رسالة الذاكرة

ذاكرة الايام .. رسالة الذاكرة

لم يكن الماضي يعنيني ، ولَم اكن احب استعادة احداثه كما وقعت ، وانما كان يهمني الوصول الي تلك العبرة المرجوة ، ومعرفة. مضمون. الرسالة التي تحملها تلك الاحداث ، وكنت فيما اكتبه من ذكريات الايام احاول ان. افهم العبرة. كما تعلمتها. وان اتوصل الي معرفة الحياة كما هي فى واقعيتها ، وكما ارادها الله ان تكون ، وكنت ار ي الله تعالي في كل شيئ فيما خلقه وقدره , واجد الحكمة فييه . وهو المحرك لكل ما في الوجود من منطلق ايماني. ولا اجد العبث. في اية ظاهرةً كونيةً< . واخرها وباء كورونا. كوفيد. الذي اراه. من منطلق ايماني. لدعوة الانسان. للدفاع عن الحياة. والتمسك بها. وعدم العبث. والاستكبار في الارض والمظالم في الحقوق والحروب والاتجار بالانسان الذى اراده ان يكون  مستخلفا ومؤتمنا على الحياة ، واكاد الا اري تلك الاسباب الظاهرة الا. كحجب ينصرف اليها العقل. ويتجه اليها الاهتمام. لاخفاء حقيقة. ما بجري في هذا الوجود. من الحكمة الالهية لحماية الحياة. من الاشرار والمفسدين. من رموز الطغيان فى الارض ، كنت اري الكمال. في كل شيئ. ولو كان فيما نراه من النقصان ، فلا شيئ خارج التدبير الالهي. المحكم. لكي تكون به الحياه بما هي عليه ، كنت اري الله في كل شيئ. وهو الذى يتحكمُ في هذا الكون بارادته. المطلقة. ليكون ما اراده الله ولا شيء فى مملكة الله خارج ارادته ومشيئته ، يرفع من شاء وينزل من شاء ، تنشرح القلوب لما يريد ان يكون.,  وتنقبض عما لا يريده ان يكون ، والكل بيد الله ، تلك هي مملكة الله. التي اختص. بامرها. ولا احد مع الله. خلقا ولا تدبيرا. ولا يعبد فى الارض الا الله ، وكل الخلق عباده.ولو كانوا عاصين وعاقين  ، وكل شيئ بامره. وحكمته. ، وما تشاؤون الا ان يشاء الله ، الاسلام رسالة الله. الي كل عباده  من قبل ومن بعد  وكلهم مخاطبون بامره , ومدعون الى  منهج الكمال في الحقوق. والاستقامة. في السلوك ، وانبياء الله حملوا تلك الرسالة. الهادية لاممهم. ، وجاء رسولنا الكريم محمد. صلي الله عليه وسلم. لكي يبلغ رسالة الله كما امره الله بها ، ويبين ما يحتاج الي بيان. ، في امور ثلاثة: الدعوة الي الايمان بالله وحده والقيام بحقوقه عبادة وطاعة. ، وبيان اصول الحقوق بين العباد بطريقة عادلة.من غير تمييز. يخل بالعدالة الالهية المطلقة. ويطبقوا ذلك. بالكيفية التي. تتحقق بها تلك العدالة ، والتأكيد علي وحدة الوجود. والحق في الحياة. لكل عباد الله. من منطلق التكافل والتراحم. اللائق برقي مرتبة الانسانية عند الله. كمؤتمنة علي الحياة. , واحترام الحق في تلك. الحياة لكل عباده  لانه من الله وبالكيفية التي تحقق ذلك الكمال الذي يحبه الله. ، وكل طريق يؤدي الي الكمال . محمود ومطلوب ومشروع في النظم والاعراف. والعادات والسلوك. ، وكل ما خالف الكمال. بمعايير الكمال فهو. خارج. المشروعية الاسلامية . بالدرجة التي تعبر عن. طبيعة ذلك النقصان من خلاف الاولي في السلوك. الي الكراهية الي التحريم. ، والنظم. الاجتماعية. تعبر عن تلك. المعايير. فتكون عادلة او ظالمة , ولا كمال في الظلم. ولا في العدوان. ولا في التفاضل. ولا في الانانية. ، ولا اري الكمال.. خارج معايير الكمال ، ومعايير الكمال متجددة علي الدوام. لانها. مرتبطة بمعيار المصالح والمفاسد بالنسبة للعباد ، فما ادي الي مصلحةً مرجوً ة  من تلك النظم. الاجتماعية  فهو مطلوب ومحمود ، وما ادي الي مفسدة كالظلم في اية صورة من صوره. المتجددة. في اي حق من الحقوق. فهو من الفساد في الارض الذي حرمه الله. علي عباده ، ومعيار الحلال والحرام هو معيار . الصلاح والفساد ، ولَم اجد من خلال تتبعي لكل المحرمات ما كان صالحا ، ولَم اجد في مصالح العباد المشروعة ما. هو حرام ابدا ، قد يجهل الانسان الحكمة فيما هوحرام. ، وكنت استعيد من خلال تلك الذاكرة. المواقف والاحداث كما كنت اراها  واجد فيها الحكمة الالهية. والتكامل والانسجام والتوازن ، كانت تلك الذاكرة هي. التي تعلمني الكثير وتمدني بما احتاجه. لمعرفة  قوانين. الله العادلة التي لا يظلم فيها احد من عباد الله ، ذاكرة الايام. تمدنا. بماً نحتاج اليه. من ادراك  الحكمة بشرط ان نتأمل فيه. بالكيفية التي نكتشف فيها تلك الحكمةً، ولم تكن الاحداث تهمني كما هي كا حداث تاريخية. ، لقد انتهت وانمحت من الحياة كاحلام ليل ، وبقيت في الذاكرة. كتجربة انسانية. . وعبرة. مستفادة منها ، كانت الذاكرة هي اهم. المصادر التي كانت تمدني بالمعرفة التي كنت. احتاجها للتأمل. فيها والتعلم. ، كنت اقرأ ما في الذاكرة. بالصوت  والصورة والملامح والمشاعر ، وكم هي عظيمة تلك الذاكرة فيما احتفظت به. من الاحداث الماضية ، واهم ذلك هو ما خلفته في النفس من الاثار. والتي اسهمت في. تكوين. ذلك الانسان بما هو عليه ، وكنت اري الوجود كله في هذَا الانسان الصغير جدا والكبير جدا في وقت واحد ، كل مافي الوجود هوفي ذاكرة الانسان . في صورة. ما هو عليه ، وهو مصدر. المعرفة بذلك الوجود ، ومالا يدركه الانسان فلا وجود له  فى ذاكرته  ولو كان موجودا في ذاته ، مالا ار اه فلا. يعنيني. ولست مخاطبا به ، وهناك الكثير مما هو خارج الادراك ، ولا حدود. لما في الوجود من اسرار وهي خارج الوعي العقلي بها ، وكنت احب تلك الذاكرة كما هي , وهي صورة حقيقية لما انا عليه. وكنت اجد فيها ذاتي. وملامحي. ، الذاكرة تمثلني كما انا ، انها الحياة. الخاصة بي ، وكنت استمتع بما كنت. استعيده. مما في تلك الذاكرة من اسرار مخفية. ، ومانسجله هو القليل جدا مما في تلك الذاكرة ، ومالا نسجله هو الاكثر اهمية , احيانا لا نريد البوح به. لاننا نريد انً. نحتفظ به لانفسنا وننكره ، وبخاصة المشاعر والانفعالات. ، وما ندركه ليس هو الحقيقة كما هي ، وانما. هو ما ندركه من تلك الحقيقة ، ونسميها تجاوزا. الحقيقة النسبية. او الحقيقة المدركة. من الانسان ، واهم ما. تعلمته من تلك الذاكرة. أنها قادتني الي. الله وتعلمت. منها. معني العبدية لله ، ولا شيئ في الوجود. الا الله . ، وهذا هو معني الوحدة الوجودية المطلقةً المتكاملة المتوازنة. التي تعبر عن سريان. النور الالهي في كل مظاهر الكون. ، وهذه الارض بكل ما فيها هي احد التجليات الالهية في زاوية صغيرة من ذلك الكون. ، وكنت اجد. عظمة. الكون. بكل مافيه. في ذلك الانسان الذي يمثل الكون كله ، وكل عضو فيه. يتحرك. داخل اختصاصه. ويملك من القدرات. والخلايا. اكثر مما تملكه كل الارض بما فيها ومن فيها ، والانسان يحسب انه جرم صغير وفيه انطوي العالم الاكبر ، واعود الي تلك الذاكرة ، واسجل القليل مما تضمنته. من تجارب الايام كما افهمها اليَوْمَ. من منطلق جديد. ، كم هو عجيب ذلك الانسان. بما يملكه من قدرات. مستمدة من دلك النور الالهي. الذي انار الله به الوجود كله. لكي تكون به الحياة. كما هي عليه. معبرة عن الكمال. ومنقادةً. نحو ذلك الكمال .

 

( الزيارات : 438 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *