى الى الطغيان , مهمة الدين ان يقاوم الطغيان , لا يمكن للدين ان يتحالف مع الظلم او مع رموزه فى الارض , عندما ينشغل رجال الدين عن رسالة الدين الى منافسات فيما بينهم للدفاع عن المصالح الدنيوية فانما يسيئون الى الدين ويعبثون به , الحروب بين اتباع الاديان  ليس بسبب الدين ابدا, الدين وان اختلفت فرسالتها واحدة وهي الايمان اولا والدعوة الى الخير,  واهم صور الخير ان تناصر المظلومين وان تدافع عن المستضعفين , اتباع الاديان لو استقاموا لما  تقاتلوا فيما بينهم , كل الصراعات تحركها المطامع والمصالح الدنيوية , لا يحتج بالدين لمناصرة عدوان على المستضعفين والابرياء  , المؤسسات الدينية ليست هي الدين , عندما يتحرر الدين ممن يستغل شعاراته من اتباعه تبرز صورة الدين كما هي , غاية الدين ان يعم السلام وتتحقق العدالة وتتمكن الرحمة من القلوب , خيار واحد اما ان تحسن او تسيء , ليس المهم كيف , المهم ان تحسن , يمكن للانسان ان يعيش كما اراد وكما اختار,  والمهم ان يحسن فى اعماله , ما تجاوز ذلك فهو من اختصاص الانسان المكلف والمؤتمن , عندما ننتقل من الظلام الى النور فهذا هو الطريق الذي يحبه الله, الاستقامة واحدة ولها دلالة واحدة , اما ان تكون او لا تكون . غاية العلم ان نحسن الفهم , ما اقسى ان نتعلم ولانحسن الفهم , السفيه عندما يتعلم يزداد سفها ..المهم الثمرة المرجوة ..

( الزيارات : 920 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *